الملخص : استطاع "شبلي الأطرش" ابن قرية "عرى" أن يتخذ من غربته مبادرة، وجعل مقدرات عمله في خدمة مجتمعه حينما عاد إلى وطنه الأم ليساهم في المشاريع الخيرية والاجتماعية والإنسانية عامة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 5 كانون الأول 2015، التقت الشيخ "حمزة حمزة" إمام قرية "رساس" الذي تحدث عن حياة الراحل "شبلي زيد الأطرش" قائلاً: «نشر الراحل مكارم الأخلاق مذ كان يافعاً، وهو الذي تربى عليها في بيته و"مضافة" أهله؛ التي تعرف بمضافة دار "عرى" الحاملة لتاريخ عريق في الكرم والعطاء والمواقف الوطنية، وقد نهل من مآثرها الكثير؛ الأمر الذي اضطره نتيجة شظف العيش لامتهان الغربة طريقاً، فاختار الدول العربية التي وجد فيها عملاً يكون لذاته رصيداً مادياً يستطيع من خلاله مجابهة الحياة وظلمها القاسي، فمكث ما يقارب العقدين حتى رسم شخصيته المادية، وعاد ليلثم تراب أرضه ووطنه، فعمد إلى المساهمة في خلق مبادرات اجتماعية في قريته "عرى"؛ إذ يندر أن يتم عمل اجتماعي أو تنموي أو خيري إلا ويجتمع الناس في مضافته القديمة العائدة إلى قرنين من الزمن، ويأخذون قرار العمل والانطلاق، والكثير من القرارات التي ظهرت كانت سبباً في تحقيق عوائد اقتصادية ذات أثر اجتماعي وإنساني، والأمر ليس غريباً عليه فهو سليل بيت له مآثر اجتماعية ووطنية، خاصة بما تميز به من دماثة الخلق والأخلاق والتواضع والصدق والكرم، واستقبال الضيوف بابتسامته المعهودة دائماً».

يعد الراحل "شبلي الأطرش" من الشخصيات الوطنية التي تركت أثراً مهماً في مبادراته الإنسانية والاجتماعية، حيث سعى لدى الفلاحين والمزارعين إلى زراعة الأراضي وعدم الخوف أو خشية القادم من المجهول، بل أكد أنه موجود معهم؛ فكان يزور المزارعين في أراضيهم بالمواسم الزراعية ويعمل على بث روح العمل لاستكمال العملية الإنتاجية الزراعية، وهذا العمل جعل العلاقة بينه وبين الناس تتلاحم، ويستمعون إلى جميع مبادراته في مضافته التي هي مضافة الجبل، وبها يؤخذ القرار الصائب، ولهذا لعب دوراً مهماً في إحياء تراث أهله وأجداده بذلك العمل الاجتماعي الإنساني

"جهاد الأطرش" شقيق "شبلي الأطرش" أوضح عن حياته قائلاً: «ولد شقيقي "شبلي الأطرش" في قرية "عرى" عام 1950، وتعلم في مدارسها، ومنذ نعومة أظفاره وهو يسعى نحو العمل والجد والمثابرة، فكان الاغتراب حليفه لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ولما دعته الحالة الاجتماعية للعودة إلى أرض الوطن، وهو ابن دار الإمارة آل "الأطرش" تسلم مقاليدها الاجتماعية، وعمل على الربط بين دار "عرى" التاريخية وبين مضافات الجبل عموماً، وخاصة مضافات أهالي القرية، وذلك بخلق مبادرات إنسانية واجتماعية كأن يتم في المضافة بدعوة منه ولا يقبل من دون ذلك بديلاً المشاورات في تقرير مصير مشروع اجتماعي وخيري؛ حيث تم تأسيس العديد من المشاريع الاجتماعية وانعكست نتائجها على أهالي القرية خاصة والجبل عموماً، واستطاع في زمن قياسي أن يجمع أفراد المجتمع حوله بخاصية التواضع، والثالثة أنه عمل على توحيد الموقف والكلمة في مواجهة ما يجعل المجتمع في حالة تفرقة، بمعنى أنه كان يسعى إلى لمّ شمل المجتمع على كلمة محبة؛ خاصة أن "عرى" تتميز بتنوعها الديموغرافي وأطيافها الدينية المتعددة، لكنه عمل على جعل العلاقة القائمة بالوداد والمصالحة الوجدانية على طريق واحد، وتميز بالقدرة على تحقيق الوفاق بين الناس».

مع الشيخ حمزة حمزة

وتابع "جهاد الأطرش" بالقول: «لم أعرف شقيقي يوماً إلا محباً للعمل الجماعي والاجتماعي، ولهذا فقد بادر إلى خلق التعاون بين أهالي القرية، وعمل على نشر مشاريع مبادرات تكافلية تدخل في العوائد الاجتماعية والتنمية للمجتمع، وذلك من خلال ما حمله معه من الغربة؛ فحصيلة عقدين ونيف من الخبرة في إدارة المشاريع قدمها بالمجان إلى أهله وأبناء جلدته من قريته ومدينته، ولهذا ساهم في تعميق التواصل الاجتماعي، وأخذ طريقاً مميزاً في العمل على بناء الشخصية التراثية بإعادة إحياء التراث الشعبي من مضافة أهله وأجداده التي مازالت حية منذ ما يقارب القرنين من الزمن، وهذا التراث الشعبي كان في كرم الضيافة واستقبال الزوار، وإغاثة الملهوف وحفظ الذمم، وحل النزعات الخلافية بين أفراد المجتمع، والعمل على وحدة الكلمة في الزمن الصعب».

"محمد كريدي" مختار قرية "عرى" بيّن بالقول: «يعد الراحل "شبلي الأطرش" من الشخصيات الوطنية التي تركت أثراً مهماً في مبادراته الإنسانية والاجتماعية، حيث سعى لدى الفلاحين والمزارعين إلى زراعة الأراضي وعدم الخوف أو خشية القادم من المجهول، بل أكد أنه موجود معهم؛ فكان يزور المزارعين في أراضيهم بالمواسم الزراعية ويعمل على بث روح العمل لاستكمال العملية الإنتاجية الزراعية، وهذا العمل جعل العلاقة بينه وبين الناس تتلاحم، ويستمعون إلى جميع مبادراته في مضافته التي هي مضافة الجبل، وبها يؤخذ القرار الصائب، ولهذا لعب دوراً مهماً في إحياء تراث أهله وأجداده بذلك العمل الاجتماعي الإنساني».

محمد كريدي
شبلي الأطرش