"براءة" ترسم الطبيعة وموهبة ينتظر منها الكثير، عندما التقيناها كان السبيل إلى التعارف بيننا هو ما صنعته يداها اليافعتان من لوحات ومجسمات تعبر عن عقل ناضج وتصور دقيق للواقع.

إنها الشابة اليافعة "لجين أبو كرم" العمر 12 عاما، وهي طالبة في الصف الثاني الإعدادي تنتمي إلى أسرة تحب الرسم، وتقوم بتشجيعها بشكل دائم، حتى كان لهذه الشابة ما يفوق 200 لوحة قدمت في أربع معارض أقيمت على التوالي من عام 2004 حتى هذا العام في المركز الثقافي في مدينة "شهبا".

eSuweda التقى الرسامة الصغيرة يوم الجمعة 13/6/2008 وكان له معها الحوار التالي:

  • بداية حبذا لو تحدثننا كيف بدأت علاقتك بالرسم؟
  • علاقتي بالرسم بدأت منذ الطفولة، حيث كان لي عم يحب الرسم ويقوم بالرسم أمامي وهو مهندس ديكور، وقد أعجب بما كنت أخطه من رسومات على دفاتر الرسم حيث كان يشتري لي أغلبها، فقام بتشجيعي واشترى لي علبة ألوان وعلمني كيف أستخدم الألوان الأساسية، ومنها كانت انطلاقتي وطبعا فيما بعد كان الفضل الأكبر لأهلي.

  • فيما بعد كيف تابعت هذا الاهتمام؟
  • بدأت بعدها باتباع دورات للرسم وكان يشرف على تدريبي الفنان والأستاذ "حميد نوفل" وهو الذي علمني الرسم على الخشب والرسم بالألوان المائية، ثم صار يزودني بنماذج لكي أنحت مثلها، ثم علمني كيف أستفيد من توالف البيئة وقصاصات الورق عبر تحويلها إلى أشكال تزيينية جميلة، وطبعا هو الذي ساعدني مع بعض الزملاء لكي نقيم معرضا في المركز الثقافي بشهبا.

  • كم لوحة قدمت في المعارض التي أقمتها؟
  • قدمت في المعرض الأول 27 لوحة وفي المعرض الثاني 13 لوحة وفي الثالث 16 لوحة والرابع 10 لوحات وهي لوحات منتقاة من عدد كبير من اللوحات التي رسمتها، ولكن إذا لاحظت انخفض عدد اللوحات كلما تقدمت، وذلك بسبب بدء الاعتماد على النوع وترك الكم، فاللوحات التي تأخذ وقتا أطول في العمل تصبح أفضل وأجمل وأدق، وهي تعبر عن كل ما تحتويه الطبيعة، وبعضها يتحدث عن الأفلام الكرتونية التي يتابعها الأطفال، والبعض الآخر يتحدث عن الزخارف والأشياء التجميلية التي توجد في بيوتنا.

  • لاحظنا أن هناك لوحات تجميع بين عدة أمور مثل رسمة عن الطبيعة وقصاصات جرائد.. الخ ماذا عنها؟
  • هذا الرسم يسمونه "كولاج" وهذه اللوحات تحاول أن تجمع بين أشياء كثيرة تدور في حياتنا بلوحة واحدة، فمثلا هناك لوحة تجمع صورة امرأة وآلة الطبلة والكمان وصورة كرسي، بالإضافة إلى إعلان، وهذا دليل على مجموعة أمور نعيشها داخليا.

  • هل لاقت المعارض التي أقمتها نجاحا؟
  • كما يقول أستاذي وزملائي إنها لاقت نجاحا جيدا، وخاصة أن الزوار كانوا كثر وكان الجميع يقدم لي التهنئة على هذه الأعمال ويتمنى لي المزيد من النجاح، والبعض الآخر يتعجب من صغر سني بالنسبة لهذه الرسوم.

    - من يعجبك من الرسامين؟

    أنا أشاهد لوحات كثيرة وجميلة ولكني أجهل أسماء أصحابها، ولكنني أعرف بعض الفنانين الكبار من محافظتي وهم أساتذة بالرسم مثل الأساتذة: "جمال العباس" و"عادل أبو الفضل" و"سامر بلان".

  • بالنسبة لاستخدام التوالف في صنع المجسمات هل يسعدك هذا؟
  • طبعا يسعدني فأنا أحب الطبيعة وأكره كل من يؤذيها، وأحب أن نستثمر كل الأشياء التي يتلفها الإنسان عبر تحويلها إلى أشياء صالحة للاستعمال بدل أن تصبح نفايات مؤذية.

  • ماذا تريدين أن تكوني بالمستقبل؟
  • أحب أن أكون رسامة مشهورة، وذلك بعد أن أدرس في كلية الفنون الجميلة، وأريد أن أقيم معارض في "دمشق" وفي كل أنحاء العالم لكي يتعرف الناس على لوحاتي وعلى فني، وأحب أن يكون الرسم مهنتي.

  • ماذا تقولين لمن هم بسنك ويحبون الرسم؟
  • أقول لهم أن يتابعوا الرسم حتى لو لم يلقوا الاهتمام اللازم فلابد أن يأتي يوم وتبرز فيه مواهبهم.