خطّطت "سلاف الجمال" لتغيير يبدو أنه لن يكون طارئاً على حياتها ومستقبلها؛ مستفيدة من مهاراتها بالحساب، لتؤسس خطوط تجربتها الخاصة مع الأطفال كمصمّمة ألعاب "سيد الحساب" ومدرّبة.

حيث انطلقت من تعلّم ذاتي وتكثيف لدورات طوّرت مهارتها منتقلة إلى مراحل متقدمة في فهم احتياجات الأطفال ووعي تفاصيل التعامل معهم، كما تحدثت من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 تشرين الثاني 2018، وقالت: «تقدمت للشهادة الإعدادية والثانوية دراسة حرة لظروف ارتبطت بالحياة الخاصة، وكنت في كل المراحل أبحث عن نوع من الدراسة ومنهج يدفعني إلى الأمام لفهم أوسع ووعي مهاراتي بثقة كبيرة أنني قادرة على تحقيق الأفضل؛ لذا لم أتوقف عند خيار معين، ولم أقتنع أن عدم النجاح في تجربة يعني الوقوف؛ لأضع مقومات عملي الجديد ليس لغاية البحث عن عمل بقدر استثمار الوقت بما يمكن أن يدفعني إلى البحث الداخلي عن مهاراتي الخاصة وتطويرها.

انتقلت من الحساب السحري إلى دورات "سيد الحساب"، وقد تجاوزت مستوياتها الخمسة رغبة مني بالاطلاع على هذه التجربة الحديثة نسبياً على مستوى "سورية"، وكانت النتائج جميلة، لأجد في المناهج المعدّة وبرنامج "سيد الحساب 3m" الذي ابتكرته التخصصية "رغداء ذو الغنى" ما كنت أبحث عنه من طرائق متطورة في إدخال الحساب إلى ذهن الطفل بطرائق متعددة ومناهج تجعل الحساب مهارة بسيطة يكتسبها الطفل بسلاسة؛ من خلال استثمار كامل لما لديه من قدرات عقلية وحسية

كانت البداية من دورات تنمية الموارد البشرية واتباع مجموعة من التخصصات التي حرصت على الاستفادة من مواضيعها على يد مدرّبين متميزين، جعلتني أبحث عن أفكار بعيدة عن اهتماماتي، وأتّجه بالاتجاه المتوافق مع رغبتي بالبحث عن أفكار جديدة قادتني في النهاية إلى الحساب، مستثمرة إحدى مهاراتي بحفظ الأرقام والتركيز السريع ومهارات الحساب السحري، واكتشاف هذا العالم الجميل بشغف».

المدرّبة ومصممة الألعاب سلاف الجمال

وتضيف: «انتقلت من الحساب السحري إلى دورات "سيد الحساب"، وقد تجاوزت مستوياتها الخمسة رغبة مني بالاطلاع على هذه التجربة الحديثة نسبياً على مستوى "سورية"، وكانت النتائج جميلة، لأجد في المناهج المعدّة وبرنامج "سيد الحساب 3m" الذي ابتكرته التخصصية "رغداء ذو الغنى" ما كنت أبحث عنه من طرائق متطورة في إدخال الحساب إلى ذهن الطفل بطرائق متعددة ومناهج تجعل الحساب مهارة بسيطة يكتسبها الطفل بسلاسة؛ من خلال استثمار كامل لما لديه من قدرات عقلية وحسية».

ابتكار الألعاب ووضع بصمات مؤثرة في هذا المشروع خطوة أكدت نجاحها، وتضيف: «مناهج "سيد الحساب" وافية علّمتها لطلابي، لكن واجهتني مشكلة الحصول على ألعاب تجسّد عدداً كبيراً من التمارين ليكون لدى الطفل تمرين يومي يكمل التدريب خلال الحصة، وكنت أواصل التفكير بما يؤسس لألعاب تكمل ما رغبت به، على مستوى جدول الضرب أولاً وأهمية إتقانه بالنسبة للطفل؛ لأضع رسومات أولية للعبة مستعينة بفنانة لرسم الشكل الذي وجدته مناسباً لتجسيد الشكل الخشبي الذي صمّمته على شكل دودة تبعاً لمعرفتي بتعلق الطفل بالخشب كمادة، والاستفادة من اللون والشكل لضمان تمرين الطفل في الترتيب واللصق، ونقل القطعة والحصول على الناتج.

