بعد 38 عاماً من العمل في التموين وحماية المستهلك عاد "وجيه مرشد" إلى قريته "حران" ليتابع مع زوجته تحقيق الحلم في حصول أبنائه على أعلى درجات العلم، والاهتمام بالأرض، وهو الآن يتغنى بأن بناته الست وابنه الوحيد قدوة لشباب القرية.

مدونة وطن "eSyria" التقت العامل المتقاعد "وجيه مرشد" في قريته "حران" يوم الإثنين الواقع في 17 آب 2015؛ الذي تحدث عن حياته بعد التقاعد بالقول: «كانت مطالعة التاريخ منذ فجر الخليقة إلى غزو العراق هي عملي الأول الذي أستمتع به بعيداً عن هموم العالم، وقد خرجت بسبعة مجلدات كاملة مع الشرح والتعقيب والتدقيق بمساعدة ابنتي التي تدرس التاريخ في جامعة "عريقة" وتكمل الدراسات العليا فيها، وفي الحياة العملية تابعت الاعتناء بالأرض والأشجار المثمرة وتربية المواشي على الرغم من نقص المياه وغلاء المواد الأولية، وكان هاجسي وزوجتي المدرسة المتقاعدة "إنعام عزي" أن يكمل الأولاد تعليمهم العالي مهما كان الثمن، وكانت نتائج الأبناء الذين اجتهدوا وعملوا بجد على الرغم من كل الظروف المادية الصعبة تضاهي أحلامنا وأكثر، فالبنت البكر "جوليانا" مدرّسة علوم طبيعية، وهي متأهلة، والثانية "مانيا مرشد" تحمل إجازة في الدكتوراه من ألمانيا بالاقتصاد، وهي محاضرة في معهد الدراسات الاستراتيجية بالعاصمة "دمشق"، والثالثة "صفاء" إجازة في الأدب الإنكليزي، وتكمل تعليمها العالي في التاريخ، والرابعة "ديما" تحمل إجازة في الأدب الإنكليزي وهي متأهلة، والخامسة "ريما" ليسانس معلم صف، ثم ماجستير من كلية الحقوق، وآخر العنقود "مرح" معلمة صف، أما "حسن" ابننا الوحيد فهو متخرج في كلية الجغرافية، ودخل مرحلة الشهادات العليا، وأعتبر أنهم أكبر إنجازاتي وزوجتي في الحياة».

يعدّ من الرجال العصاميين القلائل، وهو موظف نظيف الكف يلتزم بالعمل وتطبيق القانون مهما كانت النتائج، وعرف عنه أنه طوال مدة الوظيفة كان يشتري حاجياته من "دمشق"؛ وهو ما يثبت أن هذا الرجل محبّ للعمل وصادق مع نفسه وناسه من دون إحراج أو مجاملة من أحد أو لأحد

ويضيف: «ولدت في قرية "حرّان" عام 1948؛ حيث أورثنا أبي المبادئ والأخلاق وحب الناس وحب الأرض. تعلمت في "حرّان" وفي مدارس "السويداء" ودخلت كلية الآداب عام 1970 وفي هذه الأثناء اشتغلت بالسياسة طوال سبع سنوات وكنت أصغر الشبان الذين عملوا في هذا المجال في القطر، فأنا مؤمن إيماناً عميقاً بالوطن والأرض التي إذا أعطيتها أعطتك، تخرجت في جامعة "دمشق" عام 1977، والتحقت بالسلك الوظيفي عام 1980 بمسابقة تابعة لرئاسة مجلس الوزراء، وعينت في وزارة التموين حتى التقاعد، واعتبرت أن الإدارة مسؤولية كبيرة وليست منصباً، فأنا موظف قبل أن أصبح مديراً، وأعرف كل تفاصيل المديرية وموظفيها، ولهذا كنت أتعامل معهم كأخ كبير وليس كمدير، كانت علاقاتي مع الآخرين تتسم بالوضوح والشفافية بعيداً عن المواربة أو المجاملة، وكنت أسعى إلى تطبيق الأنظمة والقوانين بما يليق بالموظفين والمستهلكين على حد سواء، فالإدارة عمل دؤوب وصادق وهمّ بنفس الوقت».

إبراهيم طحطح

نال "وجيه مرشد" ثناءات وشهادات تقدير كثيرة، كان أهمها تلك الشهادة التي قدمها معاون وزير التموين والتجارة الداخلية باسم العاملين في الوزارة في مبنى اتحاد العمال في "السويداء"؛ والتي قدمت لأول مرة تعبيراً عن الشكر لموظف متفانٍ في العمل، يقول تاجر الأقمشة المعروف "إبراهيم طحطح": «يعدّ من الرجال العصاميين القلائل، وهو موظف نظيف الكف يلتزم بالعمل وتطبيق القانون مهما كانت النتائج، وعرف عنه أنه طوال مدة الوظيفة كان يشتري حاجياته من "دمشق"؛ وهو ما يثبت أن هذا الرجل محبّ للعمل وصادق مع نفسه وناسه من دون إحراج أو مجاملة من أحد أو لأحد».

الجدير ذكره أن مدونة وطن "eSyria" قد أجرت لقاءً سابقاً مع "وجيه مرشد" في 12 كانون الثاني 2009: http://www.esyria.sy/esuweda/index.php?

في مديرية التموين وحماية المستهلك.

=stories&category=face&filename=200801122100023