حمل الدكتور "ناصر جانبيه" هموم بيئته، واغترب لتحقيق رغبته بثلاثة بوردات أميركية؛ باختصاصات طبية متنوعة، ملزماً نفسه مهمة معالجة مرضى السرطان مجاناً في كل زيارة إلى "السويداء" تنفيذاً لوعد قطعه على نفسه بعد موقف مؤثر تعرض له، فكان مركز "الأمل" المجاني الذي يقدم خدمات كبيرة للمرضى.

حول حياته وعمله وعلمه، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 أيار 2019، التقت الدكتور "ناصر جانبيه" الاختصاصي بالأورام وأمراض الدم، فقال: «لم أكن أحسب نفسي أنني سأكون ذلك الطبيب المتميز في بلاد الاغتراب، وأنا المولود في مدينة "السويداء" عام 1959 ضمن أسرة محبة للعلم، لكن ربما توجهها لم يكن نحو الطب، وبعد دراستي الإعدادية والثانوية، كان الموقف الأكثر تأثيراً في داخلي إصابة شقيقتي بمرض السرطان، ومفارقتها للحياة بسببه؛ إذ لم يكن الطب متقدماً كما اليوم، ولأنني عشت معها الآلام والمعاناة، قررت دخول كلية الطب، لأدرس اختصاص أورام لمعالجة المرضى، وأثناء دراستي الجامعية رأيت ما أكد إصراري في متابعة الهدف؛ إذ بعد تخرجي عام 1978، التحقت باختصاص الأورام وأمراض الدم في مستشفى "تشرين" العسكري، وبعدها بدأت رحلة الاغتراب بدولة "الإمارات" وبذات الاختصاص، حيث بقيت سنوات قليلة، ثم انتقلت إلى "الولايات المتحدة الأميركية" لتعميق الدراسة العلمية، وبالفعل نلت أول بورد بالأمراض الباطنية، ثم ثاني بورد بأمراض الدم، والثالث كان في معالجة الأورام، وترأست قسم المعالجة، وحالياً أدير قسم معالجة السرطان في مستشفى يعدّ من أكبر المشافي في ولاية "أوكلاهوما". وحين وجدت نفسي قادراً أكثر على العطاء، أردت حقاً نقل خبرتي العلمية إلى وطني مستذكراً ذلك الحزن على شقيقتي لتكون قرباناً لجميع المرضى، ومن خلال روحها منحت فرصة لي بتخفيف الآلام ومعالجة مرضى السرطان في "السويداء"».

وضعت خطة لنفسي كل ستة أشهر أقوم بزيارة إلى "السويداء" لمدة أسبوعين وأعمل على علاج المرضى مجاناً، بعد أن تحصنت بأحدث الدراسات والأبحاث العلمية المهمة وما قمت به من تجارب في "أميركا" بغية نقل الفائدة إلى أبناء وطني، وهناك أمر لا بدّ منه خلال إقامتي في المشافي الأميركية، أحببت استثمار ما نهلته من علم ليكون في خدمة أهلي في "السويداء"، فحاولت جمع ما استطعت من رأسمال وافتتحت مشروعاً طبياً أسميته "مركز الأمل الطبي" يقدم الخدمات الطبية بتكلفة كبيرة جداً، وأحدث الأجهزة الطبية، حيث تم توفير فرص عمل لكوادر عمالية وإدارية وعلمية طبية، وبهدف توفير السفر على المريض من "السويداء" إلى "دمشق"، وعملت على توفير جهاز طبقي محوري متعدد الشرائح، وهذا المركز يتابع مرضى السرطان وغيره من الأمراض، وعليه فإن الهدف الذي درست من أجله، وعشقي للعمل المجاني في مهنة الطب خدمة لمرضى السرطان، كي أشعر بأنني قدمت شيئاً لروح شقيقتي، ووصية أهلي في استثمار الاغتراب الذي ناف عن ثلاثة عقود لأهلي وأبناء وطني

وتابع الدكتور "ناصر جانبيه" عن معالجة المرضى في "السويداء" بالقول: «وضعت خطة لنفسي كل ستة أشهر أقوم بزيارة إلى "السويداء" لمدة أسبوعين وأعمل على علاج المرضى مجاناً، بعد أن تحصنت بأحدث الدراسات والأبحاث العلمية المهمة وما قمت به من تجارب في "أميركا" بغية نقل الفائدة إلى أبناء وطني، وهناك أمر لا بدّ منه خلال إقامتي في المشافي الأميركية، أحببت استثمار ما نهلته من علم ليكون في خدمة أهلي في "السويداء"، فحاولت جمع ما استطعت من رأسمال وافتتحت مشروعاً طبياً أسميته "مركز الأمل الطبي" يقدم الخدمات الطبية بتكلفة كبيرة جداً، وأحدث الأجهزة الطبية، حيث تم توفير فرص عمل لكوادر عمالية وإدارية وعلمية طبية، وبهدف توفير السفر على المريض من "السويداء" إلى "دمشق"، وعملت على توفير جهاز طبقي محوري متعدد الشرائح، وهذا المركز يتابع مرضى السرطان وغيره من الأمراض، وعليه فإن الهدف الذي درست من أجله، وعشقي للعمل المجاني في مهنة الطب خدمة لمرضى السرطان، كي أشعر بأنني قدمت شيئاً لروح شقيقتي، ووصية أهلي في استثمار الاغتراب الذي ناف عن ثلاثة عقود لأهلي وأبناء وطني».

الدكتور سعيد العفلق

وعن علاقته وخبرته العلمية، أشار الدكتور "سعيد العفلق" الاختصاصي بالتخدير والعناية المركزة قائلاً: «يعمل الدكتور "ناصر جانبيه" كخبير في الأمراض الداخلية ومعالجة الأورام وأمراض الدم، وقد نال ثلاثة بوردات أميركية بكل اختصاص منها، وحين يأتي إلى "السويداء"، يترقب أفراد المجتمع قدومه من أجل الاستشارات الطبية والمعالجة، وهو بدوره يقوم بذلك طوال مدة إجازته مجاناً من دون كلل أو ملل، حتى إنه استطاع أن يفرغ طاقته العلمية على حد تعبيره بإحداث مركز "الأمل" الطبي الذي يضم معظم الاختصاصات العلمية الطبية، وأجهزتها الحديثة بملايين الليرات، حباً بوطنه وأهله، وتنفيذاً لعهد قطعه على نفسه لخدمة الأهل، اغترب طويلاً، ولمع نجمه كطبيب سوري بين العلماء الأجانب في "الولايات المتحدة"، وبات المرجع العلمي في المشافي الأميركية، وتفوق بأبحاثه على العديد من الأطباء الخبراء، وهو اليوم يأتي بإجازة نصف سنوية يعمل خلالها على علاج المرضى، وخاصة السرطان، والأهم أنه يتابع حالات العديد منهم عبر التواصل الإلكتروني، ويقدم لهم النصح والمشورة الطبية اللازمة، فهو عاشق لمهنته، ومخلص لأهله ووطنه، ومتفوق بعمله، والأهم أنه راضٍ عن نفسه بتنفيذ عهد قطعه على نفسه إرضاء لروح من أحب، وتمنى لها الحياة، فربما كانت العامل ليكون المساعد لكل محتاج للمشورة ممن ابتلوا بمرض السرطان».

د. ناصر جانبيه أمام ما أنجزه لوطنه
د. جانبيه مع المراسل