تقدم للعمل في "الأمانة السورية للتنمية" لمنصب مشرف، إلا أن قبوله جاء بصفة مدير منارة، ليبدأ مسيرة حافلة بالعطاء وحب العمل والشغف للتميز.

"عمران وليد حمزه" مدير منارة "شهبا" المجتمعية؛ أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية في محافظة "السويداء"، تحدث لمدونة وطن "eSyria" عن دراسته وعمله بتاريخ 25 آذار 2019، حيث قال: «تأثرت بوالدي الذي يعمل مدرّساً، بجلده وقدرته على العطاء المستمر، ومنذ الصغر لدي هاجس القيادة وأن أكون قدوة لأصدقائي، فقد كنت عريف الشعبة وشخصيتي قوية وثقتي بنفسي كبيرة، وهذا ما جعلني أتميز في العديد من المجالات، إضافة إلى تشجيع الأهل واكتشاف هواياتي وتنميتها، فعزفت الناي في الصغر، ومع أنني لا أمتلك مهارة رياضية، لكن لدي شغف بلعب الرياضة وتحديداً ألعاب القوى، فالرياضة أصبحت أسلوب حياة والتزاماً ذاتياً».

من الشباب الطموحين جداً، لديه أفكار واعدة، وكان معي بالعمل في مركز "بلقيس" لمدة، هو مثال للشاب صاحب الأفق والتخطيط الاستراتيجي للمستقبل، وأنا أتابع عمله في "المنارة" وسعيدة جداً بصدى عمله وانطباعات المحيط عن نجاحه

وعن الدراسة أضاف: «رغبت بدراسة الرياضيات، وفي الجامعة وجدت الدراسة تختلف عما توقعته، فكنت طالباً عادياً وأتممت دراستي بأربع سنوات، وتخرجت عام 2013، اخترت ماجستير إدارة أعمال، وحصلت على شهادة الماجستير من المعهد العالي للعلوم الإدارية اختصاص علوم إدارية، وفي العام الأول كنت الأعلى بالمعدل؛ ورسالتي كانت عن دور محاسبة الموارد البشرية باتخاذ قرارات الاستثمار بالموارد البشرية، وذلك في عام 2017، حيث كنت منشغلاً بالحياة العملية، ولم أستطع الحصول على مراجع، ومع ذلك كان معدل تخرجي 87,95 بتقدير امتياز».

"عمران حمزه" أثناء العمل في مركز "بلقيس"

وعن الحياة العملية، قال: «عملت في مجال الإدارة البشرية لمدة، وبعدها كانت لدي تجربة بالتدريس، ولكن لم أجد نفسي مدرّساً.

وعملت مدة مع أحد التجار كمحاسب، حتى حصلت على خبرة عملية في مجال المحاسبة والمبيعات، وكانت تجربة مهمة بالنسبة لي بالتعامل مع الناس. وأول منصب إداري كان بمركز "بلقيس" للتطوير التقني والإداري، حيث تسلمت مدير قسم التدريب عام 2015.

صورة انطلاقة فريق "منارة شهبا المجتمعية"

وكذلك عملت موظفاً إدارياً متطوعاً مع جمعية "براعم"، وكنت متطوعاً مع حملة "تأهيل وتدريب مليون شاب سوري" مجاناً كمدرب بمجال الإدارة، وعندما عرفت بوجود وظائف في "الأمانة السورية للتنمية"، تقدمت عام 2016 لمنصب مشرف، وكنت واثقاً من خبرتي، لكن تم قبولي كمدير».

وعن عمله مع "المنارة"، أضاف: «بدأت العمل مع فريق "الأمانة" منذ مرحلة التأسيس، فعملت والفريق على إبراز العمل التنموي في المحافظة، تعرضنا خلالها إلى تحديات كان أبرزها وجود احتياج كبير جداً، ونحن كفريق لا يمكننا الوقوف في وجه التحديات، بذلنا جهداً مضاعفاً، وأثبتنا أن العوائق مهما كانت لا يمكنها إيقافنا، هناك احتياجات دائمة نسعى باستمرار لتلبيتها، فنحن نعمل على صعيد مجتمعي والمجتمع متغير، لكننا استطعنا التجاوز والنجاح».

