من بين أحجار البازلت ونسائم الهواء العليل سطع نجم الأستاذ "حسن عز الدين" الذي حمل في فؤاده رائحة الأهل والأجداد وعبير غبار البطولة والشهامة، فهو سليل عائلة كتبت بدماء أبطالها ملاحم الفداء، فتعلق بالأرض وعطائها، ومن حبه لها ولدت علاقة أراد أن يصوروها دائماً في مخيلته وأفكاره.

وأكد الفنان التشكيلي "عامر الخطيب" أن التصوير لدى "حسن عز الدين" أحجية ذاتية للتمرد على ذاته، وفي لحظة صفاء ووقفة عنفوانية قرر أن يعشقن وكانت معشوقته هي الكاميرا، فأحبها وأحبته ومن أجلها درس التصوير وتخرج في المعهد العالي للسينما في "القاهرة" (أكاديمية الفنون) عام 1963 حاصلاً على دبلوم عال في التصوير السينمائي بدرجة امتياز وكان الأول على الدفعة.

عاد إلى بلده للعمل في دائرة التصوير السينمائي التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد القومي آنذاك، ليكون أحد المؤسسين في إحداث المؤسسة العامة للسينما عام 1963 والذي ساهم في تكوين المؤسسة، وإعداد كوادرها الفنية وتجهيزها بالمعدات اللازمة إلى أن وصلت إلى المستوى الذي جعلها إحدى المؤسسات الثقافية الهامة.

الفنان عامر الخطيب

ومنذ ذلك الحين وحتى الآن ساهم "حسن عز الدين" في تحقيق الكثير من الأفلام الروائية الطويلة والتسجيلية بالقطاعين العام والخاص.

وتحدث السيد عز الدين لموقع eSuweda: حصلت على براءة تقدير من نقابة الفنانين في عيدها الرابع 1997، كرائد من رواد الفن السينمائي.. وعلى شهادة تقدير من لجنة إصلاح وتطوير الجامع الأموي الكبير، لجهودي المتميزة في إخراج الفيلم الوثائقي الطويل (من عهد "الوليد" إلى عهد "حافظ الأسد") ولعملي الدؤوب وتفانيّ في توثيق جميع مراحل العمل في الصرح الحضاري والتاريخي الهام.

مع المراسل

وبعد هذا المشوار الحافل والمخزون الكبير من أرشيف ذاكرة الوطن، كرمت في مهرجان دمشق السينمائي الخامس عشر.

وبعد: فإن حسن عز الدين الآن يجلس على كرسيه يقرأ الكتب ويساهم في رفد الحركة الثقافية العربية بالعديد من مقالاته التوثيقية عن المناطق والمدن السورية التي تعبق بالتاريخ والحضارة، وما أكثر ما ملئت مدننا بتلك المعلومات الغنية للباحثين والموثقين المهتمين أمثاله، وهو يعمل على إصدار مؤلفات له بهذا الخصوص، ولنا مع الأستاذ حسن عز الدين القدوة الحسنة في إعطاء أصحاب التاريخ الناصع والعمل الدؤوب الكثير من الاحترام والتقدير.

مع الكاميرا

لمحة توثيقية

من الأفلام الوثائقية التي حققها إخراجاً وتصويراً وكتابة سيناريو:

من دمشق إلى الدار البيضاء 1977، جبل العرب 1980، شواهد ونصب 1978، معلولة 1981، البلغار في بصرى 1982، متحف الباسل في دمر 1996، المرأة بين الماضي والحاضر 1996، الجامع الأموي الكبير 1992-1997، مهرجان دمشق السينمائي العاشر 1997، مهرجان دمشق السينمائي الحادي عشر 1999، الصرح الكبير 2005.

وشغل مدير تصوير الأفلام الوثائقية التالية:

بيوت دمشقية، بصرى، قلعة سمعان، دمشق ترحب بكم، لون وحياة، معرض دمشق الدولي، سورية 66، الحياة والماء، طريق أخضر إلى البحر، الذهب الأبيض البترول في سورية، على ضفاف العاصي، بردى، المرأة في سورية، إيقاع دمشقي، اليد، مقابلات، سورية النظرة الثانية، حوار، اللعبة الأبدية، زهرة الجولان، أبواب دمشق، طلائع البعث، أبو صبحي التيناوي، عرس الطلائع، القلاع في سورية، الرقص الشعبي، العجمي، الأشعري، السن، اليرموك، الغاب، الفرات، كلمات بالألوان، دمشق يا دمشق، المعلمة، بين الوثيقة والراوي، سورية الحضارة، ثورة 8 آذار، الصرح الكبير، أهلنا في الجولان.

أنجز أكثر من عشرين عدداً من الجريدة الإخبارية المصورة التي كانت تنتجها وتصدرها المؤسسة العامة للسينما في الستينيات حتى أوائل السبعينيات حيث يتم توثيق جميع الأحداث السياسية والثقافية والاقتصادية... ويجري تبادلها مع الدول الشقيقة والصديقة آنذاك..

كتب السيناريو وأنجز عدداً من الأفلام الإعلامية للقطاعين العام والخاص، وكان المسؤول عن قسم الإعلام في المؤسسة التابعة للقطاع العام.

مدير تصوير لأفلام روائية في القطاع العام:

رجال تحت الشمس، الفهد، العار( خيرو العوج)، قتل عن طريق التسلسل، زهرة من المدينة، وجه آخر للحب، المصيدة، الغامرة (رأس المملوك جابر).

مدير تصوير لأفلام روائية في القطاع الخاص:

الثعلب، المزيفون، النصابون الخمسة، الكومبارس (مخرج مساعد) زواج بالإكراه، غوار جيمس بوند، بنت شرقية، طحين الأسود (تعاون مع زميل آخر).

تقلد العديد من المهام والمناصب الإدارية منها:

  • مدير شؤون الإنتاج السينمائي.

  • مدير شؤون الخدمات الفنية.

  • عضو ومستشار فني في مجلس إدارة المؤسسة.

  • رئيس قسم الإعلان في المؤسسة.

  • رئيس لجنة الفنانين ثم عضو لعدة سنوات.

  • عضو لجنة تحكيم عن نقابة الفنانين في مهرجان دمشق السينمائي الثاني.

  • عضو في لجنة اختيار الأفلام والبرمجة في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الثاني عشر.

  • عضو في مجلس شؤون الإنتاج .

  • عضو لجنة قبول ونقل المهن المضافة.

  • وقام كذلك بعدة نشاطات تثقيفية سينمائية كمعد وناقد سينمائي في مجلة إلى الأمام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لعدة سنوات، وحاضَرَ في النادي السينمائي في دمشق، والنادي السينمائي بالسويداء، وأشرف على إعداد الكوادر الفنية بالمؤسسة، ولاسيما في السنوات الأولى لإحداثها.