قصائد عشقه للأرض، جسّدها "زياد المقت" من قرية "عرمان" بزراعة نموذجية نال عليها الجوائز، ليصبح أحد روّادها بجدارة وتميّز.

تجربة زراعية لجيل ورث من الآباء والأجداد طرائق الزراعة ومناهجها المتبعة تقليدياً، طعّمها بالعلوم الحديثة، وتجارب طبّقها بقناعة كبيرة، وفق حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 أيار 2017، وقال: «رافقت والدي سنوات طويلة في العمل الزراعي، واستفدت وإخوتي من تجربته الطويلة في الزراعة التقليدية، خاصة أننا في منطقة تربتها خصبة، وتجد فيها السهل والجبل والوعر، لكونها منطقة واسعة وممتدة، لتكون لدينا فرصة لزراعة المحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة، ومعه ومنه تعلمت الغدو الباكر والعمل اليومي في الأرض، مع التزامي بدراستي، وتخرجت في المعهد الطبي المخبري، وتعينت في مديرية صحة "السويداء"، وعملت قرابة الثلاثين عاماً، آخرها العام الفائت لأصل إلى مرحلة التقاعد في نهايته.

كمزارع رافقتني خبرة الوالد ومعلومات اكتسبتها منه، وأضفت إليها تجربتي الذاتية التي كانت نتيجة عادة اتبعتها منذ عقود مضت، لأكون يومياً في الخامسة صباحاً في الأرض. وتكرار تجارب زراعة المحاصيل وفق الدورة الزراعية في المنطقة، وما كانت تمدنا به مديرية الزراعة والوحدة الإرشادية في قريتنا، لأتبع تجارب مختلفة تظهر لنا فرص إنتاج هذه الأرض الخصبة مع تغيير الطرائق والأساليب، ومؤخراً المواعيد، وقد حققت نتائج متميزة من حيث الكمّ والنوع، فالزراعة التقليدية كانت مرجعاً أولياً أضفت إليه الكثير، وأتوقع أننا في كل مرحلة نستطيع إضافة جديد لاستثمار طاقات التربة وتحقيق الأفضل، من حيث تأمين مستلزمات العمل والآليات المطلوبة، والأهم المعارف الدقيقة عن زراعة المحاصيل، وأيضاً الأشجار المثمرة، فلديّ في كل عام مساحة لا تقل عن مئة دونم للمحاصيل الحقلية، إلى جانب مشاريع التفاح والعنب في جبل "عرمان"

كان العمل الوظيفي والعمل الزراعي متساويين من حيث الاهتمام، ولمست المتعة التي يضيفها التعامل اليومي والمباشر مع الأرض إلى عملي وصحتي معنوياً، وكذلك ما يقدمه العمل الزراعي من قيمة مادية مضافة، لأتمكن من رعاية أسرتي وتعليم الأبناء، وتحسين أوضاعنا الاقتصادية، فعائد الوقت الذي أستهلكه في العمل الزراعي رافد جيد، وأغنى تجربتي وحفّزني على تطوير أساليب العمل التي ظهرت في الحصول على إنتاج زراعي وفير، نلت عليه جوائز زراعية بناء على متابعة الجهات الزراعية المختصة في منطقتنا، والحث الدائم على كل ما يغني معرفتي حول احتياجات الأرض».

زياد المقت

عُرف كمزارع لمحصول الحمّص من الدرجة الأولى، وأحد خبراء هذه الزراعة على مستوى المحافظة، وقال: «كمزارع رافقتني خبرة الوالد ومعلومات اكتسبتها منه، وأضفت إليها تجربتي الذاتية التي كانت نتيجة عادة اتبعتها منذ عقود مضت، لأكون يومياً في الخامسة صباحاً في الأرض. وتكرار تجارب زراعة المحاصيل وفق الدورة الزراعية في المنطقة، وما كانت تمدنا به مديرية الزراعة والوحدة الإرشادية في قريتنا، لأتبع تجارب مختلفة تظهر لنا فرص إنتاج هذه الأرض الخصبة مع تغيير الطرائق والأساليب، ومؤخراً المواعيد، وقد حققت نتائج متميزة من حيث الكمّ والنوع، فالزراعة التقليدية كانت مرجعاً أولياً أضفت إليه الكثير، وأتوقع أننا في كل مرحلة نستطيع إضافة جديد لاستثمار طاقات التربة وتحقيق الأفضل، من حيث تأمين مستلزمات العمل والآليات المطلوبة، والأهم المعارف الدقيقة عن زراعة المحاصيل، وأيضاً الأشجار المثمرة، فلديّ في كل عام مساحة لا تقل عن مئة دونم للمحاصيل الحقلية، إلى جانب مشاريع التفاح والعنب في جبل "عرمان"».