المدرّبة صفاء أبو حسين

الفكرة التي استهلكت الكثير من الوقت جسّدتها على شكل لعبتين متخصصتين لتعليم جدول الضرب، وبها حصلت على ألعاب أكملت ما لدينا من تمارين "سيد الحساب"، وبالتجربة مع طلابي من ذوي الاحتياجات الخاصة تأكدت قابلية تطبيقها والفائدة منها.

ومن خلال عرض اللعبتين على مبتكرة البرنامج "رغداء ذو الغنى" ومديرة مؤسسة "علمني" "رفيدة مكي"، تمّ اعتماد الألعاب من قبل قبل دار "القمر" ليصار إلى تطبيقها.

من طلابها أثناء تطبيق الألعاب

مهمتي القادمة التي وضعت الخطوات الأولى لها ألعاب الجذور التكعيبية والتربيعية، وتصميم جديد لألعاب متخصصة لها بعد جدول الضرب، وهي قيد الدراسة، لكنها تحتاج إلى بعض الوقت للتقديم النهائي الذي أنتظره وأعمل ليكون على مستوى اللعبتين السابقتين، ومنه امتلكت مفاتيح جديدة للتواصل مع الطفل ورسم مشروعي الخاص لتقديم المعرفة للشريحة الأكبر منه بهدف بعيد جداً عن الحصول على العمل أو المال؛ فمع كل مجموعة بداية جديدة ومعرفة».

عبّرت مبتكرة البرنامج "رغداء ذو الغنى" عن الإعجاب بما تقوم به "سلاف"، وقالت: «"سيد الحساب 3m" برنامج رياضي يهتم بموضوع مهارات التفكير وأنواع الذكاءات المتعددة، والانتقال من الذكاء الواقعي المكاني للوصول إلى الذكاء الفراغي. المدرّبة "سلاف" خدمت البرنامج لكونها صمّمت ألعاباً تفاعلية تساعدنا في البرنامج، وقدمت جزءاً من الألعاب تبنّتها مؤسسة "علّمني"، وقد ساهمت بلعبتين؛ واحدة تثبت جداول الضرب ليحفظها الطفل، وأخرى عبارة عن كيفية إيصال اللعبة إلى الطفل بالكفوف؛ كألعاب من الخشب بتقنية عالية تبنّتها دار "القمر"، وستطرحها قريباً في الأسواق، وما قدمته طريقة لربط المعلومة بلعبة ستتثبت في ذهن الطفل؛ فالألعاب التفاعلية ترفع من كفاءة الطفل ومهارات المدرّب، وتضيف جمالاً ومتعة إلى الحصة.

إبداع المدرّب بنقل الفكرة وتحويلها إلى واقع يقدم الكثير للطفل، ويستثمر مهاراته ويطورها، ونتمكن من خلالها تكوين أفكارنا عن الأطفال. وارتقاء المدرّب وإنتاجه أو عمله مع الأطفال نكتشفه من إبداعه بالتعامل مع الموضوع بطريقة بعيدة عن الجمود لخلق أفكار جديدة».

"صفاء أبو حسين" مديرة مركز "سوربان"، ومدرّبة مدرّبي حساب ذهني ومكعب "روبيك" و"سبيد ستيك"، ومدرّبة "برنامج 3m"، قالت: «"سلاف" مدرّبة نشيطة أثبتت قدرتها ونجاحها خلال مدة قصيرة بجهد ذاتي وعطاء متميز، درّست مادتها بحرفية عالية؛ حيث وازنت بين المادة العلمية والهدف الأساسي لبرنامج الحساب الذهني؛ وهو التعلّم عن طريق اللعب، وأضافت إلى الدورة الشيء الكثير مثل الكتيبات اليومية التي اجتهدت بنفسها على تصميمها، إلى جانب الألعاب التي عزّزت عملية التعليم بتجسيدها وتحويلها إلى فكرة واقعية أفردت لها الكثير من الوقت لتأخذ الشكل العلمي الجميل والبسيط، وفي الوقت نفسه تخرج الطفل من التعقيد وتنقل إليه الفكرة عبر اللعب المحبب وتثبيت الفكرة بسلاسة منطلقة من مجموعة مهارات يجدر بالمدرّب إتقانها، وعندما وصلت إلى مرحلة تطويرها بدأت خطوة جدية لتقدم الجديد إلى الطفل، وتغني المشروع بما فيه الفائدة ويستحق التعميم».

ما يجدر ذكره، أن "سلاف الجمال" من مواليد "السويداء" عام 1987، تخصّصت في مجال الحساب الذهني و"سيد الحساب 3m"، واجتازت عدداً من الدورات المتخصصة، وهي إحدى مدرّبات جمعية "الوفاء" الخيرية للمعوقين.