تساقط شعر رأسه بشكل مفاجئ، وهو مازال شاباً، فقرر أن يبحث عن الدواء بنفسه، وبعد سنتين من التجارب الشخصية، أظهر ما توصل إليه للناس، واكتسب شهرة واسعة، بفضل أعماله وسلوكه الإنساني في مساعدة الناس.

مدونة وطن "eSyria" التقت المداوي بالزيت النباتي "وفيق الصحناوي" في سوق "ضيعتنا" في بهو مجلس مدينة "السويداء"، يوم الخميس 24 تموز 2014، الذي تحدث عن طفولته: «ولدت في قرية "الجنينة" التي تتميز بنسيج اجتماعي جميل، فالناس متكاتفون ومتعاونون، وكانت طفولتي في الحارات القديمة والبيادر الملأى بالخير تجعل أي طفل يطلق العنان لخياله، فكنت أحلم باختراع شيء يساعد الناس، ويوفرعليهم التعب، وعندما كبرت كانت وظيفتي بين المخترعين في "السويداء" أراقب عملهم، وأدهش لما قاموا به، وأنتظر فرصتي».

ولدت في قرية "الجنينة" التي تتميز بنسيج اجتماعي جميل، فالناس متكاتفون ومتعاونون، وكانت طفولتي في الحارات القديمة والبيادر الملأى بالخير تجعل أي طفل يطلق العنان لخياله، فكنت أحلم باختراع شيء يساعد الناس، ويوفرعليهم التعب، وعندما كبرت كانت وظيفتي بين المخترعين في "السويداء" أراقب عملهم، وأدهش لما قاموا به، وأنتظر فرصتي

وعن قصته مع الزيت المشغول من الأعشاب والنباتات، قال: «بدأ شعري يتساقط بصورة كبيرة، وقد سبب لي إزعاجاً كبيراً دون أن أدري أن لكل شيء في الحياة سبباً، وهو ما جعلني أبدأ البحث عن العلاج بالطرق التقليدية التي لم تجلب لي أية نتيجة، حتى وقع كتاب هندي بين يدي يتحدث عن التداوي بالأعشاب، وتحديداً عن الزيت المستخرج منها، ولما أعجبني ما يحتويه بين دفتيه من معلومات مذهلة، رحت أستنجد بكتاب القانون في الطب للعالم العربي "ابن سينا" ومقارنة المعلومات بين الكتابين، وبدأت العمل، حيث اكتشفت أنه لا يوجد ضمن كل الأدوية التي تنبت الشعر فيها دواء مستخرج من الزيت، وهو ما عملت عليه طوال ستة أشهر متواصلة بين التحضير والتجهيز والتجارب على رأسي فقط حيث بدأت بصيلات الشعر تنبت من جديد، والوبر الصغير بدأ يقوى بصورة مذهلة، ولكنه يحتاج إلى متابعة دون انقطاع لفترة ستة أشهر كاملة، وعندما نجحت التجربة التي أخذت مني وقتاً وصبراً طويلاً استهواني العمل بزيت النباتات الواسع، وبقيت في حقل من التجارب مدة سنتين حتى أظهرت عملي للناس».

أمام زيوته في السوق.

بحث عن أهم الأمراض التي تصيب الناس، وخاض غمار التجارب على نفسه وعائلته وأصدقائه المقربين، وعندما تيقن من نجاح التجارب قام بعرض النتائج على الناس بشكل مجاني معتمداً على الرغبة في إثبات الذات، وقال: «تحدثت مع أغلب الأصدقاء والمسنين في العائلة والمحيط في محاولة لمعرفة الأمراض التي تشغل العقل والتفكير، مثل آلام العمود الفقري والمفاصل والأعصاب والربو والسعال، وآلام الساقين واليدين والأرجل، وكذلك الكلى والسمنة الزائدة وآلام القولون، وعلى هذا الأساس بدأت العمل والمطالعة في كل ما يتعلق بالنبات والأعشاب، وتابعت التجارب الموجودة والبحث عن كل جديد، وهو ما يحتاج الوقت الطويل والصبر والاجتهاد، فمن الممكن أن أترقب خروج الزيت من النبات مدة 14 يوماً وهو منقوع في الشمس، وعندما بدأت توزيع الزيت المركب وفق تعليمات العلماء القدماء، وما جاء من أبحاث جديدة ومراقبة الحالات التي أخذت الزيت، اكتشفت أن الأشخاص الذين تابعوا استعمال الزيت وفق التعليمات استفادوا بشكل كامل، وتعافوا تماماً، ومنهم الشباب الذين يعانون من الصلع فقد كانت النتائج مذهلة جداً، وهكذا بدأت منتجاتي تأخذ طريقها إلى الصيدليات المنزلية، وهي زيوت لا يمكن أن تكون نتائجها سلبية حتى لو شعر المريض بأنه لم يتحسن».

