كان الفنان الشاب مهند نصر ابن السبعة عشر ربيعا على ثقة مطلقة بأنه سوف يحصل على المركز الاول في مسابقة الراحل الكبير صلحي الوادي لآلة العود التي أقامها المعهد العالي للموسيقا.

ومهند المولود في السويداء في 9 شباط عام 1991 كان عازفا على الاوكورديون في الصف الرابع الابتدائي ولم يكن يعلم شيئا عن آلة العود.

وفي يوم من الايام تعرف على المدرس كمال الظاهر من مدرسة الانشطة الطلائعية الذي اقترح عليه ان يتعلم ويمارس العزف على آلة الكمان حيث التزم بتعلم الدروس عليها فترة سنتين متواصلتين.

وكانت المصادفات ان تهدي والدته السيدة نيللي الجمال رئيسة الاتحاد النسائي في السويداء عودا الى زوجها المولع بهذه الآلة فيتلقفه مهند كلما سنحت له الفرصة. وبعد فترة اكتشف الاهل المحبون للموسيقا ان ابنهم الصغير عازف متميز على آلة العود فأخبروا استاذه بذلك حيث التزم التدريب الجدي على يد الأستاذ خالد الجرماني وبدأ المشاركات مع فرق الشبيبة بشكل فردي على آلة العود لكونه يعزف مع الفرقة على آلة الاكورديون.

وقد حصل على المركز الثاني في مهرجان الفنون المركزي الذي جرى في حماة، قبل شهر واحد من المسابقة التي حصل فيها على المركز الاول في المعهد العالي للموسيقا، وكان أخبر أهله بأنه سوف ينال المركز الاول، حيث يقول مهند إنه اكتسب خبرة كبيرة في التعامل مع العود وانه في هذا السن يكون المتقدمون صغاراً، فتحضّر جيدا وتمرّن طوال فترة شهر كامل حيث قدم سماعيا قطعة للفنان العالمي شربل روحانا.

وقدم العصفور الطائر لمحمد منير ولحن الخلود لفريد الاطرش بناء على طلب اللجنة المكونة من الفنان جون قره جولي رئيس المعهد والفنان شفيع بدر الدين والفنانة إلهام ابو السعود.

يقول مهند: مسألة مواجهة الجمهور بالنسبة لي اصبحت عادية بعد ان صعدت الى المسرح حوالي التسعين مرة بمواجهة الناس واكتسبت خبرة كبيرة رغم صغر سني من خلال الطلائع والشبيبة.

وهو يطمح الآن بالحصول على الثانوية العامة للدخول الى المعهد العالي للموسيقا ويحترف هذا العالم المملوء بالألغاز والمفاجآت. واحلامه ان يكمل تعليمه العالي في احدى الدول الاوروبية حتى يعود الى بلده بكامل العدة المطلوبة لكي يكون فنانا متكاملا.

والذي يجلس مع مهند يكتشف ان الاسرة الصغيرة المكونة من أب وأم فاعلين في المجتمع هما اللذين زرعا حب العلم والموسيقا ونمّيا مواهب هذا الفنان الصغير بقامته الكبيرة وبتواضعه وحبه للناس والفن.