عمل الدكتور "بشار عقل" على طرح مبادرة تكافلية إنسانية، يخدم بها المجتمع من دون تكليف لأصحابها، معززاً دور المؤسسات، ورافضاً الاستعراض الاجتماعي في تخفيف آلام الناس وأوجاعهم.

الطبيب الذي أحب مهنة الطب منذ صغره، وأراد أن يكون طبيباً يخدم بمهنته مجتمعه، تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 كانون الأول 2018، عن بدايته قائلاً: «في قرية "عرى" التي لها خصوصية بتنوعها ووحدة أطيافها الاجتماعية والانتمائية، وتاريخها العابق بالمجد، كانت ولادتي في الثاني من شهر شباط عام 1981 ضمن أسرة محبة للعلم والمعرفة، وطامحة لنشر ثقافة التكافل الاجتماعي، ذلك لأن والدي يتميز بقراره؛ فهو الضابط الذي لم يعرف يوماً إلا الدقة في إصابة هدفه. والوالدة المفعمة بالمحبة والوداد، وأشقائي الباحثون دوماً عن مستجدات العلم والمعرفة. في ظل هذه الأجواء بدأت انطلاقتي، فبعد أن درست الابتدائية والإعدادية في قريتي، انتقلت إلى "السويداء" ودرست الثانوية. ولأن رغبتي الجامحة منذ الصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية دراسة الطب؛ بغية التماهي مع آلام الناس وانعكاس شعورهم بالراحة في التوصل إلى الشفاء، كانت جامعة "دمشق" من أشبعت طموحي بذلك؛ حين جلست على مقاعدها ونهلت من معين أساتذتها العلم ومستجداته، وحين كنت في السنة الثالثة بدأت أتوجه نحو الجراحة العصبية، وأضع العزم في التفوق لدخول هذا الاختصاص، حتى حين أقرأ به أشعر بسعادة، وبالفعل ما إن تخرجت، حتى دخلته بشغف، ولعل اختياري هذا النوع من الاختصاص لم يكن عبثياً في ظاهره ومضمونه، بل حمل في طياته إجابة عن أسئلة كثيرة كنت أبحث عنها منذ طفولتي».

يعدّ د. "بشار عقل" ظاهرة إنسانية بتعامله ومتابعته للمريض وعلاجه وتشخيصه، والأهم حبه للأعمال الإنسانية ومبادرته في تقديم العلاج لمن يحتاج

وتابع: «لعل الباحث عن الاختصاصات الطبية يبتعد عن الجراحة العصبية لأن نسب الشفاء فيها قليلة، لكنني أردت ذلك تحدياً ذاتياً في إظهار جمالية هذا الاختصاص لما يشعره المريض من آلام، وعليه كان ذلك التحدي لمحاولة شفاء آلام وأوجاع أفراد المجتمع والارتقاء بنفسي بنشوة الفرح والسعادة، وذلك حين تحقق لشخص موجوع الشفاء، والشيء الآخر وعلى الرغم من أنني أشاهد يومياً عشرات المرضى ما بين المستشفى والعيادة، إلا أنني أفرح حين يستوقفني شخص أجريت له عملاً جراحياً أو علاجاً ليقدم التحية والسلام، ربما هذه التوجيهات البسيطة التي كان طموحي في صغري يعمل على تجسيدها، لهذا تراني أعمل على مبادرة ذاتية تتضمن تقديم الخدمة الطبية مجاناً من دون أي تكليف للمريض أو الشعور بأنه يقصد أي جهة، مخصصاً لذلك برنامج عمل لإجراء العمليات الجراحية بالمستشفى الوطني، وهذا ما رسمته في تطور بناء الشخصية رويداً رويداً، لأنني على يقين بأن المريض هو من يمنح الطبيب الطاقة الإيجابية عندما يستجيب للعلاج ويعكس شعوره وسعادته عليه؛ لهذا فالفئة المستهدفة لديّ هؤلاء الذين يرفعون الأيدي عالياً ويتضرعون للسماء بالنجاح والتوفيق لمن يقدم لهم يد المساعدة، وآمل أن أكون واحداً من هؤلاء، فالطب كمهنة إنسانية حين يتخللها التكليف المادي تصبح تكثيفاً على نفس الإنسان، ومضمراً في السمو والارتقاء الروحي، خاصة في اختصاصنا كجراحة عصبية دقيقة جداً، وتحتاج إلى الهدوء والسكينة والشعور بالفعل بقيمة الآلام للتوصل إلى الشفاء، وأنا بدوري أستطيع القول إنني دخلت الطب برغبة، واستمتعت أكثر بتحقيق ما أردت من إنجاز العديد من المهام الإنسانية، والأهم أسمو بمحبة الناس وتقديرهم لما يمنحوني به من تكليف ومسؤولية تجاه تعزيز دور العمل التكافلي الاجتماعي المرتبط مع الإنسانية».

الدكتور عدنان مقلد

بدوره أشار الدكتور "عدنان مقلد" قائلاً: «يعمل الدكتور "بشار عقل" في تعزيز دور العمل الإنساني ويشجع على العمل الخيري، من خلال المستشفى الوطني؛ بعيداً عن الاستعراض الاجتماعي من جهات اجتماعية؛ الأهلية منها وغير الأهلية، وتشاهده حين يخرج من أي عمل جراحي يقوم به، وعلامات النشوة والفرح بادية على محياه، وهذا دلالة على الطبيب المحب لمهنته ومريضه، وشخصيته الإنسانية، وقد حقق حضوراً خلال مدة زمنية قياسية نتيجة مثابرته وجهده الدؤوب، فهو متابع متميز وفاحص سريري دقيق، ومجتهد بعمله».

وحدثنا "فادي أبو حمدان" (أحد المراجعين) قائلاً: «منذ زمن وأنا أتردد إلى عيادة الدكتور "بشار عقل"، وأرى لديه التوجه نحو العمل الإنساني؛ إذ كثيراً ما تأتيه جمعيات أهلية خيرية تمول عمليات جراحية لمرضى محتاجة بقصد إجراء عمل جراحي لهم في المشافي الخاصة، لكن بدوره يؤكد عليهم أن الأموال التي ستدفع للمشافي وله شخصياً يجب التبرع بها للفقراء والمحتاجين، ويقوم بإجراء العملية للمريض مجاناً في المستشفى الوطني، على الرغم من قناعتنا ببعض التكاليف حتى في المستشفى الوطني، إلا أنه يذلل الصعوبات ويقدم للمريض العلاج مع العامل الأهم الطمأنة النفسية عن حالته ومتابعته، إضافة إلى الأعمال الخيرة المجانية بالخفاء، التي اكتشفتها من أناس زاروا عيادته، لأن اختصاصه صعب ونادر ودقيق، علماً أنه يعمل ساعات مطولة؛ إذ يأتي من المستشفى عند الظهيرة، ويستمر لساعة متأخرة وهو يعمل بجدّ ومثابرة».

د. بشار عقل وشهادته العلمية

وبيّنت "ساميا شرف" (من المراجعات) قائلة: «يعدّ د. "بشار عقل" ظاهرة إنسانية بتعامله ومتابعته للمريض وعلاجه وتشخيصه، والأهم حبه للأعمال الإنسانية ومبادرته في تقديم العلاج لمن يحتاج».

الدكتور بشار عقل