ليس من السهل إقناع المحيط بما تقوم به، غير أن سلوكه الشخصي طوال سنوات حياته جعله مصدر ثقة، ويتابع: «عشت شبابي كله في مدينة "السويداء" بحكم السكن والوظيفة، وكان لوالدي الراحل أصدقاء كثر والمحبة هي التي تجمع بينهم، وكان كل هؤلاء عائلة صغيرة بالنسبة لي، حيث كنا ندعم بعضنا بعضاً، ونعرف كل شخص ماذا يعمل، ونتساعد في حل المشكلات، وعندما بدأت دهشت من كثرة المتبرعين الذين قرروا مساعدتي في التجارب، ولذلك بقيت سنوات طويلة أوزع كل إنتاجي على محيطي في المنزل والعمل بشكل مجاني، وهي غايتي الأساسية حتى الآن، لأن الإنسان بلا الإنسان كومة حطب لا فائدة منه».

مع الناس في السوق.

وعن المعارض والأسواق التي شارك فيها ونتائج تلك المشاركات، أكد: «تلقيت دعوة من وزارة التنمية، وكان المعرض في "دمشق"، وكنت من أكثر المشاركين الذين كانت منتجاتهم محل اهتمام الناس، والمفاجأة أن الكثيرين منهم كانوا من أصحاب الشهادات العالية الذين أبدوا اهتماماً كبيراً، وكانوا يستفيضون في السؤال واقتناء الزيوت، واعتبروا أنها مفيدة لأنها لا يدخلها أي منتج كيماوي، وفي المعارض التي تقوم بها وزارة البيئة كنت المشارك الدائم لأن الوزارة في كل معارضها تركز على العمل على العودة إلى الطبيعة، وأنا مشارك دائم في سوق "ضيعتنا" الذي يقام في كل يوم خميس، ومنتجاتي أصبح لها خصوصية لدى الناس، فهم الذين أسعى إليهم لمحاولة تخفيف آلامهم».

وفي بهو مجلس مدينة "السويداء" التقينا المخرج المسرحي المعروف "رفعت الهادي"، الذي تحدث عن معرفته بالسيد "وفيق الصحناوي"، فقال: «أعرفه منذ أن بدأ سوق "ضيعتنا" بالعمل في المدينة، وكنت أعاني من وجع دائم في يدي اليسرى، ولا أقوى على تحريكها، وكان أن وصف لي زيتاً للمفاصل، فكانت النتائج جيدة، والحقيقة أن التداوي بالزيت أمر مألوف في العالم، فزيت الزيتون هو دواء معروف منذ القدم، ولكن السيد "وفيق" طور هذه العملية بالزيوت المستخرجة من النبات لعلاج عدد من الأمراض عن طريق التدليك الخارجي للجلد، وهو بذلك لا يمكن أن يصيب الإنسان بأي تأثيرات خارجية، والأروع من كل ذلك هو الحس الإنساني الذي يميز السيد "وفيق" واهتمامه بمعاناة الناس دون الالتفات إلى الماديات، ولو قارنا المبلغ البسيط الذي يتقاضاه من هذا العمل، مع ما يقوم به لاكتشفنا مدى الصبر والتعب الذي يلاقيه لاكتشاف الزيت وتركيبه».

السيدة وفاء الملحم.

أما السيدة "وفاء ملحم" التي تهتم بصناعة الطعام النباتي، والتي كانت تعاني من تيبس الأعصاب في اليد اليمنى، فتحدثت عن مرضها بالقول: «كنت بحاجة لعمل جراحي في اليد اليمنى نتيجة التصاق الأعصاب باليد، وعدم قدرتها على ضخ الدماء إلى الأصابع، وعندما تعرفت السيد "وفيق" نصحني باستعمال الزيت المصنوع من النباتات، وبعد استعماله بالطريقة التي وصفها لي، ولمدة أسبوعين عادت يدي كما كانت تماماً، وراجعت الطبيب الذي أخبرني أن اليد سليمة وليست بحاجة لشيء، وأنا أعمل في نفس السوق معه، وتلاقي زيوته النباتية طلباً من قبل الناس، لعدة أسباب أهمها أن سعرها رمزي جداً، وفي متناول الجميع، وثانياً لأنها مجربة وتأتي بنتائج جيدة، وهي مصنوعة من الطبيعة».

يذكر أن السيد "وفيق الصحناوي" من مواليد قرية "الجنينة" عام 1961، متزوج وله ثلاثة أبناء، ويعمل موظفاً في مديرية التموين والتجارة الداخلية.