تعدّ الدكتورة "نجاة أبو زور" واحدة من أصحاب المبادرات الخيرية لمساعدة مرضى الكلى في "السويداء"، ومريضها يعالج مجاناً ولو على حساب صحتها.

حول مسيرتها العلمية، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 تموز 2018، التقت الدكتورة "نجاة أبو زور"، التي تحدثت عن نشأتها بالقول: «في بيئة اجتماعية كلفة بالعادات والتقاليد الأصيلة، وفي مدينة "السويداء"، كانت ولادتي عام 1969، ولأن والدي رحل مبكراً وأنا في العقد الأول من العمر، كنت أتذكره دائماً عندما كان يخاطبني بالدكتورة "نجاة"، وهذا الحلم لوالدي حاولت أن يصبح حقيقة منذ صغري. وعلى الرغم من الحياة الاقتصادية المضنية التي جعلت الوالدة تعمل على تربية أسرتنا بكثير من الحلم والطموح.

شاركت بجميع المؤتمرات العلمية الطبية التي أقيمت في الاختصاص، وبالقياس لعدد السكان والمرضى، فإننا نعمل بالطاقة القصوى، لكن ينقصنا التوثيق الحقيقي لزراعة الكلى لنتمكن من تدوين بيانات توثيقية تصبح مرجعاً علمياً، وتمنياتي إحداث مجلس علمي طبي لتبادل الخبرات العلمية بين الأطباء، والاطلاع على أحدث الدراسات والبحوث المهمة المتطورة عالمياً

ما زلت أذكر أن إحدى مسائل الرياضيات صعب عليّ حلها، فأجهشت بالبكاء حتى خرجت الوالدة ووجدت معلماً ماراً من أمام المنزل، وطلبت منه المساعدة، وبالفعل لبى الطلب وقدم المساعدة، وهذا العمل ولّد لدي علاقة المساعدة الإنسانية بانعكاسها على المرء. بعد أن درست في مدارس "السويداء" المرحل الإلزامية حتى الثانوية، دخلت الطب برغبة جامحة، وكان ذلك عام 1989، كانت دراستي الجامعية بناء جديداً بتكوين الشخصية الطبية العلمية، وتحديد المسار بتحقيق الهدف، خاصة بعد أن شعرت بأنني بدأت تحقيق وصية والدي أن أكون طبيبة، ووضعت مساعدة معلمي بالرياضيات لتلبية نداء الملهوف. تخرجت في الجامعة عام 1993 لأبدأ حياتي العملية في المستشفى الوطني، وهي مرحلة تحمل العديد من الوقائع الجميلة».

الدكتور أسعد منذر

وتابعت الدكتورة "نجاة أبو زور" الحديث حول المبادرات الاجتماعية والإنسانية، قائلة: «لعل مبادرة الطبيب بتقديري تقوم على ركائز ثلاث، أولها إقامة العلاقة الوطيدة بينه وبين المريض لإقامة جسور الثقة المتبادلة، وثانياً التشخيص الواثق وتقديم الراحة النفسية للمريض ومتابعته، وثالثاً الأعباء المادية وتجاوزها، خاصة أن طبيعة الاختصاص الذي أحببت العمل فيه -داخلية أمراض الكلى- يتطلب منا كأطباء استيعاب الحالة تماماً؛ إذ أرى المريض مرتين بالأسبوع، لكن سعادتي تكمن في أن مبادرتي في مساعدة المرضى تحققت؛ لأن المرض وخاصة الغسل والزرع مكلف مادياً، ولهذا كنت وسيطاً بين العديد من المغتربين الذين يقدمون شهرياً لكل مريض مبلغاً من 10 إلى 15 ألف ليرة سورية. هذه كانت المبادرة الأولى. أما الثانية فهي زرع الكلية؛ حيث أقوم بدوري بتحديد نوع الزرع، ويعمل المتبرعون على تقديم التكاليف اللازمة، وهناك مبادرة ثالثة تكمن بأن العديد من المرضى يقدم لهم العلاج الدوائي مجاناً، وأنا أقوم بتحديد نوع العلاج وشرائه ومنحه للمرضى».

أما من الناحية العلمية وما تتابعه على هذا الصعيد، فقالت: «شاركت بجميع المؤتمرات العلمية الطبية التي أقيمت في الاختصاص، وبالقياس لعدد السكان والمرضى، فإننا نعمل بالطاقة القصوى، لكن ينقصنا التوثيق الحقيقي لزراعة الكلى لنتمكن من تدوين بيانات توثيقية تصبح مرجعاً علمياً، وتمنياتي إحداث مجلس علمي طبي لتبادل الخبرات العلمية بين الأطباء، والاطلاع على أحدث الدراسات والبحوث المهمة المتطورة عالمياً».

د.نجاة بين فريق عملها الطبي

وعن أعمال الدكتورة "نجاة" بيّن الدكتور "أسعد منذر" الاختصاصي بأمراض الكلى، قائلاً: «تعدّ الزميلة الدكتورة "نجاة" من الأطباء المهتمين بعملهم الإنساني والعلمي والطبي، وقد استطاعت إنجاز أعمال تحمل البعد الإنساني من خلال علاقاتها مع المرضى، واستخدامها الأسلوب النفسي الذي هو جزء من العلاج، الأمر ولّد عند العديد من مرضاها علاقة ودية فيها من الاحترام والتقدير لعملها، إضافة إلى متابعتها الدائمة للمريض. وهي كطبيبة متابعة للمؤتمرات العلمية ومجتهدة في تطوير الاختصاص بدراسة أحدث الأبحاث العلمية والتطورات على أمراض الكلية.

الدكتورة "نجاة" لها مع الطب كمهنة إنسانية مكانة كبيرة؛ إذ كثيراً ما يأتي إليها مرضى لتقدم لهم العلاج مجاناً، بمبادرة طيبة وأخلاقية».

هدى الدبيسي

وعن علاقتها بالمجتمع أوضحت "هدى الدبيسي" من أهالي مدينة "السويداء"، قائلة: «لم أعرف قط طبيبة بالأخلاق والقيم التي تتحلى بها الدكتورة "نجاة"، وأغلب الأحيان عندما يأتي إليها المريض، تقوم بإرسالي بالخفاء لشراء الدواء له من الصيدلية المجاورة لعيادتها وعلى حسابها، وتقدمه للمريض من دون أن يعلم مصدره، عدا مبادراتها في العلاج المجاني لكثيرين من المرضى، والأهم أنها ربطت علاقة مع المرضى والمغتربين لتقديم المساعدة المادية لهم، وخاصة مبادرتها الجليلة في زرع الكلى المكلفة، لكنها تعمل بجهد كبير لتخفيف التكاليف».