منذ الصفوف الأولى في حياتها أحبت "منيرة الشماس" الجمباز، وحين تعرفت نوعه الإيقاعي كان باباً للدخول إلى عالم المسرح، تفوقت وأبدعت ونالت الجوائز وشهادات التقدير، وهي كثيرة المواهب، نالت بطولة العرب بالجمباز الإيقاعي، وجوائز في المسرح، وفي التصميم.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 18 نيسان 2014 التقت بطلة الجمباز والفنانة المسرحية "منيرة جريس الشماس"؛ لتتحدث عن نشأتها وبداية حياتها في الجمباز وعالم المسرح قائلة: «ولدت في محافظة "السويداء" قرية "عنز" عام 1972، وحين كنت في العقد الأول من عمري انتقلت للعيش في المدينة لدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية. بدأت قصتي مع الجمباز في الصف الأول الابتدائي حين رأيت الطالبات يلعبنها، فدفعني فضولي إلى الاقتراب لأبدأ تأدية حركات "الشقلبات"، ساعدني على ذلك جسدي الصغير اللين، لأنتقل إلى معاناة من نوع آخر هو كيفية الوصول إلى الملعب؛ لبعد مكان سكني عن التدريب، حيث يتطلب ركوب وسيلتي نقل للوصول.

شاركت مع الفنانة "منيرة الشماس" بعروض عدة، لديها خصوصية في طريقة أداء متميزة بها، تشعر المقابل لها دائماً بالتماهي لما تحمله من ثقافة مسرحية وموهبة فذة، فهي فنانة رفيعة، ورشيقة رشاقة النسمات لكونها بطلة في الجمباز الإيقاعي، حيث أضافت إلينا جميعاً طرائق رياضية مهمة وحركات رشيقة ذات طابع جمالي، حقاً كانت لنا عوناً في تقديم العروض المسرحية بتوجيهاتها

وفي عرض جمبازيّ لفريق روسي التقيت المدرب وبدأت تنفيذ جميع الحركات الأساسية في الجمباز منذ اليوم الأول، بعد خمسة أشهر من التدريب ذهبت للمشاركة في البطولة بمدينة "حمص"، ونلت المركز الثالث بالحركات الأرضية، وفي عام 1983 وبعد سنة من التدريب سافرت بمعسكر تدريبي إلى "رومانيا" خمسة عشر يوماً، والتقيت البطلتين العالميتين "نادية كومانتشي"، و"كاترينا زابو"، بعد عودتي شاركت في بطولات الطلائع ونلت المراكز الثلاثة الأولى».

مع المخرج رفعت الهادي والفنان أكرم غزلان

وتابعت "الشماس" تروي بطولاتها قائلة: «أول بطولة لي في "دمشق"، قال رئيس الاتحاد للجمباز وقتها لمدربي "مجيد حاتم": "من أين لك هذه اللاعبة؟"، وبعد معسكر "رومانيا" كانت التحضيرات للبطولة العربية في المغرب 1985 التي حصل فيها الفريق السوري على المركز الثالث على مستوى الوطن العربي، وانتقلت إلى بطولة فردي الأجهزة على جهاز حصان القفز، وكان عمري التدريبي سنتين، وشاركت في بطولة "موسكو ميوز" في "الاتحاد السوفييتي" سنة 1985، وكان ترتيبي 14 من أصل 24 لاعبة على مستوى العالم، وشاركت كذلك سنة 1987 في نفس البطولة، وكان لي حضور جيد ومعسكر تدريبي في "سيبيريا" لمدة 20 يوماً، كما شاركت في بطولة البوسفور في "تركيا" 1987، وقبلها عام 1986 في "اسطنبول"، وأخرى في "أنقرة"، وبعدها شاركت في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في "اللاذقية" وحصل الفريق السوري على المركز الخامس، ونلت المركز الرابع مكرراً على جهاز عارضة التوازن وتميزت بالحركات الأرضية، وشاركت في البطولة العربية في "دمشق" وحصل الفريق على المركز الأول 1986، وشاركت في البطولة العربية السادسة للناشئين التي جرت في "الإسكندرية" في "مصر"، وحصل الفريق على المركز الثاني سنة 1988، وحصلت على المركز الأول في البطولات الشبيبية سنة 1989 وحصلت على كأس السيد الرئيس في بطولة الجمهورية 1990، وحصلت على شهادة تقدير من النادي العربي في "السويداء" لكوني مثلت القطر دولياً سنة 1993، وتوظفت في الاتحاد الرياضي مدربة جمباز فني من 1993 حتى 1995، كما كلفت بحضور البطولة الدولية للقارات الأربع للجمباز الإيقاعي في "مصر" كمدربة 1995، وكلفت بتأسيس الجمباز الإيقاعي في "السويداء" سنة 1999، وشاركت في أول بطولة بعد عام من التدريب وحصلنا على المركز الثاني، وتفرغت للاتحاد الرياضي مدربة جمباز إيقاعي سنة 1999، ونظراً لإنجازاتنا أرسل لنا مكتب "جايكا" متطوعة يابانية لمدة سنتين مدربة في الجمباز الإيقاعي اسمها "هيروكو نيشي"، تركت بصمة من العطاء لا تنسى، وتابعتُ التدريب حتى الآن، وقدمت الفقرة الرياضية للجمباز الإيقاعي لمدة خمس دورات متتالية بافتتاح دورة القسم لسلة السيدات».

