أطلق عليها المايسترو "هادي بقدونس" الطفلة المدلّلة، تبنّى صوتها لثقته بإمكانياتها وجمال وقوة صوتها. أدّت أصعب الأغاني بإحساس عالٍ، واستطاعت الوصول إلى قلوب الجميع.

مدونة وطن "eSyria" التقت "سراء بلان" بتاريخ 5 كانون الأول 2016، وبداية حديثها معنا كانت عن مرحلة الطفولة، ومن اكتشف صوتها الجميل، حيث قالت: «ورثت جمال الصوت من أمي، وهي درّبتني على أداء العديد من الأغاني، وكانت تقيم أدائي بشكل سماعي، وتختار الأغاني التي تناسب طبقة صوتي. كنت في المركز الأول بمرحلتي الطلائع والشبيبة وفي مراحل الرواد، وأول حفل خاص عندما كنت في الصف الحادي عشر في المركز الثقافي في "ملح"، ولقيت الترحيب من جميع أهالي قريتي من الشباب والشيوخ وحتى الأطفال وكافة الشرائح العمرية حضرت الحفل.

صوت "سراء" معقول جداً وجميل بالوقت الحاضر، لكن يحتاج إلى صقل وتدريب وتعلّم الصولفيج والمقامات والموشحات، الطريق طويل أمامها، ونصيحتي لها التحلّي بالصبر لتصل إلى ما تصبو إليه نفسها

بعد الثانوية بدأت إحياء الحفلات ضمن مدينة "السويداء" بدعم من الأستاذ "فادي الجبر"؛ وهو موسيقي وملحن، سمع صوتي في إحدى الحفلات ودرّبني مدة، حتى التحقت بمعهد شبيبة الأسد في "دمشق"، وتدرّبت على يد المايسترو "باسل صالح" رئيس قسم الغناء الشرقي في المعهد العالي سابقاً، ويعود إليه الفضل الكبير بتعليمي أصول الغناء الشرقي».

"سراء بلان"

تعمل "سراء" على إيصال صوتها إلى الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ونشر مقاطع الفيديو بصوتها، حيث حدثتنا عن هذا الأمر بالقول: «ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بتعريف الناس بصوتي، وتعرّف عدد كبير من الملحنين إليّ، وتلقيت العديد من الدعوات لإحياء الحفلات من أشخاص وفعاليات والمحطات والإذاعات السورية، مثل: "إذاعة الكرمة"، و"إذاعة فرح"، و"صوت الشباب"، ولا تزال الأغاني التي أدّيتها بصوتي تبثّ عبر تلك الإذاعات».

في الوقت الحالي تعمل "بلان" مع عدد من الجمعيات كمتطوعة، إضافة إلى دراستها، وعن هذا الأمر قالت: «أنا طالبة في كلية الآداب، قسم علم اجتماع، وفي عام 2015 دخلت المعهد العالي للموسيقا في السنة التحضيرية، حالياً موجودة بمعهد شبيبة الأسد، وضمن جمعية تطوعية تابعة للجيش السوري باسم "لأجلك سورية"، وهو أول مسرح في الهواء الطلق في "سورية"، نقدم عروضاً مسرحية غنائية لها رسالة معينة، كان على مستوى "دمشق" وسيمتد في كافة المحافظات، وحالياً مع منظمة اليونيسف (حملة المدرسة اشتاقتلك)، وكنت في فرقة "نبض" مدة من الزمن، وفرقة (نحنا هيك) مع المخرج "إياد السبع"، كما دعيت إلى حفل تكريم فيلم "فانية وتتبدد" عن طريق الفنان "أحمد كنعان"، إضافة إلى العديد من الدعوات التي منعتني ظروف الدراسة من تلبيتها، لكن على الرغم من كل الظروف أنا على استعداد لتلبية دعوة أي جمعية لدعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال المتسربين من المدارس، ودعم الجيش العربي السوري».

"سراء بلان" مع المايسترو "هادي بقدونس"

في أي مهنة هناك صعوبات كثيرة، عنها تقول: «أنا بحاجة إلى دعم وتشجيع من جميع أهلي ومن أحب صوتي من أبناء "السويداء"، وهم من لقبوني بـ"ابنة الجبل" على مواقع التواصل، عانيت مؤخراً مشكلة بالعمل، حيث كنت على وشك تسجيل أغنية "يا رايح على سورية" بعد تحضير طويل قبل أن أسمعها بصوت فنان آخر على الإذاعات، ربما الخطأ مني لعدم كتابة عقد، لكن المشكلة هي ثقتي بالناس».

المايسترو "هادي بقدونس"، تحدث عن "سراء بلان" بالقول: «من الاسم نعرف أن "سراء بلان" تنحدر من عائلة عريقة ممثلة بالفنان الراحل "فهد بلان"، تربينا على فنه الأصيل وصوته الرجولي، و"سراء" في غنائها تمشي على نهج هذا الطريق، الفتاة الشابة الموهوبة أطلقت عليها لقب طفلتي المدلّلة؛ فهي تشق طريقها بصعوبة، وطريقها إلى النجاح ليس سهلاً، ويحتاج إلى تعب وعناء، ولكي يصل المرء يجب أن يعاني ويتحمّل الصعاب.

تعرّفت "سراء" بعد زيارتها لي برفقة والدها، سمعت صوتها ولاحظت أنه جميل وإحساسها عالٍ، تبنيت هذا الصوت وحاولت إظهاره من خلال حفلات وبرامج. فظهرت معي في برنامج "لغة الروح" على قناة "سورية دراما"، هذا البرنامج يسلط الضوء على المطربين الشباب، وأدت أغنية "يا رايح على السويداء"، وتابعت دراستها الجامعية إضافة إلى دراسة الموسيقا. أتمنى لها النجاح والتوفيق، والموضوع يحتاج إلى نجاح وصبر وتأنٍّ».

وعن رأيه بصوتها من حيث القوة والأداء لعدد من الأغاني، قال: «صوت "سراء" معقول جداً وجميل بالوقت الحاضر، لكن يحتاج إلى صقل وتدريب وتعلّم الصولفيج والمقامات والموشحات، الطريق طويل أمامها، ونصيحتي لها التحلّي بالصبر لتصل إلى ما تصبو إليه نفسها».

بقي أن نذكر، أنّ "سراء بلان" من مواليد قرية "ملح" عام 1996، أحيت العديد من الحفلات في دار الأوبرا بـ"دمشق"، والمركز الثقافي في "السويداء"، ومسرح التربية. حالياً تعمل على تحضير عقد عمل مع الموسيقار "سعدو الذيب" وأغنية خاصة قيد التسجيل كلمات أمير الشعراء "باسم عمرو"، وألحان الفنان "فادي الجبر".