"شمّيت انا اليوم ريحة البن والهيل

ينثر عبيرا مثل زهر نيسان

اليا شمها من بعيد ساري مع الليل

الغش دليلو من هلا الكيف هيمان

ما حلا صنعها بضو القمر وسهيل

معزوزة من الجوف لبلاد حوران".

هي كلمات الشاعر الشعبي وعازف الربابة الشيخ أبو ناصر هايل غبرة المولود في عام 1923 والذي ما زال يتمتع بالصحة الجيدة وما زال يمارس عمله الذي يحب في الزراعة والاهتمام بالأرض فهو فلاح ابن فلاح.

يقول العم أبو ناصر وهو كبير العائلة في قرية ذيبين المحاذية للحدود الأردنية: كان حياة الوالد يمتلك فطرة شعرية وقدرة كبيرة على رواية الأحداث حيث كان يأتي إلى البلدة الكثير من أهالي الخليج العربي للتزود بالمؤن ما يؤدي الى التواصل معهم واخذ الكثير من الروايات التي استطاع الوالد بذكائه اقتباسها وروايتها للناس في جلسات السهرة التي كانت تتم في مضافته التي بناها عام 1912 وكلفت أيامها 94 ليرة ذهبية.

هذه الحكايات والقصص والأشعار الكثيرة التي كانت تتم على مسامعي وانا طفل صغير وبعدها في ايام الشباب يبدو انها تخمرت في رأسي وضميري ومن خلالها بدأت بقول الشعر والتعلق بالربابة التي تربطني بها علاقة أخالها أزلية فهي صديقة العمر ورفيقة الليالي الطوال بحلوها ومرها.

ومن قصيدته مناجاة الربابة يقول الشاعر ابو ناصر:

كنت قاعد واني بغفلة مرتكي

هاجت عواطف دمع عيني والبكي

قمت فكر بالربابة وحالها

بعد موتي لمين بدها تشتكي

وعن الشعر الشعبي وشعراء اليوم قال:

الشعر الشعبي هو تاريخ الشعوب باللغة المحكية بتقاليدهم وعاداتهم وأفراحهم وأتراحهم وهو برأيي داء ودواء ووطن، أما الشاعر فهو من يتكلم عن معاناة المجتمع ويصور الواقع على حقيقته، فالشعر صورة يرسمها الشاعر بريشته.

للعم ابو ناصر ثمانية أولاد أربعة ذكور ومثلهم إناث وهم متعلمون وهو والد الزميل الصحفي بسام غبرا الذي له مكانة كبيرة في قلوب الناس.

وعن أحلامه حيث لم يعد هناك الكثير من الوقت للأحلام- على حد تعبيره- يبقى بعض الأمنيات أن يكون الوطن بخير والأولاد يهنؤون في حياتهم وهم لديهم الزمن لكي يحققوا الأحلام التي لم نستطع تحقيقها نحن.