أسرجت "مجد حاتم" الحلم، وسارت بإصرار لتحقيقه بالعلم والعمل، لتتعلّم وأولادها، وتحصل على التأهيل الأكاديمي المتواصل، لتستطيع إعداد أبحاثها في تطوير ذكاء الطفل، وربطت البحث بالتطبيق.

جمعت بين واجب رعاية الأسرة وواجبها تجاه تحقيق ذاتها، واضعة الشهادة الجامعية نصب عينيها بداية لمشروع علمي حققت منه ما يرضيها، وقالت لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 1 نيسان 2017: «بعد انقطاع عن الدراسة الجامعية لمدة عشر سنوات في "فنزويلا"، وإنجاب خمسة أطفال، كنت متلهفة لإكمال الدراسة، وقد حالفني الحظ بدورة مرسوم خاص بالمستنفذين، فعدت إلى مقاعد الدراسة في مرحلة أعدّها تحدّياً حقيقياً للذات، وإجابة عن سؤال ما مدى استطاعتي لتجاوز هذه المرحلة؟ وبفضل الإصرار كان النجاح حليفي، وكان شعوري كبيراً بأهمية ما أقوم به، وثقتي كبيرة بأنها مرحلة أولى ستتبعها مراحل رافقتني بالحلم الذي سار جنباً إلى جنب مع تربية الأولاد ومتابعة دراستهم بدعم كبير من زوجي؛ لأتخرّج عام 2008، وكانت لدي رغبة قوية للحصول على شهادة أعلى».

بعد انقطاع عن الدراسة الجامعية لمدة عشر سنوات في "فنزويلا"، وإنجاب خمسة أطفال، كنت متلهفة لإكمال الدراسة، وقد حالفني الحظ بدورة مرسوم خاص بالمستنفذين، فعدت إلى مقاعد الدراسة في مرحلة أعدّها تحدّياً حقيقياً للذات، وإجابة عن سؤال ما مدى استطاعتي لتجاوز هذه المرحلة؟ وبفضل الإصرار كان النجاح حليفي، وكان شعوري كبيراً بأهمية ما أقوم به، وثقتي كبيرة بأنها مرحلة أولى ستتبعها مراحل رافقتني بالحلم الذي سار جنباً إلى جنب مع تربية الأولاد ومتابعة دراستهم بدعم كبير من زوجي؛ لأتخرّج عام 2008، وكانت لدي رغبة قوية للحصول على شهادة أعلى

وتابعت "مجد": «بعد تحقيق حلم التخرج، كانت الخطوة التالية تأسيس مشروعي الخاص؛ وهو روضة أطفال بدأت من خلالها التعامل المباشر مع الأطفال، والتفاعل مع مشروع كبير وهدف رسمته لدراسة عالم الطفل ومدى قدرتنا على تطوير ذكائه، ودور الأم في هذه العملية، وشعرت بأن لدي مسؤولية كبيرة في البحث عن إجابة للسؤال التالي: كيف نؤسس طفلاً ناجحاً؟ فكلنا نتمنى أن يكون أطفالنا عباقرة، لكن ما الوسيلة؟ ولأننا بوجه دائم نجد في العلم إجابات عن أسئلتنا، دخلت في سلسلة دورات متخصصة في تنمية العقل البشري والبرمجة اللغوية العصبية بعد الحصول على شهادة دبلوم التأهيل التربوي، وكان الأمل أن القادم أجمل وأقوى، وبالنسبة لي، كانت متعة الطريق أكبر من متعة الوصول، حيث كنت أجد السبب دائماً للقيام بعمل جديد لتحقيق هدف ما، هو فسحة لفكرة قادمة، لقناعتي بأن وجودي مرتبط بطاقتي ورغبتي بما أريد أن أقدمه، وكيف أحقق ذاتي.

