بين ميكانيك الآلة، وميكانيك العمل الإنساني، ومبادراته الاجتماعية، يعمل المهندس "أمين غزالي" على تكريس مبدأ العمل واستمرار الحركة والفعل والنشاط، وهو يجمع بين تنظيم الحركة الميكانيكية والتفاعل مع الرؤية الإنسانية لإظهار جمال المعرفة والعلم.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 29 آب 2016، التقت الآنسة "وفاء الحسين" العاملة في الشأن الاجتماعي والإنساني، فقالت: «يعمل المهندس "أمين غزالي" في الشأن الاجتماعي كعمله في ميكانيك الآليات، لا بل قدّم رؤى وتطلعات وأفكاراً من شأنها تطوير العمل المحاسبي في العمل الخيري، وهو القائم بعدة مبادرات تحمل في مضمونها ميكانيك الحركة النشيطة، وتفعيل دور المجتمع الأهلي بعلاقة متميزة بينه وبين الواقع المعيش. المهندس "أمين غزالي" يأتي يومياً ليعمل ساعات بهدوء وصمت، متخذاً من استمرار الحركة لديه فعلاً له تأثير إنساني ومنعكس على الواقع الاجتماعي بوجه ملحوظ، قدّم مبادرات أهمها إقامة ماراثون لمصلحة مرضى السرطان، وعمل ويعمل على ربط العمل المجتمع الأهلي مع تنظيم العمل الميكانيكي، كأن يعمل أيضاً على تدوين وتوثيق البيانات، وجعل الأتمتة منهجاً في ثقافة عمله، مع أن المراجعين له كثر من طالبي المساعدة، يتعامل معهم بسكينة جامدة، ويلبي احتياجات المجتمع كافة بأسلوب أضفى على العمل الأهلي مسحة من التنظيم والترتيب. وحين شارك في الحملات التطوعية كانت له بصمة في خلق تفاعل كبير بإيصال الفكرة والهدف إلى الفئة المستهدفة؛ فهو مهندس ميكانيك يعمل بالآليات ضمن مؤسسة المياه، ويعمل بميكانيك العمل الإنساني بتظيم وترتيب وثقافة هادفة في تنمية الشخصية الاجتماعية والثقافية الإنسانية».

يعمل المهندس "أمين غزالي" منذ أكثر من نصف عقد على نشر ثقافة خاصة بعقله وفكره الديناميكي، الذي هو جزء من منظومته الثقافية العلمية والاجتماعية، وقد استطاع أن يسخّر ما يتقن من ميكانيك الآلة في خدمة ميكانيك الروح والارتقاء الروحي بالعمل الإنساني، من خلال الحملة التي يقوم بها لمساعدة مرضى السرطان، ولعل هذا ما يجعله يلبي طموح أحبّه في دمجه بين الكلمة العلمية والمصطلح الاجتماعي الإنساني بالفعل والعمل والحركة والنشاط

المهندس "أمين غزالي"، سرد عن سيرته الذاتية قائلاً: «لقد عشت في كنف أسرة فلاحية تعبق بالحياة الاجتماعية وفي قرية "ملح" الحاملة للتاريخ والمجد الوطني والتاريخي، ولها آثار اجتماعية كبيرة بين قرى جبل العرب، فقريتي المتميزة بشعرائها ومثقفيها، ورجال الدين المتنورين فيها، إضافة إلى التنوع الثقافي والاتجاهات الفكرية المتعددة، كوّنت في داخلي عامل الحركة للعقل والتنمية المستدامة في بناء الشخصية التنويرية، واتخذت منها عامل نشاط متجدد؛ إذ بعد أن درست فيها الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية ودخلت جامعة "دمشق" باختصاص هندسة ميكانيك كان لها التأثير القويم في ربط العلاقة بين الحركة المستمرة من الحياة والحركة ذات الصوت الناتج عن فعل يلائم الطلب، وعليه أحببت دراسة الميكانيك لأنه ذو قيمة عملية، ومنعكاساته على الواقع مهمة لو أحسن التصرف والاستخدام؛ لذلك حاولت العمل على خلق الإنتاج على حساب الاستهلاك، بطريقة استخدام العقل الميكانيكي، وربما ساعدني على ذلك أنني جئت في زمن لم يكن فيه للعمل الافتراضي ذات التأثير، فأنا من مواليد 1963، وما إن دخلت أبواب الجامعة في السبعينيات القرن الماضي حتى ولدت أفكار وعلوم حديثة وتطورت الأدوات الصناعية والميكانيكية كثيراً، وبات العلم يفرض نفسه على من يحبه ويعمل به».

الآنسة وفاء الحسين

وعن علاقته بالميكانيك، تابع المهندس "أمين غزالي" القول: «مذ درست الميكانيك وتعمقت في فلسفة المهنة، شعرت بأنني أحترم شخصية علمية مهمة في تاريخ ذلك العلم، وهو "ديزل" لما قدمه من مساعدات إنسانية واجتماعية خدمة للمجتمع باختراعه السيارات ووسائل النقل المتعددة، حيث سهّل العمل واختصر الزمن، ولكن بالمقابل، كم أشعر بالشجن والحزن عندما تعلم أن محركات الديزل تلك التي صنعت بهدف خدمة بشر باتت عامل تدمير لهم، من خلال صنع الدبابات والآلات المدمرة، ويا للأسف هي على "الديزل" أيضاً، وما نلوذ بعبارات الخجل من المخترع "ديزل" نفسه أن اختراعه بات يستخدم لغير الهدف المنشود له؛ ولهذا أحببت الميكانيك لأصنع منه خدمة، وحوّلت ميكانيك الحركة والآلة إلى ميكانيك العمل الخيري باستخدام ميكانيك العقل بمبادرات إنسانية لخدمة المرضى ومن يعانون الألم؛ وهذا ما حقق الجزء الأكبر من الطموح الذي أحلم به، وأتابع ما كان والدي المرحوم الشيخ "فندي غزالي" الملقب بـ"أبي سلطان" ويقوم به؛ لتنمية مجتمعه ونشر ثقافة التطوع الجماعي والإنساني».

وبيّنت "سمر بو منذر" عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان علاقته بمجتمعه، قائلةً: «يعمل المهندس "أمين غزالي" منذ أكثر من نصف عقد على نشر ثقافة خاصة بعقله وفكره الديناميكي، الذي هو جزء من منظومته الثقافية العلمية والاجتماعية، وقد استطاع أن يسخّر ما يتقن من ميكانيك الآلة في خدمة ميكانيك الروح والارتقاء الروحي بالعمل الإنساني، من خلال الحملة التي يقوم بها لمساعدة مرضى السرطان، ولعل هذا ما يجعله يلبي طموح أحبّه في دمجه بين الكلمة العلمية والمصطلح الاجتماعي الإنساني بالفعل والعمل والحركة والنشاط».

المهندس أمين غزالي
سمر بو منذر