ما إن تتجه إلى شارع الاستقلال في محافظة السويداء حتى يلفت انتباهك محلان يبعد أحدهما قليلاً من الأمتار عن الآخر، ويحملان نفس التسمية ونفس العبارات التي تخاطب الزبون موجهة له إغراءات الشراء...
(اشترِ كنزة واحصل على الثانية مجانا أو اشترِ بنطالونين بسعر الواحد) وما إن تسأل عن صاحب هذين المحلين وصاحب هذه الفكرة حتى تلتقي بهذا الشاب، باسم أبو عسلي العمر 34 عاما متزوج ولديه طفلتان جميلتان يحمل إجازة في الحقوق من جامعة دمشق ولكنه يعمل في مجال تجارة الألبسة الجاهزة بالجملة والمفرق، eSuweda التقى السيد أبو عسلي وكان له معه الحوار التالي:
بداية كيف بدأت فكرة العمل بالتجارة لديك؟
عملي بالتجارة بدأ بعد تجربة خضتها بالغربة، فأنا قد سافرت إلى بنما في عام 2000 وبقيت فيها حتى عام 2004 وكان سبب سفري هو لتحسين وضعي المعيشي أولا وعندما وطئت أرض تلك البلاد وبدأت البحث عن عمل وجدت أن مهنة التجارة هي أفضل مهنة فهي مربحة وتحقق دخلا شريفا ورأسمال جيد لأعود به إلى بلدي وأبدأ مشروعا جيدا وفعلا بدأت عملي بالتجارة في مجال الالكترونيات والساعات بكافة أنواعها.
نعم لقد حققت نتائج جيدة وأعتبر نفسي قد نجحت حيث إنني جمعت مبلغا معقولا من المال عدت به إلى وطني ومحافظتي وقد استثمرته بالمحلين اللذين تراهما الآن وأنا أقوم على إدارتهما.
يؤمنان 8 فرص عمل فلدي هنا 8 أشخاص يقومون على تسيير أمور المحلين ما بين التعامل مع الزبائن والبيع ونقل البضاعة وهذا بالنسبة لي أمر جميل وجيد.
أن تعمل بالتجارة لا يعني أن تكون دون شهادة علمية بل على العكس فالشهادة تزيد من معرفتك وتحصنك في مواجهةالحياة ولكن بالنسبة لي العمل في التجارة مربح أكثر وقانونيا لا يمكن الجمع بين مهنة المحاماة والتجارة وأفكر بعد فترة من الزمن إذا تركت التجارة أن أعمل بمهنة المحاماة.
نحن نقوم بهذا من باب الترويج والدعاية للمحلين وبنفس الوقت نقدم خدمة للناس ونحقق المنافسة أيضا مع بقية المحلات فأنت عندما تتقن العمل بالتجارة تدرك أن المبيع بأسعار معقولة وأرباح قليلة وبشكل كبير أفضل من المرابح الكبيرة دون حركة بيع.
اقتصاد السوق الاجتماعي جيد وخاصة فيما يخص مفهوم المنافسة فهذا يؤدي إلى حركة أفضل في السوق ولكن نحن هنا نلاحظ ارتفاعاً دائماً بالأسعار وهذا لا يناسب دخل المواطن وبالتالي هذا يخفف من حركة المبيع والشراء وينعكس علينا سلبا.
الفوترة عمليا هي لمصلحة التاجر ولكن قد تؤدي إلى أن يقوم المواطن بدفع أكثر من ضريبة على السلعة الواحدة مثل ضريبة استهلاك وضريبة تعرفة جمركية وضريبة بيع بالجملة وضريبة بيع بالمفرق وهذا ليس لمصلحة المواطن واذا اردنا العمل بالفوترة يجب أن تكون الضريبة واحدة فقط وهي الضريبة الاستهلاكية.
التجارة كما يقال فن وذوق وأخلاق والرقيب الوحيد فيها هو الضمير فأنصح كل من يريد العمل بهذه المهنة أن يخلص لها ويعمل بها بأخلاق وبدراسة مسبقة لوضع السوق فهي مهنة جيدة وتحقق ربحا جيدا ومشروعا.
- هل لك كلمة اخيرة؟
شكرا لكم في هذا الموقع الذي يهتم بكل ما هو جيد وإيجابي وناجح وخاصة في تجربة الناس الذين صنعوا حياتهم بعرق جبينهم دون اتكالية وتواكل وتذمر.