أثناء الحصول على الماجستير

وتابع: «بالنسبة لتجربتي في الإدارة على الصعيد الشخصي، فهي بمنزلة تحدٍّ، يوجد عدد كبير من الموظفين بأعمار متفاوتة، فعدد أعضاء الفريق 58 موظفاً، وأنا قريب منهم بوجه دائم، وعلاقتي تراوح بين الرفيق والمدير، في لحظات أكون حازماً، وأتخذ قرارات إجرائية معينة، وهذه مسؤوليتي، لكن في النهاية نحن فريق عمل متكامل، والهدف من عملنا تلبية احتياجات المجتمع، ومن هنا فإن عملنا لم يقتصر على مفهوم محدد، حيث ندخل المجتمع وندرس احتياجاته، ونلبيها بكافة قدراتنا كفريق.

لدينا تجربة جديدة باستقطاب المتطوعين، وإلى الآن قام 442 شخصاً بتعبئة الاستمارات للتطوع، ونحاول خلق تجارب تطوعية فريدة بمجال العمل التطوعي؛ يذهب باتجاه استثمار اختصاصات الأفراد بأسلوب يترافق مع شغفهم.

وأتعامل مع أعضاء الفريق بأن النجاح من نصيبهم، والفشل وعدم تحقيق الأهداف أتحمل مسؤوليته أنا، أتقبل النقد، والأهم من ذلك أنني أساعدهم بعملهم إن دعت الحاجة، وهذه الثقافة مزروعة لدى كافة أعضاء الفريق».

"فراس ركاب" مشرف دعم مجتمعي في منارة "شهبا" تحدث عن "عمران" بالقول: «هو أخ وصديق، وكان مدربي بدورة إعداد المدربين، اجتمعنا وبدأنا العمل مع الأمانة، ويمكنني القول إنه من الساعة التاسعة حتى الخامسة هو مديري في العمل، بعد الخامسة نحن أصدقاء، فقد استطعنا الفصل بين الحياة الشخصية والعمل.

"عمران" شخص متصالح مع ذاته، وهو قائد يعمل معنا يداً بيد، وليست مهمته توجيه الأوامر، حتى عند قيامنا بالمسح المجتمعي نحن نعمل معاً، فقد استطاع أن يبني علاقة طيبة مع الجميع، وراقٍ بالتعامل».

"عادية أبو عسلي" مؤسسة جمعية "البراعم"، ومديرة مركز "بلقيس" في "السويداء"، تحدثت عن "حمزه" بالقول: «من الشباب الطموحين جداً، لديه أفكار واعدة، وكان معي بالعمل في مركز "بلقيس" لمدة، هو مثال للشاب صاحب الأفق والتخطيط الاستراتيجي للمستقبل، وأنا أتابع عمله في "المنارة" وسعيدة جداً بصدى عمله وانطباعات المحيط عن نجاحه».

"جاد مسعود" العامل بـ "الأمانة السورية للتنمية"، ومدير محافظتي "درعا، والقنيطرة" قال: «"عمران" يعمل في مجال لا يشبه أي بيئة عمل نعرفها، مؤسسة تنموية لا يهمها الربح بقدر الارتقاء بالمجتمع وتلبية احتياجاته، لديه أكثر من 40 موظفاً، وهذا العدد يتطلب من المدير أن يكون قدوة وذكياً وسريع البديهة ليستطيع النجاح، وقد أثبت نجاحه وكسب محبة فريق العمل؛ وهذا هو الأهم».

يذكر، أن "عمران حمزه" من مواليد مدينة "السويداء"، عام 1991.