قليلة هي الأيام التي لا تمر دون أن يكون لديه بصمة في عمل ما، فهو الموهوب بالفطرة، والمخترع لكثير من الآلات التي غيرت واقعاً مرّاً، المسكون بالفيزياء والكيمياء اليومية تجده مختبئاً خلف ظله الكبير يبحث عن سر جديد لم يكشف بعد.

مدونة وطن "eSyria" التقت المخترع السيد "جهاد الحرفوش" يوم السبت الواقع في 6 كانون الأول 2014، الذي تحدث عن بداياته وتعليمه: «لم أنل من العلم ما أصبو، فقد تركت الدراسة في سن مبكرة وهو الشيء الذي ما زلت أندم عليه إلى الآن، فقد ولدت في مدينة "شهبا" عام 1961، ودخلت المدرسة كغيري من الأطفال، ولكن أشياء كثيرة كانت وراء تركي للتعليم، كان يمكن للدراسة أن تخفف عني كاهل التفكير في أمور كثيرة أجهلها وأحاول تفكيك أسرارها وهي متواجدة في طيات كتاب ما، ويبدو أن فورة الشباب والاندفاع الزائد نحو إنجاز ما وراء ذلك. المهم في الموضوع أن الدراسة هي جزء مهم وأساسي في أي عمل وقد استعضت عنه بالتفكير والمتابعة والقراءة الدائمة».

لم أنل من العلم ما أصبو، فقد تركت الدراسة في سن مبكرة وهو الشيء الذي ما زلت أندم عليه إلى الآن، فقد ولدت في مدينة "شهبا" عام 1961، ودخلت المدرسة كغيري من الأطفال، ولكن أشياء كثيرة كانت وراء تركي للتعليم، كان يمكن للدراسة أن تخفف عني كاهل التفكير في أمور كثيرة أجهلها وأحاول تفكيك أسرارها وهي متواجدة في طيات كتاب ما، ويبدو أن فورة الشباب والاندفاع الزائد نحو إنجاز ما وراء ذلك. المهم في الموضوع أن الدراسة هي جزء مهم وأساسي في أي عمل وقد استعضت عنه بالتفكير والمتابعة والقراءة الدائمة

وعن الآلات التي قام بتصميمها وحققت موارد مهمة للناس، وخففت العبء عن أناس آخرين، تابع: «لا أعتبر أن ما قمت به شيء كبير، فالإمكانات المادية دائماً كانت العائق وراء أي إنجاز، ودائماً كنت أعتبر نفسي متأخراً بخطوة عن أي اكتشاف جديد مع أنني أعرف تفاصيله بدقة، ولكن المشكلة الأساسية لدي ولدى غيري من الذين يهتمون بالاكتشاف هي المادة، فنحن قوم لا نعرف كيف يجمع المال، وليس بيدنا حيلة لذلك، وعملنا ينصب على التجريب والتجريب حتى نحقق شيئاً نافعاً، وهو ما يحتاج للصبر والوقت، ونحن في النهاية لدينا عائلة وبيوت فلذلك تجدنا متأخرين عن غيرنا بمسافات، ولذلك يجب أن تكون هناك جهات داعمة وراعية لأعمالنا، وعن الأشياء التي عملت عليها ونجحت وحققت نتائج وموارد جيدة على سبيل المثال تصميم الآلة الخاصة بصناعة (تفل الزيتون) المخصص للتدفئة في معصرة الزيتون التي يمتلكها قريبي "نبيل الحرفوش"، وصنعت الفرن الحراري الخاص بها، وقد لاقى هذا العمل الكثير من الفوائد بعد أن كان يباع طن "التفل" بألفي ليرة سورية بات مورداً جيداً، وحقق فوائد كبيرة للناس في ظل الأزمة الحالية، وكل الآلات المتعلقة بصناعة الفحم من (تفل الزيتون) أيضاً، وهو أمر يحتاج فقط إلى سوق للتصريف.

