أرجو للأغنية العربية أن تتعافى مما هي عليه الآن من هبوط في الكلمات واللحن والصوت وأرجو من مقدمي هذه الأغاني أن يعيدوا حساباتهم بالإضافة إلى توجيه الشكر لأي فنان يقدم أغنية جيدة تعيدنا إلى عصر أصالة الأغنية...

هذا ما ختم به الأستاذ داوود رضوان حديثه المطول مع eSyria موضحاً رأيه في الأغنية الحديثة، وفناننا من مواليد محافظة السويداء عام 1950 يشغل منصب نقيب الفنانين السوريين في المنطقة الجنوبية له الكثير من الأعمال الفنية التي لاقت شهرة عربية قدم من خلالها تراث محافظة السويداء بصوت جبلي جهوري وحنون.

التقيناه في هذا الحوار الشائق:

  • بداية حبذا لو تحدثنا عن بدايات داوود رضوان والانطلاقة الأولى؟
  • طبعا أنا بدأت الغناء مبكرا كهواية فكنت منذ طفولتي أردد الأغاني التراثية التي تتغنى ببطولات جبل العرب وعاداته ولكني بدأت الغناء كمهنة منطلقا من نادي الفنون الجميلة بالسويداء ومنه تابعت طريقي نحو إذاعة دمشق بتوجيه من عازف الكمان الشهير ياسين العاشق.
  • ما الأغنية الأولى التي قدمتها عبر الأذاعة؟
  • قدمت بداية أغنية من ألحان الملحن المرحوم نمر الكركري بعنوان "قال عنترة" وهي من شعر عنترة بن شداد التي يقول مطلعها:
  • إذا كشف الزمان لك القناعا ومد إليك صرف الدهر باعا

    ومع أن الاغنية مخدومة موسيقيا لكنها لم تلق النجاح الإعلامي المطلوب.

  • قلت إن الاغنية لم تلق النجاح فما الأغنية التي عرفت من خلالها؟
  • بعد هذه الأغنية بدأت بالتفتيش عن الأغاني التراثية بالمنطقة الجنوبية وهذا بتوجيه من الأستاذ ياسين العاشق والملحن الكبير عبد الفتاح سكر والتقينا بأول عمل تراثي وهو أغنية بعنوان (ثلاث غزلان بعيني) وهذه الأغنية لاقت رواجا ونجاحا واسعا ووضعتني بأول الطريق حيث طلب مني بعدها جمع الأغاني التراثية قدر الإمكان وتسجيلها على أن تكون في إطار لحنيٍّ جديد مع الاحتفاظ بعدم تضييع اللحن الأساسي لهذه الأغاني.
  • هل تابعت تقديم الأغاني التراثية؟
  • نعم تابعت وقدمت الكثير من الأغاني التراثية والشعبية ضمن برنامج أغانينا الشعبية التي قام بتحضيرها الأستاذ المرحوم الكاتب عيسى أيوب مع الأستاذين عبد الفتاح سكر وسمير حلمي.
  • يقال إنك مقل في العطاء الفني فهل هذا صحيح ولأي مدى؟
  • ربما هذا صحيح نوعا ما ولكن طبعا لهذا أسباب، فبعد الفترة الذهبية التي كان الفن العربي يعيشها بدأ يظهر في عالم التلفزة العربية الأقنية الخاصة التي تذيع الأغاني السيئة أكثر من الجيدة وهذه حقيقة يلمسها كل من يتذوق الفن الأصيل وهنا وقفنا أنا ومجموعة من المطربين الذين يحترمون الفن الأصيل ويفضلون التوقف عن الغناء على تقديم هذا الابتذال.
  • هل يفهم من هذا أنك تهاجم الأغنية الحديثة؟
  • بالطبع ليس الكل فهناك أغاني حديثة ممتازة وأنا أحترم مطربيها وملحنيها مثل أغاني جورج وسوف وأغاني أصالة نصري ونشكرهم على هذا العطاء في زمن هبوط الأغنية ولكن أنا أرى أن عارضي الأزياء في القنوات الغنائية أصبحوا أكثر من المطربين وهم يقدمون أنفسهم على أنهم مطربون.
  • ما الحل للعودة بالأغنية إلى مسارها الأصيل؟
  • الحل هو بالعودة إلى الجذور فمثلا المطرب الكبير صباح فخري غنى من التراث من بداياته إلى اليوم وهذا لاقى نجاحاً على مستوى العالم وإن دل هذا فإنما يدل على أن الإعلام عندما يقدم مادة جيدة ينجح هو مع من يقدمها.
  • من المعروف أستاذ داوود أن علاقتك ممتازة بالمطرب الراحل فهد بلان فكيف كانت طبيعة هذه العلاقة؟
  • طبعا فهد بلان أخ وصديق أولا وفنان كبير بشهادة القاصي والداني ثانيا، وهو شخصية لن تتكرر على ساحة الفن العربي وقدم للأغنية العربية الكثير وكان يغني على جميع المقامات بمساحة صوت واسعة ويقال إننا نتشابه بالصوت الجبلي الذي نغني به ومازلت أذكر للأستاذ فهد أغنية "ياحلاوة ياحنان" و"أبو الطقية" من ألحان السيد مكاوي الذي قال لي يوماً إنه يستعرض ألحانه بصوت فهد بلان.
  • أستاذ داوود هل أصبح الفن بالنسبة لك وظيفة أكثر مما هو مهنة؟
  • بالطبع لا لأنني أعتبر أن الفن لم يكن في يوم من الأيام وظيفة بل هو مهنة وعندما أشعر بأنني أصبحت موظفاً سأعتزل الفن.
  • هل هناك أعمال فنية جديدة تقوم بالتحضير لها؟
  • حاليا يوجد تعاون بيني وبين الفنان والأديب سعدو الذيب والفنان والملحن سهيل عرفة وهذا العمل سيأخذ وقتا طبعا ونتمنى أن يحصد ما سيقدم من خلال هذا العمل النجاح.