أكوام من المحركات تفيض عن ورشته التي سخرها لمشروع إنساني وجّه له "فارس الباروكي" اهتمامه واختراعاته التي وضعها في خدمة الإنسان ومساعدته في العمل الزراعي والحياتي.

تجربة فنية إنسانية في تصميم وتطوير المحركات مصدرها مشاركة يومية للفلاح ومشكلات الحقول؛ كانت محور حديث أدارته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 آب 2014:

نال عدداً من براءات الاختراع التي تتخذ منحى اختاره لتحسين ظروف الأشخاص المحيطين به ليكون لكل ابتكار فائدة وتطوير للعمل المنتج، ووجه اهتمامه نحو الآليات الزراعية، وابتكر مجموعة من القطع التي ترافق المحراث الزراعي ليكون لكل واحدة منها غاية وفائدة تعود بالخير على الفلاح وتخفف معاناته، وهي قابلة للاستخدام بشكل سلس ويمكن للفلاح إنجاز عمله الخاص بلا أذية الأشجار، والقيام بالأعمال الزراعية بطريقة تختصر الوقت والجهد وتلقي على الآليات التي صممها عبء العمل وتخفيف الجهد العضلي. اليوم يعكف على تجارب جديدة مثل الغاز الحيوي وأجهزة تنقية الهواء للمنشآت الصناعية، وهذه تجربة تحتل حيزاً كبيراً من الاهتمام، وأتمنى أن تتوافر الجهات العلمية التي تتبنى تنفيذ هذه الاختراعات لتكون فائدة معممة على ساحة المجتمع؛ وبذلك يكون المخترع قد حقق غايته الأولى

  • من الثانوية الفنية انطلقت لتجربة الميكانيك والابتكار، حدثنا عن هذه المرحلة؟
  • المخمر الذي صممه المخترع فارس الباروكي

    ** من خلال تجربتي قدمت لي المرحلة الثانوية الفنية خبرة كبيرة والحروف الأولى لعمل تماهيت معه وعشقته، ففي هذه الثانوية استطعت فك رموز المحركات وامتلاك مهارات عدة استثمرتها في العمل لغاية تقديم ما هو جديد ومنتج للإنسانية. فما يقدم للطالب في هذه المدارس سلسلة غنية من المعارف النظرية والعملية التي تجعله قادراً على إنتاج أفكار جديدة، وهذا ما حصل معي لأنني شعرت في هذا العمل بقيم منتجة نستطيع تطويرها وتحقيق الفائدة لمجتمعنا بتطبيقها على أرض الواقع على مستوى الإصلاح والصيانة من جهة والتصميم والابتكار من جهة أخرى.

  • خدمة إنسانية للفقراء من الفلاحين صممت محركات ضخمة ومتممات قدمتها على طريقتك، كيف طبقت ذلك على المستوى العملي؟
  • المخترع أجود سجاع

    ** افتتحت ورشتي الخاصة لصيانة الآليات الزراعية بعد الدراسة الثانوية وأصبحت قريباً جداً من شريحة كبيرة في منطقتنا من الفلاحين وأصحاب المشاريع الزراعية في منطقة "ظهر الجبل" والقرى المجاورة، ومن خلال المتابعة اليومية والتفاعل الصادق مع العمل تلمست احتياجاتهم خلال مشاريع تطوير الأراضي واستصلاحها حيث كانت وسائل الفقراء منهم قليلة للحصول على استصلاح مُجدٍ بتكلفة محدودة تتناسب مع ظروفهم، وهذا ما دفعني للبحث عن فكرة تمكنهم من إنجاز العملية بالاعتماد على الجرار الزراعي لأخطط لتصميم المحراث الذكي الذي حصلت من خلاله على براءة اختراع ليجنب الأشجار الأذى أثناء الحراثة، إضافة إلى سكة حديدية وهي قطعة تتبع للمحراث، كانت وسيلة ناجحة لتطوير الأراضي واستخراج الصخور والحجارة الكبيرة، وقد خدمت شريحة كبيرة من الفلاحين الذين لا طاقة مادية تساعدهم على تأجير الآليات الضخمة لهذا العمل.

    وكان هذا الاختراع بداية لعدة تصاميم آخرها السكة الهيدروليكية الارتجاجية "التي نلت عليها براءة اختراع" خلال شهر أيلول 2013 لاستئصال الحجارة المتماسكة التي لا يزيد وزنها على 300كغ، وتقوم بشق التربة المتراصة المتماسكة لتسمح باستيعاب أكبر نسبة من الأمطار والاستفادة منها خاصة في حراثة البساتين.

