أراد الدكتور "وليد حمزة" أن يكون طبيباً للأطفال مذ كان في المرحلة الإعدادية، وحقق ما أراد ليساهم بتأسيس أعمالاً خيرية متعددة، وبات مركزاً لأمانات المغتربين المحبين للتبرع ومساعدة المحتاجين.

للحديث عن حياته وسيرته ومراحل دراسته، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 2 كانون الأول 2017، التقت الدكتور "وليد حمزة" الاختصاصي بطب الأطفال، فقال: «لقد تربيت في بيئة اجتماعية من الطبقة الفلاحية، وهي تعشق الأرض وتتماهى مع إنتاجها، ففي كل خطوة من خطوات الزراعة كنا ونحن صغار نردد أقوال وابتهالات من شأنها بث الشعور بالعطاء والإنتاج المقسوم من الله، وضمن مدارس قريتي "امتان" الواقعة جنوب مدينة "صلخد" بثلاثة عشر كيلو متراً درست المرحلة الابتدائية، في هذه المرحلة ولد لدي حب الرسم، وكنت أرسم لزملائي وأنال أجرتي وردة جورية، وأذكر أول مرة أشتري كعكة من مالي الخاص كنت في الصف السادس الابتدائي، وفي الصف التاسع اشتريت حذاء. وأذكر مرة كنت مع أصدقائي أمام إحدى المنشآت الرسمية، وقلت لأحدهم إنني سأكون طبيباً للأطفال لما لهم من مكانة في قلبي، ولأن معالجتهم وبراءتهم يشعرني بعلاقة جميلة معهم، فهم لا يتكلمون سوى بالدموع والبكاء؛ لهذا فإن العمل معهم له شجون خاصة. في "صلخد" درست الثانوية الفرع العلمي، وعلى الرغم من شغفي باللغة العربية التي كنت أنال علامات مميزة في امتحاناتها، إلا أنني دخلت كلية الطب بجامعة "دمشق"، لكن المعاناة المادية لم تفارقني، فكنت أعمل بالأرض مع الأهل بـ"الحصيدة والرجيدة" عدا الذهاب إلى مدينة "صلخد" من قريتي "امتان" مشياً على الأقدام صيفاً وشتاءً. وفي "دمشق" عملت بالمهن الحرة المتنوعة حتى السنة الرابعة في الجامعة، لأنني التزمت في المستشفى، ولم أفارق العمل الطبي طوال السنوات الباقية للتخرج الذي كان عام 1992، وأنا مؤمن بالتفاؤل، ولا أعرف التشاؤم».

يمثل الدكتور "وليد حمزة" حالة إنسانية في مبادراته الصامتة بالعمل الخيري الاجتماعي، وهو طبيب عاش مرارة المعاناة قبل أن يحقق طموحه، واستطاع أن يثبت قدرته العلمية والعملية، حيث يستقبل جميع مرضاه بابتسامة خاصة، يعالج ما استطاع إليه مجاناً، ويقدم العلاج بشعاره المعهود: "حكمة الأطفال نصف العلاج والتشخيص"، صاحب مصداقية وثقة بعمله إلى درجة أن أغلب المغتربين يقدمون تبرعاتهم له، وبدوره يقوم بشراء أجهزة طبية وعلاجية للمستشفى الوطني في "السويداء"، عدا مساهمته في قرية "امتان" بتأسيس صندوق العمل الخيري الذي يقدم الخدمات والمساعدات للعديد من المحتاجين، كذلك ساهم في مبادرة "قلم الرصاص" وغيرها من المبادرات التي يعمل عليها أهالي القرية بروح التكافل الاجتماعي، ومن يدخل عيادته، يستقبله دائماً بابتسامته المميزة والهدوء الساكن، ليقدم العلاج للأطفال بعد بناء علاقة معهم، ذلك الاختصاص الذي أحبّ دراسته مذ كان في الإعدادية والثانوية. ومن الناحية العلمية، يتابع أحدث الدراسات والبحوث العلمية؛ لذلك يرأس قسم الأطفال بالمستشفى الوطني في "السويداء" منذ زمن، وقد استطاع تطوير عمله من خلال مصداقيته مع المغتربين الذين تبرعوا له لإغناء المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية بمبالغ كبيرة، ومصداقيته أكسبته صفة الأمانة والحرص والمسؤولية

