تختزل أم علي سنوات عمرها الطويلة للحظة فرح تعيشها بين أولادها وأحفادها الذين يكبرون يوماً بعد يوم أمام ناظريها.

وهي تقول لـ eSuweda: إن السعادة الحقيقية في ان يكون أبناؤك سعداء مع زوجاتهم والباقي يهون مهما كان.

والعيد الحقيقي للامهات جميعا هو ان يكون افراد العائلة اصحاء جميعا ولا شيء يمس حياتهم لأنها جربت مرارة فقدان الاحبة عندما ودعت ابنها الذي يبلغ من العمر سبعاً وعشرين عاماً إثر نوبة قلبية حادة بعد ان كان يخطط للزواج.

اما عن الابناء فقالت: لدي ستة ابناء وثلاث بنات وكلهم متعلمون تعليما جيدا وأغلبهم موظف في الدولة، واحاول أنا ووالدهم ان يكونوا بجوارنا فما زلنا نعتقد حتى الآن انهم صغار على الرغم من زواج اغلبهم فالكبير لديه ابن في العشرين من العمر والاثنان الصغيران على وشك الزواج.

وعن زوجات ابنائها قالت: ان كل واحد من الابناء اختار زوجته بنفسه ونحن باركنا الاختيار واعتبرهن ممثل بناتي واكثر ولا اتعاطى مع أي واحدة منهن بشؤونها او شؤون بيتها لأنني سوف اغادر هذه الدنيا ككل الناس فيجب ان اترك ورائي من يحبني ويفتقد غيابي بالخير.

والزمن الذي عشناه سابقا بين الحماة والكنة ذهب الى غير رجعة.

وعن طفولتها قالت انها من مواليد 1950 من اسرة امتهن رب البيت العمل في الشركة الخماسية في دمشق وهي تتذكر طفولتها جيدا في مدينة دمشق وتحديدا في جوبر وبعد عودتها مع الاهل الى السويداء في قرية الجنينة تعرفت الى زوجها وبعد سبعة عشر يوما تزوجت به وها هي اليوم تنعم بالهدوء والسكينة وسط العائلة التي تكبر كل عام.

وعن احلى هدية مادية تلقتها في عيد الام قالت: انها مغرمة بالتحف الفنية وخاصة القديمة وهي لديها مجموعة صحون عمرها يقارب مئة عام ورثتها عن والدتها التي ورثتها عن امها.

ولذلك يحرص الاولاد على اهدائي اشياء تتعلق بهذا الامر.

وعن امنياتها قالت: كنت أتمنى ان اتعلم القراءة والكتابة وقد دخلت في صفوف محو الامية التي جرت في القرية وتخرجت فيها كغيري من النساء الاميات، وحاليا قريتنا خالية تماما من الامية وهذا الامر يشعرني بالسعادة الفاخرة بعد ان صرت اقرأ واكتب.

وفي النهاية تمنت السيدة ام علي ان يعم الهدوء والسعادة كل بيت في سورية، وعيد الام لكل سورية والسوريين وليس مقتصرا فقط على الامهات لأنه عيد اللحمة العائلية بين افراد الاسرة الواحدة.