«الطالب المبدع يجعلك تبتكر وتذهب بعوالم مختلفة كليا وان تكون على قدر المسؤولية، ولذلك كانت مشاركاتي في المهرجانات التي تقيمها منظمة طلائع البعث متنوعة».

هكذا ابتدأ الفنان "حسين الحج" حديثه لموقع eSuweda، ويضيف: لم أدخل عن عبث إلى قسم الفنون، ففي المرحلة الثانوية بدأت موهبة الرسم والخط العربي تظهر لدي، وأعتقد أنها موروثة عن والدي الذي كان يتمتع بموهبة عظيمة في الخط العربي بكل تفاصيله وأبعاده.

دخلت مهنة التدريس واضعاً نصب عيني أنني صاحب مشروع فني قابل للتحقيق، ولست موظفاً، وحين كلفتني مديرية التربية بالعمل في دائرة المسرح المدرسي وكان لعملي في دائرة المسرح دور كبير في التنوع الفني في أعمالي.

بدأت أهتم بالموهوبين من الطلاب ووأسعى إلى صقل مواهبهم في الرسم والنحت والتصوير والإعلان، وتابعت عملي في المنزل بالرسم، وكان هاجسي الفني تخليد المقاومة ونصرتها، فرسمت بطولات الجيش العربي لاعتقادي بأن الفنان يجسد بلوحاته ضمير الأمة بآمالها وآلامها وأحلامها، فشاركت في كافة المعارض التي تقيمها الإدارة السياسية للجيش والقوات المسلحة، وحزت أربع شهادات تقدير من السيد وزير الدفاع على مساهماتي.

أنت تتعلم كل يوم عندما يكون هناك محفزات أمامك- يتابع (الحج)- فقد حصلت في المهرجان القطري السادس عشر في إدلب عام 1992 على المركز الثالث في مجال فن الخزف، وعام 1993 في الرقة على المركز الثاني في مجال الإعلان، وعام 1995 حصلت على المركز الثاني في مجال النحت بمحافظة حمص، وبعدها في عام 1996 في حلب حصلت على درجة امتياز على مستوى القطر في مجال الإعلان.

  • هل اقتصرت مساهماتك غلى الموضوعات الوطنية؟
  • ** لا، شاركت في أكثر المعارض الفنية التي تقيمها المنظمات الشعبية والمراكز الثقافية، وبأعمال متنوعة، ولوحاتي الزيتية انسمت بكثير من الرومانسية، فأنا أحب أن أحوّل الواقعي إلى رومانسي، ومن لوحاتي المشهورة "شلال خمر" و"فيروز" و"تكوين".

    وبقيت فترة من الزمن أعمل على مشروع الخط العربي وهو هاجسي الدائم، وأعتقد أن هذا الهاجس هو وفاء لوالدي الخطاط الذي تعلمت منه الكثير.

    كل فنان يمر بفترات مختلفة في حياته، وأنا مررت بكل التجليات الفنية من خلال الريشة والألوان والخط، وحلمي كان أن يرى معرضي هذا النور وتنجح هذه التجربة.

    وأتمنى أن أصل إلى قلوب الناس وعقولهم بأسهل الطرق، وان يبقى الفنان هو مصدر الوحي والإلهام وان يكون مقروءا بشكل واضح.

  • ما أهم أمنياتك بعد هذا المعرض؟
  • أمنيتي الأخيرة الاهتمام ثم الاهتمام بمادة الرسم والفن في المدارس، لأنها لا تقل أهمية عن أي مادة أخرى، وألا يظنها الناس هامشية لأن اللوحة هي ذاكرة البشرية وما المبالغ الكبيرة التي تباع بها اللوحات في العالم إلا دليل حي على ذلك.

    يُذكر أن الأستاذ حسين متزوج وله خمسة أبناء ولديه شاب ورث موهبة أبيه وهو مشروع فنان مهم كما يتوقع له والده.

    والفنان الحج يحتل مكانة كبيرة بين طلابه وزملائه في محافظة السويداء، فهذا الفنان المتعدد المواهب لا يكل ولا يمل، وكأنه يسابق الزمن وسوف يموت غداً- على حد تعبيره- فلذلك لا يجد وقتاً كافياً ويتمنى أن يكون يومه ثمانياًً وأربعين ساعة.

    ولد الأستاذ "حسين نايف الحج" في مدينة شهبا عام 1953 وتعلم في مدارسها إلى المرحلة الثانوية ودخل معهد إعداد المدرسين في مدينة دمشق قسم الفنون وتخرج فيها عام 1967.