أطلق الدكتور "لؤي صالح الشوفي" مبادرة إنسانية اجتماعية نتيجة لرغبته الجامحة بمهنة الطب، وحبه لقيمتها الإنسانية، من خلال خدمات طبية ومساعدة المرضى في منازلهم، قبل العيادة والمستشفى تنفيذاً لتوجيهات أهله.

حول مسيرته العلمية والطبية وانعكاسها على المجتمع، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 أيار 2019، التقت الدكتور "لؤي الشوفي" في مدينة "صلخد"، حيث بين قائلاً: «بعد ثمانية أشقاء؛ جاءت ولادتي عام 1971 في ظروف صعبة، لكن إصرار والدي على الاستمرار بالمعرفة دفعتنا إلى الدراسة، فدرست الابتدائية والإعدادية في "دمشق"، أما الشهادة الثانوية، فكانت في ثانوية قرية "امتان" التي أحببت بها الكثير من الدوافع، وتأثر أهلها بالمكان، ورسم لمخيلتي خريطة الحياة المستقبلية، فمن خلال الرؤية الاجتماعية لشاب طموح متعلم جعلته الحياة يصمم على المتابعة بين أقرانه، لكن بتميز معرفي وعلمي، فأحببت أثناء دراستي للفرع العلمي دخول البحوث العلمية، بغية المساهمة بشيء وطني ينعكس إيجاباً على المجتمع، لكن كان الطب حليفي الذي أحببته من دون شعور بذلك سوى أنني من السنة الأولى، وربما الأهم وصية والدي الراحل أن يكون لديهم من يقدم خدمة ورعاية طبية لأفراد بيئتنا الاجتماعية، فهو رحل نتيجة أزمة قلبية، ولم تكن تقنيات العمل الطبي كما اليوم، فاخترت دراسة الداخلية وأمراض القلب.

مذ تعرفت الدكتور "لؤي الشوفي"؛ وأنا أرى به الطبيب الذي يرنو نحو الحياة المتجددة، والحريص على المنهج العلمي، فهو وإن لم يستطع أن يجد الوقت المناسب لمتابعة كل ما هو مطلوب مثله مثل كل طبيب مجتهد، إلا أنه يعدّ مواكباً لأحدث الأبحاث والدراسات العلمية في الاختصاص المهني، ناهيك عن علاقته بالمجتمع، والثقة التي كوّنها في مدة زمنية قياسية، والعائد بها كما عرفته من التربية الاجتماعية، وتنفيذاً لتوجيهات والديه، بتقديم الخدمة الطبية مجاناً لكل صاحب حاجة، وهي مبادرة يستحق عليها الاحترام والتقدير، لكن الأهم إصراره على العمل والتميز بالاختصاص العلمي هو الذي يكسبه مهارة مميزة ويمنحه الثقة الأكبر بين أفراد المجتمع، وحقيقةً استطاع أن يكون مع المجتمع علاقة احترام، كما مع زملائه الأطباء أيضاً

وما إن دخلت كلية الطب بجامعة "دمشق"، حتى بدأت شحنات العطاء تندفع بتكوين نفسي تجاه الإنسان والعمل على خدمته ورعايته طبياً بهدف تخفيف آلامه وشعوره بالتكافل القيمي الاجتماعي، وبعد تخرجي عام 1998 والعمل باختصاص الداخلية والأمراض الباطنية حتى كانت لي رؤية نتجت عما حملته من تقديم الخدمات والالتزام بها أكثر، وهي دراسة أمراض القلب والشعور بمتعة الدراسة به، والنتائج الواقعية على صعيد المرضى».

الدكتور عادل أبو سعيد

وعن الرعاية الطبية الصحية تابع الدكتور "لؤي الشوفي" بالقول: «في مجتمع يسود فيه طابع العمل وقيمته من الأعمال الزراعية، وضمن بيئة جغرافية تحمل البرد الشديد وإرادة الصمود في مواجهة رياح الشتاء وعواصفه الثلجية القاسية، يكثر فيها الأمراض، وتحتاج بلا شك إلى العناية الطبية، وكم تشعر بالفخر والاعتزاز حين يأتيك مريضاً لا يستطيع النهوض، ويخرج من علاجك ماشياً مترجلاً؛ إنه شعور إنساني لا يوصف، وهاجسي اليومي أن طبيعة البلاد القاسية لدينا، وما مرت به من أزمات اقتصادية تفرض علي كطبيب مساعدة المرضى، والأهم إرضاء نفسي بذلك، حيث ولدت بيني وبين المجتمع علاقة كبيرة أثناء دراستي للاختصاص، وعملي في مشافي "دوما"، و"المجتهد"، و"الأسد الجامعي".

وللاختصاص متعة جميلة بما يحققه المرء من نتائج في بث روح الحياة لمريض يأتي مصاباً بأزمة قلبية أو مرض آخر، وشعوره مكبل في المتابعة، وأنا الباعث في داخلي من طاقة إيجابية هي دعاء النسوة المسنات أو الرجال الطاعنين بالسن، أو الفقراء والمحتاجين الذين يأتون وأيديهم متضرعة للسماء بالدعاء، وعليه أربأ بنفسي عن العلاج المادي أمام هؤلاء، وأقدم ما استطعت مجاناً، وسأبقى ما حييت أجدد بالتطبيق العملي ما في داخلي من امتثالي بأنني أحببت الطب لقيمته الإنسانية، وسعادتي تكمن بخروج المريض من العيادة أو المستشفى معافى».

الدكتور لؤي الشوفي

وحول المهنية العلمية وانعكاس طبيعة العمل على الشخصية، أوضح الدكتور "عادل أبو سعيد" الاختصاصي بالأمراض القلبية قائلاً: «مذ تعرفت الدكتور "لؤي الشوفي"؛ وأنا أرى به الطبيب الذي يرنو نحو الحياة المتجددة، والحريص على المنهج العلمي، فهو وإن لم يستطع أن يجد الوقت المناسب لمتابعة كل ما هو مطلوب مثله مثل كل طبيب مجتهد، إلا أنه يعدّ مواكباً لأحدث الأبحاث والدراسات العلمية في الاختصاص المهني، ناهيك عن علاقته بالمجتمع، والثقة التي كوّنها في مدة زمنية قياسية، والعائد بها كما عرفته من التربية الاجتماعية، وتنفيذاً لتوجيهات والديه، بتقديم الخدمة الطبية مجاناً لكل صاحب حاجة، وهي مبادرة يستحق عليها الاحترام والتقدير، لكن الأهم إصراره على العمل والتميز بالاختصاص العلمي هو الذي يكسبه مهارة مميزة ويمنحه الثقة الأكبر بين أفراد المجتمع، وحقيقةً استطاع أن يكون مع المجتمع علاقة احترام، كما مع زملائه الأطباء أيضاً».