يعدّ الدكتور "جمال عبد الولي" من الأطباء الباحثين عن المعرفة العلمية والمحبين لنشرها؛ فقد درس الطب وأحبّ الإبداع، وتأثر بالآخرين محاولاً نقل تجربة علمية مهمة، ليكون أول من أدخل "العلاج البيولوجي" إلى المستشفى الوطني في "السويداء".

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 24 كانون الثاني 2017، التقت الدكتور "عدنان مقلد"، الذي تحدث عن هذا العلم، ودور الدكتور "عبد الولي" في معرفته، وقال: «يعدّ علم البيولوجيا من العلوم الطبية المهمة في العصر الحديث؛ فهو يعمل على مساعدة الجهاز المناعي لمقاومة الأمراض الفتاكة، وذلك من خلال استخدام مواد داخل الجسم بطريقة طبيعية، والدكتور "جمال نمر عبد الولي" عمل خلال وجوده في مستشفى "السويداء" الوطني على استخدام هذا النوع من العلاج، وكان فعالاً جداً في شفاء مئات المرضى، وساهم في تعزيز دور العلم حين نقل تجربة مهمة قائمة على التجريب والاختبار والمعرفة العلمية إلى مديرية صحة "السويداء"، فكان عمله مبادرة علمية وإنسانية من جهة، واجتماعية من ناحية ثانية، حيث أصبح قدوة لاستقدام الخبرات العلمية من الخارج، وتفعيلها داخل الوطن وفي المستشفيات العامة».

يعدّ علم البيولوجيا من العلوم الطبية المهمة في العصر الحديث؛ فهو يعمل على مساعدة الجهاز المناعي لمقاومة الأمراض الفتاكة، وذلك من خلال استخدام مواد داخل الجسم بطريقة طبيعية، والدكتور "جمال نمر عبد الولي" عمل خلال وجوده في مستشفى "السويداء" الوطني على استخدام هذا النوع من العلاج، وكان فعالاً جداً في شفاء مئات المرضى، وساهم في تعزيز دور العلم حين نقل تجربة مهمة قائمة على التجريب والاختبار والمعرفة العلمية إلى مديرية صحة "السويداء"، فكان عمله مبادرة علمية وإنسانية من جهة، واجتماعية من ناحية ثانية، حيث أصبح قدوة لاستقدام الخبرات العلمية من الخارج، وتفعيلها داخل الوطن وفي المستشفيات العامة

وحول بدايات العمل والسيرة الذاتية، بيّن الدكتور "جمال نمر عبد الولي" قائلاً: «في عام 1959 كانت الولادة، وفي ربوع "الجولان" السوري المحتل قضيت معظم طفولتي، وبعد أن اكملت دراستي الثانوية عام 1975، عملت مدرّساً لغاية 1977، حيث كنت ومجموعة من زملائي أول وفد طلابي من "الجولان" لاستكمال دراستنا في جامعات القطر، وبذلك فتحنا الطريق أمام المئات من الطلبة الذين حصلوا فيما بعد على شهادات جامعية من كافة الفروع، وعاد القسم الأكبر منهم إلى "الجولان" متوجين بتحصيل علمي باهر، وبقيت وبعض زملائي الأطباء لاستكمال الاختصاص، حينئذٍ منعتنا سلطات الاحتلال من العودة. وفي عام 1983-1984 أنهيت دراستي الجامعية، وفي عام 1985، عملت في مديرية صحة "السويداء"، ثم في مديرية صحة "دمشق" كاختصاصي بالأمراض الداخلية، وفي عام 1993، أكملت الاختصاص بأمراض المفاصل والروماتيزم، وعدت إلى مديرية صحة "السويداء" لأمارس رسالتي كاختصاصي بأمراض المفاصل والروماتيزم، وفي عام 2001، عيّنت رئيساً للجنة فحص العاملين في المحافظة لغاية عام 2005، بعدها عيّنت رئيساً للجنة فحص المعوقين لغاية عام 2007، حيث سافرت إلى "السعودية" وأمضيت ستة أعوام».

الدكتور عدنان مقلد

وعن العلاج البيولوجي، وكيف تعرّفه، تابع بالقول: «أثناء وجودي في "السعودية" أتيحت لي الفرصة للتعرّف إلى أحدث العلاجات في العالم، وهو العلاج البيولوجي؛ من خلال المؤتمرات العالمية التي حضرتها في "جدة"، و"الرياض"، و"شرم الشيخ"، و"اسطنبول"، حيث اكتسبت خبرة جيدة من خلال تطبيق العلاج على المرضى، ولعل السؤال الأهم: لماذا يُطلق عليه البيولوجي؟ فهو عبارة عن بروتين يتم استخلاصه من خلايا حية يتم زرعها بالمختبر عكس الأدوية التى يتم تصنيعها من المواد الكيميائية، ويستخدم لعلاج الحالات الشديدة، وتتميز العلاجات البيولوجية بأنها لا تثبط جهاز المناعة بصورة شاملة "كالميثوتركسات" أو "اللسيكلوسبورين"، بل تعمل على إعاقة عمل نوع معين من الخلايا المناعية التى تسبب الالتهاب، والعلاجات البيولوجية تساعد جهاز المناعة على العمل بطريقة أفضل من خلال استخدام المواد التي تحدث طبيعياً في الجسم، والعلاج قد يحفز الجسم على بذل المزيد من الجهد، أو قد يكون العلاج نسخة من صنع الإنسان من تلك المادة الطبيعية نفسها.

والعلاج المناعي، أو البيولوجي يختلف عن العلاج الكيميائي؛ لأن الأخير يؤثر في الخلايا السرطانية مباشرة، بينما يعمل العلاج البيولوجي مع الجهاز المناعي لمحاربة "السرطان" ومحاولة القضاء عليه».

الدكتور جمال نمر عبد الولي معالجاً

أما عن بداية العمل في نشر هذا العلاج في "السويداء"، فأضاف: «في عام 2012 عدت إلى الوطن، وكان همّي الوحيد أن يكون لنا قسم أو مركز نستطيع من خلاله استقدام العلاج البيولوجي من وزارة الصحة، ونجحنا في ذلك بالتعاون مع وزارة الصحة، وفي أواخر عام 2015 توّجت مساعينا وجهدنا بتطبيق العلاج البيولوجي على المرضى المحتاجين وذلك بعد إجراء التحاليل المخبرية اللازمة، وقدمنا خدمات طبية لأكثر من 300 مريض، وما زلنا نعمل على الرغم من الصعوبة في توفير الدواء؛ وذلك بسبب التكاليف الباهظة للعقار الذي تقدمه الدولة مجاناً، ففي أول يوم لتطبيقنا العقار -على الرغم من ضيق المكان- كانت فرحتنا عارمة؛ لكونه يعدّ أثمن وافد للعلاج على مستوى العالم، وأنا أعدّ ذلك ثورة علمية حقيقية ومكسباً كبيراً، وفخور أن أكون أول طبيب يدخل هذا العلاج إلى "السويداء"».