وتابع الدكتور "وليد حمزة": «في المرحلة الجامعية أحببت الطب كثيراً وتابعت جميع الندوات العلمية التي كانت تقام، ولم أكن أحظى بالراحة أبداً، وبعد التخرج في الجامعة نلت المعدل المناسب الذي منحني دراسة طب الأطفال بتاريخ 28/8/1997، ومازلت أمارس مهنتي الطبية بحب كبير، وحالياً أعمل رئيس قسم الأطفال في المستشفى الوطني في "السويداء". أما الجانب الاجتماعي، فلم يكن بعيداً عني؛ فالمعاناة التي خضتها في صغري جعلتني أساهم مع ثلة من الإخوة المتبرعين بتأسيس صندوق "امتان" الخيري الذي يقدم المساعدات للعديد من أفراد المجتمع والمنح الدراسية للطلاب، وغير ذلك، وكذلك ساهمت مع أهالي القرية في مبادرة "قلم الرصاص"، التي قدمت حقائب ومستلزمات الدراسة من كتب مدرسية وقرطاسية بأنواعها لكل طالب في القرية من طلاب الطبقة الفقيرة، كما ساهمت مع الزملاء الأطباء بتأسيس جمعية "أصدقاء مرضى السرطان"، وهي اليوم تقدم مساعدات مهمة للمرضى، ولن أنسى أن هناك متبرعين من أبناء الجبل الأشم في الاغتراب يعملون على ربط وتمتين العلاقات الانتمائية ونشر ثقافة المسؤولية والحس الإنساني؛ الأمر الذي فرض علينا كأطباء الالتزام بهذا الشعور، وهم كثر يقدمون المساعدات لتأمين أجهزة طبية لقسم الأطفال في المستشفى الوطني وبمبالغ كبيرة، وهذا العمل هو الدافع لكثير من المساهمات التي من شأنها توفير مستلزمات الحياة، وتقديم المعالجات الطبية للطبقات الفقيرة».

المهندس كمال العيسمي

وقال المهندس "كمال العيسمي" من أهالي قرية "امتان": «يمثل الدكتور "وليد حمزة" حالة إنسانية في مبادراته الصامتة بالعمل الخيري الاجتماعي، وهو طبيب عاش مرارة المعاناة قبل أن يحقق طموحه، واستطاع أن يثبت قدرته العلمية والعملية، حيث يستقبل جميع مرضاه بابتسامة خاصة، يعالج ما استطاع إليه مجاناً، ويقدم العلاج بشعاره المعهود: "حكمة الأطفال نصف العلاج والتشخيص"، صاحب مصداقية وثقة بعمله إلى درجة أن أغلب المغتربين يقدمون تبرعاتهم له، وبدوره يقوم بشراء أجهزة طبية وعلاجية للمستشفى الوطني في "السويداء"، عدا مساهمته في قرية "امتان" بتأسيس صندوق العمل الخيري الذي يقدم الخدمات والمساعدات للعديد من المحتاجين، كذلك ساهم في مبادرة "قلم الرصاص" وغيرها من المبادرات التي يعمل عليها أهالي القرية بروح التكافل الاجتماعي، ومن يدخل عيادته، يستقبله دائماً بابتسامته المميزة والهدوء الساكن، ليقدم العلاج للأطفال بعد بناء علاقة معهم، ذلك الاختصاص الذي أحبّ دراسته مذ كان في الإعدادية والثانوية. ومن الناحية العلمية، يتابع أحدث الدراسات والبحوث العلمية؛ لذلك يرأس قسم الأطفال بالمستشفى الوطني في "السويداء" منذ زمن، وقد استطاع تطوير عمله من خلال مصداقيته مع المغتربين الذين تبرعوا له لإغناء المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية بمبالغ كبيرة، ومصداقيته أكسبته صفة الأمانة والحرص والمسؤولية».

الجدير بالذكر، أن الدكتور "وليد حمزة" من مواليد "السويداء"، عام 1968.

الدكتور وليد حمزة
د. وليد حمزة بابتسامته