آلة صنع الفحم من "تفل" الزيتون.

وكذلك الأمر فيما يتعلق بمشكلة مزارعي التفاح في الجبل، فقد كنت أول من اكتشف دبس التفاح وأهميته الكبرى من خلال تفاح "الهرارة" الصغير الذي لا يمكن تصريفه إلا بمبلغ زهيد، وصناعة المبرشة الموجودة في معصرة صديقي "عادل الشحف"، والحقيقة إن أغلب الآلات المتواجدة في المعصرة كان لي يد فيها، وهناك أشياء لم نستكملها بعد، وبحاجة للوقت، لكن الفكرة جاهزة للتنفيذ».

تنقل في أعمال كثيرة، وتجده دائم التغيير والبحث عن مخرج لأي أزمة أو مشكلة على الرغم من أن وضعه الصحي لا يحتمل التعب، وفي مخرطته المستأجرة يعمل على حل مشكلة الكهرباء بطرائق اقتصادية وتفيد أكبر شريحة من الناس، حيث يقول: «التنقل في العمل وارد في أي لحظة بحسب الوضع المادي، والظروف المحيطة، وأنا قادر على التأقلم مع أي عمل، فقد اشتغلت بالنجارة العربية مدة طويلة من الزمن، وسافرت إلى الخارج ولكني أحسست بالوحدة الشديدة فلم أرغب بالبقاء مع أن الظروف المادية ميسرة هناك ولكن الحنين قاتل، فلم أجد بداً من العودة.. أما الجديد القديم الذي أعمل على تصميمه فهو مشكلة الطاقة، وقد كانت لي تجارب بدائية صغيرة لقضاء الحاجة مع المراوح التي تولد الطاقة، وكل ما كان واقفاً من مراوح في المدينة من تصميمي أو من بنات أفكاري إن لم أكن قد قمت بصناعتها، ولكن هذا لم يكن يرضيني نهائياً، وليس تلك الطاقة التي أنشدها، وفي الفترة الماضية كان كل همي توليد طاقة كهربائية كبيرة من الرياح، وأعتقد أنني توصلت لما أصبو إليه من ذلك على الرغم من التكلفة الكبيرة إلا أن النتائج على الأرض تحقق المراد، وخلال أيام قليلة أثبت صحة الأمر.

آلة صنع قوالب "تفل" الزيتون للتدفئة

وفي السابق كانت المشكلة في "الدينامو" الذي لا يتحمل سرعة الرياح، ومن خلال الاطلاع على تجارب الآخرين، والدراسة المعمقة وجدت الحلول المناسبة، وقد تفاجأت من حجم الطلب المسبق على هذه المروحة على الرغم من أنني لم أنجزها بعد».

السيد "عادل الشحف" صاحب المعصرة نصف الآلية في "تل المسيح" المخصصة لعصر العنب والتفاح؛ أوضح علاقته مع السيد "جهاد الحرفوش" بالقول: «لا يوجد برأيي مثل رجاحة عقله بحسب معرفتي الطويلة به، فهو أبو الأفكار القابلة للتطبيق والتطوير، وقد استفدت من خبرته في تطوير عمل المعصرة التي غيرت واقعاً حقيقياً للمزارعين في المنطقة من خلال ابتكاره لعمل معصرة التفاح، فبعد مناقشات وأفكار مشتركة بيننا كانت هذه المعصرة التي أنتجت دبساً لذيذاً، علماً أن التفاح الصغير أو ما يطلق عليه في "جبل العرب" (الهرارة أو السقيط) كان عبئاً كبيراً على المزارع، فتحول إلى نعمة حقيقية، وهو من طور الحرّاق وصاحب فكرة "التفل" الذي وفر علينا عبء المحروقات ولو تتوافر الظروف المناسبة له، والتمويل اللازم لحل الكثير من المشكلات التي تواجهنا في حياتنا العملية».

فرامة التفاح في معصرة عادل الشحف.