وأضاف: «بالنسبة لتجربة زراعة الحمّص المحسن، فقد كانت إحدى التجارب التي طبقتها، وحققت نتائج متميزة، وغيّرت من خلالها مفاهيم قديمة عن طرائق تهيئة الأرض والأسمدة والمواعيد، مع أنها تحتاج إلى جهد أكبر، لكنها متميزة من حيث الاعتماد على الفلاحة، والاستفادة من كل خيراتها، فوفق الدورة الزراعية في منطقتنا، وكتحضير لموسم الحمّص نقوم بحراثة الأرض أربع مرات بمواعيد متلاحقة، وعلى سكة محددة، باتجاهات مختلفة، مع التسميد بمواعيد وكميات تتوافق مع مساحة الأرض وحاجة الدونم، وتتم عملية البذار في شهر كانون الثاني؛ وهذا ما يختلف تماماً عن أساليب الزراعة التي اتبعت في منطقتنا لهذا المحصول، هذه الطريقة أنتجت محصولاً مميزاً، وبناء عليه حصلت على المرتبة الأولى بزراعة الحمّص، حيث ينتج الدونم 136كغ بهذه الطريقة، في الوقت الذي لا يتجاوز به الإنتاج 40 كغ بالزراعة المعتادة.

المهندس منير صيموعة

وعلى مستوى الأشجار المثمرة، لديّ مشروعان ناجحان للعنب والتفاح، وفي كل عام أحاول تطبيق تجارب لتحسين المنتج ورعاية الأشجار، وكانت لديّ تجربة في مجال التقليم تضاف إلى ما نطبقه على المحاصيل الحقلية، حيث أحاول في كل عام تقسيم الأرض إلى عدة أقسام، ليكون في كل مرحلة جانب للتجربة ومقارنتها مع طرائق الزراعة الأقدم من حيث الأسمدة ونسبها وطرائق الرعاية؛ وهذا من وجهة نظري ما يكفل استمرار عملنا الزراعي الذي يعتمد الجهد والرغبة في العطاء، والبحث الدائم لاكتساب المعرفة المطلوبة، وإذا كان الأجداد قد امتلكوا الخبرة بتجربتهم الذاتية وفطنتهم، فإننا في هذا العصر لدينا فرص أكبر لنجمع من تجارب العالم عبر الإنترنت ومن خلال المختصين والدارسين كل ما يدفع بزراعتنا إلى مستويات أفضل، ونحافظ على الزراعة كمشروع إنساني اقتصادي يرتقي برعاية الأرض منبت العطاء والخير».

تطبيق التجربة بحماسة ورغبة باكتشاف الأفضل، أسلوب ميّزه؛ وفق حديث المهندس "منير صيموعة" مدير الوحدة الإرشادية في القرية، وأضاف: «عندما تكون الزراعة بدافع العشق للأرض واستثمار خيراتها، فإن "زياد المقت" مثال حقيقي لهذه الحالة، حيث للزراعة أثر فاعل وكبير في المجتمع، ويصبح المزارع المهتم مثلاً وقدوة بكل ما يقدمه من طرائق وأساليب ينشرها لخدمة أبناء قريته، خاصة عندما تدعم بالتجربة على أرض الواقع، فقد تابع الكثير من الأيام الحقلية، وتميز بحماسه الكبير لتطبيق التجارب، والاستفادة من أي معلومة تصل إليه من خلال الوحدة ومختلف المصادر. وهو أول من اختبر زراعة الحمّص التركي كما يعرفه المزارعون بالمحسن، وبالتعبير الدارج "زراعة الحمّص البدري"؛ أي بمواعيد مبكرة من الموسم خلافاً لما كان متبعاً في المنطقة، وأعطى لهذه التجربة كامل الجهد، وحققت النجاح ليس لعام واحد، بل لأعوام. وهو مثابر على تطوير العمل، ومتعاون مع الأهالي تعاوناً يستحق عليه التكريم والاحترام كمزارع منتج وعارف بأمور زراعته للمحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة».

من حفل تكريمه بالمرتبة الأولى بزراعة الحمّص

الجدير بالذكر، أنّ "زياد المقت" من مواليد عام 1963 قرية "عرمان"، خريج معهد تحليل مخبري عام 1986، ونال جائزة أفضل مزارع بزراعة القمح عام 2011 في مدينة "صلخد"، وبزراعة الحمّص المرتبة الأولى عام 2015، يتابع عمله الزراعي مع تطوير واضح في كل مرحلة.