الشاعر فادي شنان تولد قرية قراصة في محافظة السويداء عام 1973، خريج المعهد المتوسط للغة الانكليزية ويحمل شهادة جامعية في نفس الاختصاص.
يعمل مدرسا لمادة اللغة الانكليزية ويكتب القصة القصيرة والمقالة بالإضافة لقوله الشعر، متزوج ولديه طفلان، حصد عدة جوائز نذكر منها قصيدة غريب التي نالت الجائزة الثالثة في مسابقة نقابة المعلمين وقصيدة طروادة التي حصدت تنويه جائزة المزرعة، eSuweda التقى الأستاذ فادي وكان له معه الحوار التالي:
بداية كيف بدأت علاقتك بالشعر؟
كانت البداية مع الشعر في سن العاشرة تقريبا وكانت تلك محاولات لا تعرف إلا الحالة الشاعرية التي قد يمتلكها طفل وكنت أقرأ كثيرا فأشعر بالنشوة والتدفق وأمنت بعدها أن الحالة الشاعرية هي وحي خارج عن الارادة تأتي وتذهب حين تشاء كأنها كائن حي مطلق الحرية وعليك أن تحتفظ بما تركت لك من كلمات.
البداية الفعلية كانت بعد أن اطلعت على بحور الشعر وعروضها واوزانها وتفعليلاتها فبدأت أنظم القصائد الموزونة وكانت أول قصيدة لي بعنوان (الحب على مزاج الطبيعة) ثم بعدها بفترة قصيرة نشر لي حيدر علي في ملحق الثورة الثقافي قصيدة "غريب" وهي التي حصدت المرتبة الثالثة في مسابقة نقابة المعلمين.
قدمت العديد من الأمسيات الشعرية في المراكز الثقافية وفي اتحاد الكتاب ونشرت عددا من القصائد في الدوريات الأدبية وكانت أول أمسية لي في المركز الثقافي في السويداء عام 1998 وقد احتاج الأمر مني شجاعة كي أكشف عن خفايا روح لطالما خشيت أن يمسها أحد بسوء وكانت الأمسية ناجحة بصدق حالاتها وعفويتها.
طبعا كل قصيدة لها حالتها الخاصة لأن كل قصيدة هي محاولة لإثبات الذات اولا وما هو حقيقي ثانيا وأختار لك مثلا من قصيدة أغنية لقمر الصحراء بعض الأبيات التي تقول:
تعالي كوهم تحدي اليقين
كحلم همى فوق عين.!
تعالي كما شئت لا تستميحي الحياة..
ولا تنظري للوراء ولا تسألي أينك الآن أين؟
فالأرض تهوى الخطا الماضية..
- ماذا عن قصيدة طروادة؟
طروادة هي حالة انكسار والامل المنبثق من هذا الانكسار وهي أيضا حالة البحث عن الحقيقة، حقيقة ما، أمام هذا المطلق وأذكر منها:
ثلاثون الف انكسار على عتبات قصورك
خمسون الف حصار وخيبة!
ألملم أخبار من شيدوا صروح قدك
من صاغني من جنون ورغبة
وأدرك بعد انهدام القرون وبعد اندمال الفلوق القديمة
أنك ما كنت الا احتراقي
طروادة الحلم ما سلمت سورها للغزاة!
- هل الشعر حالة ابداع؟
حالة الابداع برأيي هي حالة لا وعي وحالة فصل الحواس بين الحياة وما بعد الحياة وحالة تصعد الباطن الخصب الى ساحة الضوء والنقد والباطن هو الاصل والحقيقي اذ يظهر في كل التفاصيل التي تخفيها المبادئ الكبرى، فصموئيل بيكيت يقول: (أتذكر أمورا حدثت لي وأنا في رحم أمي).
إن مفهوم السوداوية والتشاؤم فيما اكتب ليس الا قشرة خارجية لأمل دفين في رحلة البحث عن جوهر الوجود الإنساني فحين تنبش كل هذا الركام كي تبحث عن الأمل لا يظهر الا الأسود وهو خصب بحد ذاته كتجربة للإنسان على هذه الأرض.
الحداثة هي مفهوم المحاولة والتجريب وامتطاء الدرب التي لم تطأ بعد فالقاعدة الآن هي الخروج عن القاعدة مثلا شكسبير لم يلتزم بل خرج عما التزم به كتاب عصر فكان حداثيا لا نظير له، وكل ما هو فطري وعفوي ومرهف يفرض وجوده في الادب، وكل نص أدبي يستطيع ان يوفق بين الثقافة المتخصصة والثقافة المألوفة يستطيع أن يرضي الذوق.
أستاذ فادي هل لك كلمة أخيرة؟
أتمنى أن يغير النقاد انتباههم للشعر ولحالة المزاوجة بين روح العصر الجديدة وجيل الشعر الجديد ومفاهيم النقد السائدة وشكرا لكم.