قدمت "رغداء الأشهب" لمجتمعها العديد من الأعمال الإنسانية والأخلاقية؛ فهي تلك الممرضة المبدعة بمهنتها، تفانت من أجل ذلك ونشأت على ثقافة التطوع الخيري، بعقل الإنتاج لا الاستهلاك.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 24 آب 2015، التقت الآنسة "رغداء الأشهب" وبينت قائلة: «بعد اليوم السابع من الشهر آذار منتصف خمسينيات القرن الماضي ولدت بين أحضان أسرة متواضعة ووالد يرتبط مع المحبة والانضباط والاستقامة، فتعلمت الابتدائية بمدرسة الراهبات في "السويداء" بعد معاناة من أجل توفير أقساط المدرسة، حتى باعت الوالدة خاتمها لاستكمال التعليم، دخلت الإعدادية، ثم الثانوية، كنا أربع بنات في المنزل وما أن ولد الطفل الذكري حتى بدأنا نمشي ونقول للناس جاءنا أخ، والدتي التي أرضعتنا المحبة والتسامح والإخاء، أرضعت أخي ولكن وجدت في قلبه نبضات تختلف عن نبضاتنا، وبدأ مشوار العلاج الطبي لطفل صغير لينتهي الأمر بعمل جراحي، المطلوب منا يومها تقديم الرعاية له، فكنت المتبرعة بذلك؛ ومن هنا جاء حبي للأعمال الخيرية الاجتماعية وحب مساعدة الناس، ووضعت لنفسي نموذجاً ونمطاً في طريقة التمريض، لكنني آثرت ذلك علمياً وتطبيقياً عندما دخلت مدرسة التمريض لثلاث سنوات، وبتاريخ 20 نيسان 1970، جرت معركة ولكوني لا أستطيع رؤية الدم، كان لزاماً علي ممارسة المهنة يومها وتقديم الرعاية الصحية بدافع الإنسانية، وكونت علاقات اجتماعية مهمة في تاريخي مع أهل وذوي الجرحى، عدت إلى الدراسة مجدداً واجتزت امتحان الشهادة الثانوية وكنت من المتفوقات وأوفدت إلى ألمانيا لأدرس فيها التمريض، الذين قدموا لي شهادة عليا في هذا المجال، عدت حاملة في عقلي ونهجي العمل بتفوق كبير، وتسلمت مدرسة التمريض مدربة ومعاونة مدير الإدارة فيها لسنوات؛ حيث مثلت وطني "سورية" في العديد من المؤتمرات الدولية، وكنت من الهيئة الاستشارية العربية للتمريض بجامعة الدول العربية».

عرفت الآنسة "رغداء الأشهب" منذ عقود طويلة حين كنا معاً نعمل في مديرية الصحة بـ"السويداء"، وهي من الكوادر التمريضية المهمة بخبرتها العملية والعلمية وعلاقاتها الإنسانية والاجتماعية، ترى ابتسامتها لا تفارق محياها حباً بالعمل، وتسعى بكل طاقتها لمساعدة الآخرين، خدماتها اليومية تفوق، فهي من مؤسسي النادي السينمائي في "السويداء"، والاتحاد الرياضي، والعمل التطوعي، وقلما تجد عملاً فيه الفائدة لأفراد المجتمع إلا وتجد آثارها الإيجابية به، فهي مسكونة بالعمل الخيري الإنساني، وهي اليوم رئيسة دائرة العلاقات المسكونية والتنمية، وتسعى لتقديم الخدمات لكل فئات المجتمع وبمختلف أطيافها الاجتماعية، عملها مألوف ونتاجها موصوف