وتابعت "منيرة الشماس" مسيرتها الحياتية بالقول: «اتبعت دورة تحكيم دولية في الجمباز الإيقاعي 2002، كل ذلك لم ينسني الدراسة، إذ تقدمت لامتحان الشهادة الثانوية ونجحت وسجلت في كلية التربية الرياضية في جامعة تشرين في "اللاذقية" 2004، وكان ترتيبي الأول بين الرياضيين المتقدمين للكلية، وكلفت مدربة رياضة ومنشطة فنية في معسكرات للسكري في "درعا" 2004، وفي "طرطوس" 2007، و"الزبداني" 2008، بنفس العام تخرجت في كلية التربية الرياضية، وتم تعديل مهامي الوظيفية في مديرية التربية لأكون مدرسة مادة تربية رياضية في قرية "مفعلة"، ثم تفرغت للاتحاد الرياضي لأكمل مسيرتي في الجمباز الإيقاعي التي لم تنقطع يوماً، ونلت إشارة الحكمة الدولية في الجمباز الإيقاعي سنة 2009، واستطعت نشر هذه اللعبة في كثير من قرى "السويداء"، وأصبحنا نستقبل ما بين 70 و150 طفلاً في الصيف».

الفنانة والرياضية منيرة الشماس

أما عن حياتها المسرحية فأضافت "الشماس" قائلة: «في سنة 1999 انتسبت إلى فرقة "حكاية" للمسرح، بدايةً مدربة لياقة ثم ممثلة في عرض "كاليكولا"، وضمن فعاليات مهرجان الجبل الأول كنت مساعدة مخرج وكذلك في المهرجان الثاني، وشاركت في مهرجانات للشبيبة والطلبة والعمال بعروض مسرحية كممثلة ومساعدة مخرج ومنفذة للصوت، وحصلت على عضوية نقابة الفنانين سنة 2006، وشاركت في أربعة عروض للأطفال، مثل: "الفتى مهران، والأمير والفقير، والإنسان التيس، والوسام 2013"، في مهرجان تكريم الأديب "سلام اليماني" شاركت كراقصة رياضية في ثلاثة عروض للكبار: "كلنا متشابهون، الأبتر، وكاليكولا" ممثلة وراقصة، وعروض في عيد الشبيبة وبمناسبة تكريم الجيش ودورة القسم، وفي يوم الطفل العالمي في نفس العام 2013، وكذلك في "السمكة الذهبية، الملك فانونس" بدور الراوي ومساعدة مخرج ومصممة للملابس».

وعن الإمكانية والطاقة الفنية التي تحملها "منيرة الشماس" بين الكاتب والمخرج المسرحي "رفعت الهادي" قائلاً: «مذ تعرفت الفنانة المسرحية ومساعدة المخرج "منيرة الشماس" رأيت بها الموهبة التي تحمل طاقة كبيرة، فهي صاحبة الجمباز الإيقاعي ومن خلاله دخلت عالم المسرح، لأجد لديها أفكاراً إبداعية تحمل موهبة الإخراج وفنون الحركة والرشاقة، والممثلة المسرحية المتميزة برشاقتها على الخشبة، لديها من الرؤى الإبداعية ما يجعلها تحمل مشاريع كثيرة للمستقبل البعيد، خاصة أنها قادرة على إخضاع الحركة لدلالات النص الدرامي وتعابيره الوصفية».

من أحد العروض الفنية

وعن علاقتها بالعمل المسرحي بين الفنان الشاب "أكرم غزلان" بالقول: «شاركت مع الفنانة "منيرة الشماس" بعروض عدة، لديها خصوصية في طريقة أداء متميزة بها، تشعر المقابل لها دائماً بالتماهي لما تحمله من ثقافة مسرحية وموهبة فذة، فهي فنانة رفيعة، ورشيقة رشاقة النسمات لكونها بطلة في الجمباز الإيقاعي، حيث أضافت إلينا جميعاً طرائق رياضية مهمة وحركات رشيقة ذات طابع جمالي، حقاً كانت لنا عوناً في تقديم العروض المسرحية بتوجيهاتها».