يعدّ المهندس "طلال جربوع" عمله الهندسي وما أنجزه من أعمال هندسية في إطار المبادرات العلمية للراغب بها، مؤكداً أن مخطط بناء مستشفى "الشفاء" الخيري هو إحياء لمشروع خيري يرضي به نفسه وطموحه بالعمل الإنساني.

للحديث عن سيرته العلمية ونشأته الاجتماعية، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 28 آب 2017، التقت المهندس "طلال جربوع"، الذي بيّن قائلاً: «في شهر أيار من عام 1980 كانت ولادتي في مدينة "السويداء"، ضمن أسرة تهتم بالبحث والتجريب والعلم الأكاديمي، ومحصنة بالمعرفة والعلم، فكان الوالد العامل بالزراعة يسعى بجهد مضاعف لتعليم الأسرة، وزرع في شخصيتنا حب المبادرة الذاتية لإرضاء الذات الإنسانية. درست الثانوية في مدارس المدينة، لأنتقل إلى "دمشق" الفيحاء وأنهل من معينها دراسة الهندسة المدنية، وأتخرج فيها عام 2005. هناك تأثيرات عديدة خضتها خلال دراستي الجامعة، أهمها تأثري بأساتذة كبار حفزوني على البحث والتجريب والوصول إلى الهدف المنشود، وثانياً أنني حققت حالة التكامل الهندسي بين المدني والعمارة بعد أن تعرفت المهندسة "هيلين مراد" التي أصبحت فيما بعد زوجتي، وهي الآن تشاطرني العلاقة الوجدانية وتغذية الطموح في بناء مشروع إنساني خيري يعود بالفائدة على المجتمع، يعكس الوضع الاجتماعي والخيري، حتى إذا ما تمت معرفتنا بإقامة مشروع مستشفى "الشفاء" الخيري للكشف المبكر عن مرض السرطان، شعرنا بأن الوقت حان لإغناء محتوى الهدف الذي نسمو إليه، وبالفعل بدافع خيري إنساني أخلاقي قيمي، بادرت بطلب من صاحب العمل القيام بإعداد دراسة المخططات الهندسية الكاملة المدنية والمعمارية، حيث وصلت تكلفة المشروع إلى عشرة مليارات ليرة سورية».

يعدّ المهندس "طلال جربوع" نموذجاً من العمل التطوعي المبادر مع زوجته المهندسة "هيلين مراد"، حيث يسعيان دائماً إلى تقديم الخدمات الهندسية لبناء مرافق عامة وتقديم خدمات إنسانية للمجتمع، وقد بادر حين تمّ التفكير بإقامة مستشفى الشفاء الخيري للقيام بدراسة المشروع مجاناً، على الرغم من التكاليف الباهظة؛ وهذا يختلج في نفسه لإرضاء ذاته بمبادرة خيرية من شأنها خلق فرص عمل، والأهم أنها كانت تحدياً كبيراً وإنجازاً شبابياً طموحاً نحو التنمية

وعن علاقة العمل الهندسي بالحالة الاجتماعية، تابع: «لعل ارتباط العمل الهندسي بالحياة اليومية المجتمعية هو علاقة تبادلية بين ما يمنح أفراد المجتمع وما يقدمه المهندس لخلق فرص عمل متنوعة، بمختلف طبيعة ونوع الأبنية والمنشآت، لكن أهم ما فيها المبادرة؛ فهي إرضاء حقيقي لمشروع أي إنسان يرغب في تحقيق التنمية والبناء الواقعي، والهندسة بما تحمله من جمال في التصميم والتنفيذ والنتيجة، تجعل المهندس الدارس والمشرف شخصية منسجمة مع مجتمعها، محبة للعمل من خلال الإنجاز. ولهذا تأتي الرغبة الجامحة لدي في تحقيق مشروعي بإرضاء نفسي بالعمل الإنساني، وربما كانت دراسة وإشراف وتنفيذ هذا المشروع الإنساني وغيره من المشاريع تمثل الدافع لتمكين الثقة وخوض غمار الصراع والتحدي بين ذاتي والواقع في تقديم دراسة علمية هندسية متكاملة خاصة ببناء المشافي، حيث لم تتوفر دراسات بهذا الخصوص في "السويداء" سابقاً، ولم تدرس في المكاتب الهندسية من قبل، بل كان العمل تحدياً شبابياً بالتعاون مع عدد من المهندسين الشباب لإغناء المحتوى الهندسي القائم على التطوع، مع الرجل المدافع عن حقوق الإنسانية وناشر ثقافة العمل التطوعي الأهلي الدكتور "عدنان مقلد" وفريق عمله، ويمكن التأكيد من خلال دراستي للمشروع وغيره من المشاريع الاجتماعية والخيرية، أن هذا النوع من العمل يمنح المرء طاقة في التغلب على المعوقات والصعوبات، ويكتب النجاح كنتيجة واقعية حتمية بانتصار الأنا الكلية في منظومة القيم الكلية».

المهندس أمين غزالي

وعن طبيعة العمل الهندسي وقيمته، أوضح المهندس "أمين غزالي" عضو مجلس إدارة في "جمعية أصدقاء مرضى السرطان": «يتميز المهندس "طلال جربوع" أن عمله متقن بهدوء نابع عن يقينه بقيمة العمل الذي يقدمه، حيث رسم لنفسه هدفاً استراتيجياً، فحين نتحدث معه عن أي مشروع مبادرته سريعة في تحقيق هدف سامٍ ألا وهو الإنسان، وتوفير فرص العمل، وبناء أسرة متكاملة، ونشر ثقافة التكافل والتطوع، ولهذا تصدى لدراسة مشروع كبير بغية تحقيق طموحه، وبذل جهداً كبيراً. إن إصراره في العمل يدفعنا إلى طرح أسئلة متنوعة، وإجابتها تأتي من خلال عمله، وإتقانه له نابع من التربية المنزلية المتكئة على النجاح والتفوق. وإنجازه العلمي يعدّ تحدياً في ظل ظروف صعبة لبناء مستشفى خيري بمواصفات عالمية؛ إذ لم يسبق من قبل لمكتب هندسي أن قام بدراسة مماثلة وفق المواصفات العالمية، والأهم أنه قدم ذلك العمل مجاناً، ولعل هذه المبادرة تستحق أن يقف عندها المرء باحترام كبير».

وعن المبادرة الخيرية، قال الدكتور "عدنان مقلد" رئيس "جمعية أصدقاء مرضى السرطان": «يعدّ المهندس "طلال جربوع" نموذجاً من العمل التطوعي المبادر مع زوجته المهندسة "هيلين مراد"، حيث يسعيان دائماً إلى تقديم الخدمات الهندسية لبناء مرافق عامة وتقديم خدمات إنسانية للمجتمع، وقد بادر حين تمّ التفكير بإقامة مستشفى الشفاء الخيري للقيام بدراسة المشروع مجاناً، على الرغم من التكاليف الباهظة؛ وهذا يختلج في نفسه لإرضاء ذاته بمبادرة خيرية من شأنها خلق فرص عمل، والأهم أنها كانت تحدياً كبيراً وإنجازاً شبابياً طموحاً نحو التنمية».

من أعماله مع زوجته ود. عدنان مقلد
بين أعضاء مكتبه الشبابي