يعرف المهندس "رافع أبو سعد" بتنوع المواهب لديه، والتنوع كوّن لديه وحدة متكاملة من العطاء والمثابرة، وهو ما جعله الشخصية المهمة في مجتمعه على مختلف الصعد الفنية والنقابية والعلمية والزراعية، حيث لا يترك اثنين بحياته المطالعة اليومية، والعمل الزراعي بحديقته الغناء.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 3 حزيران 2015، زارت قرية "حبران" والتقت "وفيق درويش"؛ أحد أهالي القرية فبيّن قائلاً: «"رافع أبو سعد" هو واحد من أوائل الذين ساهموا بنشر التنظيم النقابي الفلاحي؛ حيث أسس مع مجموعة جمعية فلاحية قبل أربعة عقود من الزمن، ومن أوائل المساهمين للفعاليات الإنسانية والخيرية في القرية وأول من أدخل قيمة الإنتاج إلى القرية بعلمه؛ حيث استطاع نقل تقانة التقليم إلى الفلاحين وطور الإنتاج من 400 كيلوغرام في الدونم إلى 4 طن، واستطاع جذب الفلاحين إليه وقدم لهم دورات تدريبية في التقليم، حيث لم يكن قبله من يقلّم بطريقة علمية هذا من الناحية الزراعية، أما من ناحية اجتماعية فقد كان حريصاً على نشر الثقافة بين فئات الشباب وعمل على إدخال الآلات الموسيقية كالعود مثلاً، وهو رسام ماهر، إضافة إلى علاقاته بين أفراد المجتمع فهو واحد من رجالات الرأي السديد».

أتممت التحصيل العلمي بالبستنة والتخطيط وعلم نفس الكبار وتعليمهم في الإرشاد الزراعي، وبالتعاون مع البحوث العلمية الزراعية تابعت البحوث لأكوّن قاعدة شعبية بين العمال والفلاحين، وهو ما دفعني إلى خوض غمار انتخابات المنظمات النقابية وكنت رائداً بها لأكثر من ربع قرن

وعن نشأته وعلاقاته بيّن المهندس "رافع أبو سعد" بالقول: «في قرية شهدت أحداث مهمة في التاريخ المعاصر وحملت على أرضها أوابد آثرية تعود إلى مئات السنين قبل الميلاد بين حجارتها البازلتية وكروم عنبها وأشجارها كانت ولادتي عام 1954، لم أعرف والدي سوى من سيرته العطرة وأحداث استشهاده وبطولاته مع المغفور له سلطان باشا الأطرش، ولهذا من سيرته نهلت معين الحياة والاهتمام بجوانب العلم والمعرفة، كان العلم في زماننا المتفوق يرفع بعد امتحان له وجرى أن تم ترفيعي من الصف الثاني إلى الثالث لأنني كنت الأول، وهذا ربما زرع في نفسي الثقة وقوة الشخصية والتعلق بالأرض والأهم ركوب الخيل والفروسية، كان ذلك قبل دخولي الجامعة عام 1973 لأتخرج فيها مهندساً زراعياً متفائلاً بالحياة جامعاً بين العلم والفروسية، وفق بيت الشعر القائل:

عطا الله المغربي

أعز مكان في الدنى سرج سابح... وخير جليس في الأنام كتاب

لعل ذلك جعلني أهتم بالقراءة والمطالعة لكتب متعددة الأنواع إضافة إلى الاختصاص، ولهذا جمعت الكتب النفسية معتبراً أنها مصدر للغذاء الروحي والفكري وخصصت ساعتين للمطالعة يومياً على الأقل، وحين ارتفعت درجات الثقة بذاتي التي لم تتأخر كثيراً بدأت الانطلاق نحو المحاضرات والندوات الثقافية والمنتديات الزراعية والعمالية، حيث كنت من أوائل الذين ساهموا بنشر مواضيع عن البيئة منذ سبعينيات القرن الماضي، وكتبت مواضيع متعددة بين الاقتصاد والسياسة والفلسفة والأدب والزراعة».

م. رافع أبو سعد بين أوسمته

وتابع المهندس "رافع أبو سعد" بالقول: «أتممت التحصيل العلمي بالبستنة والتخطيط وعلم نفس الكبار وتعليمهم في الإرشاد الزراعي، وبالتعاون مع البحوث العلمية الزراعية تابعت البحوث لأكوّن قاعدة شعبية بين العمال والفلاحين، وهو ما دفعني إلى خوض غمار انتخابات المنظمات النقابية وكنت رائداً بها لأكثر من ربع قرن».

المهندس "عطا الله المغربي" من أهالي قرية "حبران" أوضح علاقاته بالقرية قائلاً: «اللافت في عمل المهندس "رافع أبو سعد" حبه وتعلقه ببلدته "حبران" التي يعدّها نموذجاً للوطن الكبير الذي علينا صيانته بأيدينا وأرواحنا، ولهذا يعمل بجوانب عدة من حيث التدوين والتوثيق للقرية، وهو رائد بالجانب الإنساني والخيري والاجتماعي، والأهم نادراً ما تجده من دون عمل أو غير مبتسم، يقضي حاجيات كل من يطلب منه حاجة، وحديقته المتنوعة بالورود والأشجار المثمرة كأنها بنك تراثي لتنوع حيوي زراعي، وهو أول من أدخل علم التقليم إلى القرية، والعزف على آلة العود، والمثابرة على العلم والعمل».

رافع أبو سعد موسيقياً