  • الحصول على الغاز المنزلي تجربة نفذتها مع فريق متخصص في جامعة "دمشق"، ماذا أضافت لك هذه التجربة؟
  • ** مخمر الغاز الحيوي الذي صممته لإنتاج الغاز للاستخدام المنزلي اختبرته للاستفادة منه في سد حاجة المنزل والأسرة، وأعطاني آفاقاً علمية متعددة فقد اختبرت تركيب المخمرات وتطوير الأحجام مع فريق علمي من جامعة "دمشق" بناء على طلبهم للاستفادة من فكرة المخمر، الذي يمكن أن ينتج الغاز الحيوي من كميات محدودة من النفايات، ولمست من خلال هذه التجربة أنه مهما بلغت الخبرة العملية ذروتها فلا بد من رديف إنساني متخصص بالبحث العلمي، وهو مكمل للخبرة التصنيعية التي أتقنتها بفعل تجارب متكررة ومع تصاميم مختلفة، فبوجود فريق عمل من أساتذة جامعات متخصصين بالطاقة الحيوية كانت نتيجة المخمرات تفوق التجارب التي أجريت في الدول الأوروبية، يتبع ذلك لدقة التصنيع وتهيئة الظروف المناسبة للتطبيق التي عادت بنتائج عالية لتصميمي الأولي الذي نفذته بحجم مصغر في مرحلة سابقة.

    وقد طرحت التجربة أفكاراً جديدة اختبرتها لتطوير المخمرات التي صنعت بشكل أولي والاستفادة من أكبر نسبة من الغاز ونفس كميات النفايات المتوافرة، وكنا نحصل من 200كغ على عبوتين، اليوم نتمكن من الحصول على أضعاف هذه الكمية من المخلفات نتيجة وجود التحديثات لهذه التجربة التي تخصص للمزارع ومربي الحيوانات.

  • تنقية الهواء مشروع تعده لخدمة الكوادر البشرية العاملة في قطاع التصنيع للتخلص من ملوثات الهواء، إلى أي مرحلة وصلت هذه التجربة؟
  • ** رغم تعلقي الكبير بالميكانيك والآلة كطاقة إنتاجية عالية، وبالتعمق بظروف القطاعات الإنتاجية والورشات وأثر ذلك على صحة العاملين في هذه القطاعات، وضعت التكوين الأولي لهذا الجهاز، وقد تم إنجاز التكوين النهائي للجهاز ليكون على جهاز مؤلف من مروحة لسحب الغازات يدفع الهواء لفلتر للتصفية وهذا الفلتر يجب أن يرفق فيه كتلة من الفحم النباتي، ولهذه الكتلة مهمتان الأولى التقاط الروائح المرافقة للغازات والثاني اصطياد كل ما يخرج من الفلتر الذي لا يتمكن من اصطياده، ويتبع للجهاز مراوح وخزانات للتصفية والتخلص من الغازات الضارة، وقد صنعت نموذجاً مصغراً لكن الطموح في تصنيع للجهاز بحجم المنشآت لغرفة واحدة أو لمنشأة بعدة أماكن، وهنا تكون لدينا فرصة التطبيق على نطاق واسع يضمن الفائدة للعاملين في القطاع الصناعي وللبيئة بشكل عام.

    اطلع على أعماله وتجاربه النابعة من تجربة ذاتية وجهد شخصي لتقديم ابتكارات تساعد المجتمع وفق حديث المخترع "أجود سجاع"، وقال: «نال عدداً من براءات الاختراع التي تتخذ منحى اختاره لتحسين ظروف الأشخاص المحيطين به ليكون لكل ابتكار فائدة وتطوير للعمل المنتج، ووجه اهتمامه نحو الآليات الزراعية، وابتكر مجموعة من القطع التي ترافق المحراث الزراعي ليكون لكل واحدة منها غاية وفائدة تعود بالخير على الفلاح وتخفف معاناته، وهي قابلة للاستخدام بشكل سلس ويمكن للفلاح إنجاز عمله الخاص بلا أذية الأشجار، والقيام بالأعمال الزراعية بطريقة تختصر الوقت والجهد وتلقي على الآليات التي صممها عبء العمل وتخفيف الجهد العضلي.

    اليوم يعكف على تجارب جديدة مثل الغاز الحيوي وأجهزة تنقية الهواء للمنشآت الصناعية، وهذه تجربة تحتل حيزاً كبيراً من الاهتمام، وأتمنى أن تتوافر الجهات العلمية التي تتبنى تنفيذ هذه الاختراعات لتكون فائدة معممة على ساحة المجتمع؛ وبذلك يكون المخترع قد حقق غايته الأولى».

    الجدير بالذكر أن المخترع "فارس الباروكي" حصل على أربع شهادات براءة اختراع، وكرم من قبل اتحاد الحرفيين في المحافظة لأكثر من مرة، وشارك بمسابقة الإبداع والاختراع لهذا العام، وهو من مواليد 1960، ويمتلك ورشته الخاصة التي تزينها أكوام من المحركات التي يستجرها للاستفادة من قطع معينة لإكمال محركات استحقت براءة الاختراع.