مجد حاتم مع أطفال روضتها

ومن خلال التخصص كمدرّبة تنمية بشرية، قدمت بحثين تمّ التصديق عليهما من الأكاديمية العربية للتدريب، وتابعت مع حملة تأهيل وتدريب مليون شاب سوري بإشراف الدكتور "عزام القاسم"، واستفدت كثيراً من التخصص كمدرّبة تنمية بشرية بشهادة مصدقة من المعهد الأميركي التطبيقي، وتابعت الدراسة بناء على التجربة العملية من خلال إدارة رياض للأطفال، لأقدم حقيبتين تدريبتين: الأولى بعنوان: "تنمية الذكاء عند الأطفال"، والثانية "إعداد مربية رياض أطفال فعالة".

في العنوان الأول، حاولت التركيز على تنمية الذكاء عند الطفل قبل عمر الثالثة، ودور الأم والخطوات التدريبية والتقسيم إلى مجموعات، وإعطاء المعارف، وكيف يتلقاها، والعمل لتفعيل الحواس من عمر يوم إلى السنة والثمانية أشهر عند اكتمال نمو الدماغ، وهنا المرحلة الجوهرية. وفي الحقيبة الثانية تناولت موضوع إعداد مربيات والحاجة إلى تدريب الكوادر المتخرجة حديثاً وطرائق الإعداد؛ لأن مرحلة الروضة أهم مرحلة للطفل، فيها يتلقى المعارف الأولى، وللمربية دور أساسي، وحاولت طرح أهمّ الطرائق لتخريج مدرّبات فاعلات في مرحلة التعليم المبكر».

كندة نصر

عنها قالت "كندة نصر" المتخصصة بإدارة رياض الأطفال: «امرأة عصامية، تعمل بطريقة فيها الكثير من الاختلاف عن المحيطين بها، وهي متجددة ومتابعة تعتمد العلم كمرجع؛ وهذا أحد الأسباب التي جعلتها تتطور بخطوات سريعة، وتضاف إليها صفات نلمسها بوضوح، مثل الشعور الإنساني العالي من خلال تفاعلها مع الطفل والأم وسرعة التطبيق، لتحول الفكرة من سطور على الورق إلى واقع وعمل، وتوظيف للفرص المناسبة لتقديم أفكار جديدة تساهم في تطوير العمل، وتحقيق خطوات جديدة تدعمها بالثقة التي تنشرها على كافة أعضاء فريق العمل المرافق لها.

ومن خلال عملها اليومي ترسم خطوطاً عريضة لمحاولة تطوير العمل في مجال رعاية الطفل، التي تعتمد بداية على الفكرة وتقديم رسالة لكل من يهمه الأمر ليجاري أفكارها بفعل حسن التطبيق، والتركيز على أهمية الفكرة، والخروج من الفكر التقليدي، وجعل عملية التعليم تفاعلية نشطة قادرة على اكتشاف مواهب ورعايتها لإنشاء جيل خارج عن المألوف، وواثق بأنه جدير بكل ما هو جميل».

"سلمان غزالة" مدير مطبعة ومدرّب للتنمية البشرية، عن "مجد" يقول: «بحرص واضح للفائدة ووضع بصمات العلم على عملها، مثلت الإنسان الساعي لدمج تقنيات العلوم الحديثة بالتعليم، وقد لاحظنا لهفتها لكل علم أو بحث جديد يساهم في تطوير عملية التدريس ويخدم مناهج الأطفال التي تقوم برعايتهم في روضتها، وقد سعت ليكون الكادر العامل معها متفاعلاً مع دورات التنمية البشرية، لتعمم المعلومة وتؤسس فريقاً مؤهلاً وناجحاً، وتميّزت في الدورات كمتدربة حتى حصلت على شهادة مدرّب tot، وقد وافقت الأكاديمية العربية للتدريب على حقيبتها التدريبية، وبقيت تحارب الروتين في حياتها الشخصية والعملية والتدريبية، وتبحث عن الأفكار الجديدة والخلاقة القابلة للتطبيق بوصفها تحمل صفات القائد والمدير الناجح والإنسان الاجتماعي الواعي، والمستوعب للمحيطين به».

ما يجدر ذكره، أن "مجد حاتم" من مواليد قرية "الدور" عام 1975، تخرّجت في قسم الفلسفة، وحاصلة على دبلوم تأهيل تربوي، وطالبة ماجستير تعدّ دراستها بعنوان: "تطوير ذكاء الطفل".