يرتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بالأرض، ويجيد أنغام الموسيقا بصوت يتماهى مع مساحة أرض قريته "عنز"، وله في العمل قيمة، هو فلاح وعامل وموسيقي، وعمل منذ خمس سنوات في الشأن الاجتماعي لخدمة المحتاجين والفقراء وأهالي الحي الذي يقطنه.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 تموز 2016، التقت "هيثم صعب" من أهالي حي "الاستقلال" في "السويداء"، يقول: «منذ أن سكن "سليم حديفة" "أبو رائد" الحي وهو يعمل على خدمة مجتمعه، قدم نفسه بطريقة أدبية فاكتسب الميل إلى فكره وتوجهاته، يعمل على تفعيل دور المجتمع المحلي، هادئ، صامت، وهو بركان هادر عندما يتعلق الأمر بحاجة أحد أهالي الحي، صاحب مبادرات اجتماعية كثيرة، إذ قلّما نجده إلا ساعياً لتحصيل المواد الخدمية والمحروقات، والخدمات وتوفير مستلزمات الحياة اليومية وخاصة للفقراء والمحتاجين، إذ بذل جهداً كبيراً في تعديل المخططات التنظيمية، وظل يتابع حتى تمكن من تنفيذ شبكة الصرف الصحي للحي، إضافة إلى صدقه في التعامل.

لقد تربيت في عائلة تعشق العمل، حيث تفتحت عيناي على الحياة لأرى والدي الفلاح البسيط المرتبط بالأرض، درست المراحل التعليمية الإلزامية ووصلت إلى دراسة المعهد الصناعي، ولأن فرص العمل قليلة، التجأت إلى العمل الخاص واستطعت خلال مدة وجيزة من العمل إنشاء معمل لـ"البلوك" ومواد البناء، وتمكنت من العمل بالمقاولات والأعمال الحرة، خاصة أنني لم أتمكن من العمل في القطاع العام، لأبدأ مرحلة جديدة في العمل الخدمي في الحي الذي أسكنه

يحاول أن يقرض الشعر، وحبه للموسيقا طغى على أدبه، فحين يستكين باستراحة العمل يمسك آلة العود ويعزف عليها أنغاماً طربية وشعبية، ولكن أجمل ما فيه إضافة إلى صوته الرخيم، ابتسامته التي لا تفارق محياه، وإصراره على مبادرته التي لا تنضب في خدمة مجتمعه؛ وهو ما جعله يخط طريقاً ومنهجاً استطاع أن يكسب فيه قلوب الناس وموقفهم، وحين تعرض لمواجهات وقف أهالي الحي موقفاً معه لصدقه وأمانته، وسعيه لتأمين مصالح الناس والمجتمع».

هيثم صعب

وفي لقاء "سليم حديفة" للحديث عن عمله، يقول: «لقد تربيت في عائلة تعشق العمل، حيث تفتحت عيناي على الحياة لأرى والدي الفلاح البسيط المرتبط بالأرض، درست المراحل التعليمية الإلزامية ووصلت إلى دراسة المعهد الصناعي، ولأن فرص العمل قليلة، التجأت إلى العمل الخاص واستطعت خلال مدة وجيزة من العمل إنشاء معمل لـ"البلوك" ومواد البناء، وتمكنت من العمل بالمقاولات والأعمال الحرة، خاصة أنني لم أتمكن من العمل في القطاع العام، لأبدأ مرحلة جديدة في العمل الخدمي في الحي الذي أسكنه».

وعن مبادراته الخدمية للمجتمع، يتابع "سليم": «تعلمت من والدي أن المبادرات الإنسانية والاجتماعية تكسب المرء شخصية جديدة تمنح النفس ارتقاء خاصاً، الأمر الذي حاولت جاهداً مع مجموعة من أهالي الحي القيام به لخدمة أكبر عدد من الأهالي، وهذا العمل سبب لي المتاعب الكثيرة مع ضعاف النفوس، ولكن بالمقابل استطعت تلبية طموحي بتلبية احتياجات الناس المحتاجين، على الرغم من تعرضي أحياناً للضرب، ولكن إرادة الحياة والهدف ومساعدة الناس كانت الدواء الناجع والقوة والعزيمة على الاستمرار».

سليم حديفة مع زوجته

وعن تعلقه بالموسيقا، يبيّن "حديفة": «لعل ميلي نحو الموسيقا والغناء لم يأتِ من فراغ، فقد كان والدي يستكين مع نفسه خلسة ليعزف على ثلاث آلات موسيقية هي "العود والشبابة والربابة"، لا بل يقرض الشعر الشعبي ويدون حكاية شعبية كنا ندهش عند سماعها، وكنت ميالاً له إلى درجة كبيرة، حتى إذا ما بدأت العزف على آلة العود أخذ يشجعني، وبالفعل دخلت نغمات العود والكمان في روحي؛ وهو ما جعل صوتي الجبلي يتماهى مع نغمات الطرب، وفكرت وأصدقائي بتكوين فرقة شبابية، وكان ذلك ضمن نطاق محدود، وقدمنا بالحقيقة حفلات آخرها في محافظة "طرطوس"، وتابعت العزف، وكان نصيبي الروحي كبير عندما تزوجت من مدرّسة للموسيقا وهي عازفة وتعي تماماً معنى العلاقة بالفن والغناء، ولكن عوامل الأسرة جعلتنا نقتصر حالة العزف والغناء على الذات وبين الأصدقاء فقط، بعد أن أصبحت الأسرة مكلفة بالحياة».

يذكر أن "سليم حديفة" من مواليد "السويداء"، عام 1969.