أحبّت التمريض، وعشقت المهنة، وحققت مبادرات إنسانية من وراء عملها التمريضي، فلم تكتفِ بما قدمته في العمل بالمستشفيات، بل ساهمت في رسم الفرح على محيا مرضى السرطان.

حول محبتها للعمل، مدونة وطن "eSyria"، وبتاريخ 20 شباط 2017، التقت "الدكتور عدنان مقلد"، فبيّن قائلاً: «قبل أن أكون مديراً لمستشفى "السويداء" الوطني، تعدّ "سمر بو منذر" من الممرضات اللواتي قدمن خدمات عظيمة، وهي تمثل النموذج العاشق لمهنته، ونستطيع القول إن إخلاصها في عملها جعلها قدوة في المنهجية العملية. وتميزت بأنها عملت على تكريس المعرفة والعلم والمبادرة؛ وأول معرفتي بها كانت تركب قاطعاً كهربائياً، وحين سألتها ما عملك؟ أجابت إنها قابلة؛ وهو ما دفعني إلى سؤالها ماذا تعمل، فكان جوابها أنها طلبت من الإدارة شراء قاطع كهرباء لقسم التوليد، ولم تتمكن الإدارة من تلبية الطلب، فقامت بشراء القاطع وركبته بنفسها؛ وهذه المبادرة أردفتها بمبادرات عديدة غيرها إنسانية واجتماعية وأخلاقية، فشغلت في أقسام متعددة، وترأست أقساماً عديدة في المستشفى الوطني بـ"السويداء" ومديرية الصحة، وأشرفت على دورات تأهيلية كثيرة، فهي ديّمة العطاء بمجتمعها.

منذ ولادتي في قريتي "سليم" العاشقة لها ولترابها عام 1965، وأنا أنهل من معين أسرتي، عشت في كنف والدي المتعلم والأم المحبة للمعرفة والتعليم، إذ بعد دراستي المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في أماكن متعددة بين قريتي وغيرها من المناطق درست التمريض عام 1989، وذلك لتأثري بابنة خالتي التي كانت مغرمة بالتمريض ومحبة للعطاء الدائم بمساعدة المرضى، فكان دخولي عالم التمريض تأثراً بها، إضافة إلى إصرار والدتي على التعليم والتربية ونشر مكارم الأخلاق عن طريق خدمة أفراد المجتمع، لأكون بين يدي هذه المهنة الجميلة في 2 كانون الأول 1990، وأبدأ حياتي العملية في المستشفى الوطني بـ"السويداء". وخلال عملي جرت أحداث متعددة وجميعها ساهمت في بناء شخصيتي وصقلها، خاصة في الجانب القيمي حتى استطعت تكوين أسلوب خاص في التعامل مع المرضى، كان يتم طمأنة المريض نفسياً والمساهمة في علاجه برفع معنوياته، إضافة إلى توفير الدواء وتسهيل الإجراءات، كان ذلك لما يقارب ثلاثة عقود، معتبرة أن أقرب شيء إلى روحي هو العمل التمريضي

ثم ساهمت في جمعية أصدقاء مرضى السرطان بمبادرات كثيرة؛ كأن تذهب إلى قرى المحافظة لتقديم ندوات للنساء حول الكشف المبكر عن السرطان خاصة الثدي، ولعل التمريض بـ"السويداء" والقبالة تطورا على يديها، فهي بحق نموذج للمرأة الجبلية التي زرعت في قلب ونفس كل مريض أمل الشفاء، وكانت الجزء الكبير في شفائه، وهي اليوم تسعى بمبادرة إنسانية وخيرية لدعم مرضى السرطان بوسائل عديدة اجتماعية وطبية ومهنية مقابل رسم ابتسامة على شفاه مريض، ولهذا تعدّ ممن دعموا العمل الإنساني الخيري في "السويداء"، ولا ينكر جهدها الدائم على أبناء المحافظة بما قدمت من خدمات».

د. عدنان مقلد

وعن بداية تعلقها في مهنة التمريض وأسبابها، أوضحت "سمر بو منذر" قائلة: «منذ ولادتي في قريتي "سليم" العاشقة لها ولترابها عام 1965، وأنا أنهل من معين أسرتي، عشت في كنف والدي المتعلم والأم المحبة للمعرفة والتعليم، إذ بعد دراستي المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في أماكن متعددة بين قريتي وغيرها من المناطق درست التمريض عام 1989، وذلك لتأثري بابنة خالتي التي كانت مغرمة بالتمريض ومحبة للعطاء الدائم بمساعدة المرضى، فكان دخولي عالم التمريض تأثراً بها، إضافة إلى إصرار والدتي على التعليم والتربية ونشر مكارم الأخلاق عن طريق خدمة أفراد المجتمع، لأكون بين يدي هذه المهنة الجميلة في 2 كانون الأول 1990، وأبدأ حياتي العملية في المستشفى الوطني بـ"السويداء".

وخلال عملي جرت أحداث متعددة وجميعها ساهمت في بناء شخصيتي وصقلها، خاصة في الجانب القيمي حتى استطعت تكوين أسلوب خاص في التعامل مع المرضى، كان يتم طمأنة المريض نفسياً والمساهمة في علاجه برفع معنوياته، إضافة إلى توفير الدواء وتسهيل الإجراءات، كان ذلك لما يقارب ثلاثة عقود، معتبرة أن أقرب شيء إلى روحي هو العمل التمريضي».

الممرضة سمر بو منذر

وحول مساعدة مرضى السرطان والمبادرات التي قامت بها، تقول: «لعل ثقافة التعامل مع مريض السرطان تختلف بمكوناتها وطرائقها عن باقي الأمراض؛ إذ قمت بمبادرة عامة في تقديم المشورة والخبرة للعديد من فئات المجتمع وخاصة النساء، والتأكيد على الكشف المبكر للسرطان لوجود علاج له بنسبة كبيرة والشفاء منه نهائياً في حال كشفه بالمراحل الأولى منه، ولهذا ذهبت إلى قرى عديدة وقدمت الدورات والندوات، والأهم ساهمت مع أبناء قريتي بمساعدة المرضى وتقديم المساعدات المالية عن طريق جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التي أصبحت فيما بعد عضو مجلس إدارة فيها، من خلالها اجتهدت كثيراً لنشر ما عملت لأجله طوال سنوات عملي، يقيناً بأننا نحاول زرع ابتسامة على محيا مريض من خلال تقديم المساعدات له؛ وذلك بمساعدة أصحاب الأيادي البيضاء.

عملت في قسم الداخلية ثلاثة أعوام، وعامين في الصحة المدرسية، وثلاثة أعوام في الضماد الجراحي، واختصاص قابلة قانونية منذ عام 2000 وتسلّمت منذ عام 2001 ولغاية 2005 قسم عمليات التوليد، وحالياً بدائرة المهن الصحية، وهي المعنية بالدورات التدريبية، وتتضمن الاختصاصات كافة، ولا أجد نفسي -على الرغم من إشرافي على برنامج إنعاش التوليد والدورات للمرضات، وقسم التوليد، والعناية المركزة- إلا بمساعدة مرضى السرطان التي أشعر بأنهم الأقرب إلى روحي ورسالتي في الحياة المهنية والعملية والإنسانية والاجتماعية».

سمر بو منذر