وتابعت "رغداء الأشهب" عن عملها الإنساني والاجتماعي بقولها: «حين أحدثت في مديرة الصحة بـ"السويداء" دائرة التمريض بفضل الدكتورة "ريوا دهمان" ومدير الصحة يومها د. "كمال حميدان" تسلمت تلك الدائرة لغاية شهر آب، ثم قدمت استقالتي لأتفرغ للعمل التطوعي الإنساني بعد أن كلفني نيافة المطران "سابا إسبر" رئيس بطركية "أنطاكية" وسائر المشرق في "جبل حوران وجبل العرب"، برئاسة مركز الحكمة الطبي الذي ساهمت في تطويره إدارياً، وعلاقاته مع أفراد المجتمع مميزة على مختلف الأطياف، شعرت بأن دائرة الحياة متجددة من حيث رغبتي الجامحة منذ بداية مشوار حياتي بالعمل الاجتماعي والرعاية الصحية والتطوع وثقافته الممتعة في مجال مساعدة الناس؛ حيث نتواصل مع زائر المركز بالاحترام المتبادل، وفي المدة الأخيرة أحدثت البطركية دائرة العلاقات المسكونية والتنمية، ولأن رؤيتها هي المساهمة الفعالة في تلبية الاحتياجات ومواجهة التحديات المعاصرة عن طريق تنفيذ نموذج فريد من البرامج التنموية والإنسانية والثقافية والتراثية التي تساهم في تطوير المجتمع المحلي بصورة مستدامة، مع بناء جسور التعاون بين كافة شرائح المجتمع وتطوير الشراكات، بهدف توصيل الخدمات إلى أكبر شريحة مجتمعية، والارتقاء بتلك الخدمات إلى درجة عالية من الاحترافية والتقنية، أحببت العمل وأصدرت تعليمات بتسلمي تلك الدائرة إضافة إلى مركز الرعاية الاجتماعية، وعدت من جديد لأقدم خدمات اجتماعية؛ حيث تعود دائرة الحياة لتكون أكثر من 50 مراجعاً يومياً مع بداية مشروعي التمريضي، واليوم قد يفوق هذا العدد تقديم خدمات لهم، لكن أهم ما يثلج صدري أن ذلك العمل يمثل لدي حافزاً دائماً وقناعة إيمانية أنني خلقت لأجل ذلك؛ فرغبتي بالعمل الاجتماعي التطوعي يمدني بالطاقة الإيجابية التي تجعلني أعمل من دون تعب أو كلل؛ فمتعة جميلة أن ترسم ابتسامة على شفاه محتاج بمختلف الأعمار، فحياتي الدائرة بدأت بالرعاية مع أخي وتنتهي برعاية إخوتي في وطني الحبيب».

الدكتور عدنان أبو الفضل

الدكتور "عدنان أبو الفضل" الذي عمل مديراً للصحة سابقاً أوضح قيمة عملها الاجتماعي بقوله: «عرفت الآنسة "رغداء الأشهب" منذ عقود طويلة حين كنا معاً نعمل في مديرية الصحة بـ"السويداء"، وهي من الكوادر التمريضية المهمة بخبرتها العملية والعلمية وعلاقاتها الإنسانية والاجتماعية، ترى ابتسامتها لا تفارق محياها حباً بالعمل، وتسعى بكل طاقتها لمساعدة الآخرين، خدماتها اليومية تفوق، فهي من مؤسسي النادي السينمائي في "السويداء"، والاتحاد الرياضي، والعمل التطوعي، وقلما تجد عملاً فيه الفائدة لأفراد المجتمع إلا وتجد آثارها الإيجابية به، فهي مسكونة بالعمل الخيري الإنساني، وهي اليوم رئيسة دائرة العلاقات المسكونية والتنمية، وتسعى لتقديم الخدمات لكل فئات المجتمع وبمختلف أطيافها الاجتماعية، عملها مألوف ونتاجها موصوف».

الجدير بالذكر، أن الآنسة "رغداء الأشهب" شاركت ومثلت وطنها "سورية" في مؤتمرات دولية وندوات علمية في مجال التمريض والعمل الخيري الاجتماعي.

رغداء الأشهب
رغداء الأشهب في عملها