ان تكون مسؤولا طوال 14 عاما فهذا يعد في حد ذاته شهادة صريحة على نظافة الكف والكفاءة العالية، وان تكون بين الناس والتجار والمسؤولين ذا سمعة ممتازة وذا نزاهة عالية فهذا اكبر برهان ان الرجل المناسب في المكان المناسب.

وهذا ما ينطبق على السيد وجيه مرشد مدير التجارة الداخلية في محافظة السويداء الذي ولد في قرية حران في منطقة اللجاة ذات الارض البركانية عام 1948 في اسرة فقيرة تعتمد على الزراعة وعلى عرق الجبين.

يقول الاستاذ وجيه اورثنا ابي المبادئ والاخلاق وحب الناس وحب الارض.

تعلم في حران وفي مدارس السويداء ودخل كلية الآداب عام 1970 وفي هذه الاثناء استلم الفرقة الحزبية في خمس قرى طوال سبع سنوات وكان يعد أصغر امين فرقة في القطر فهو مؤمن ايمانا عميقا بالوطن وقيادة الوطن وبالارض التي اذا اعطيتها اعطتك.

تخرج في جامعة دمشق عام 1977 ودخل السلك الوظيفي عام 1980 بمسابقة تابعة لرئاسة مجلس الوزراء، وعين في وزارة التموين.

تزوج عام 1974 وأنجب ست بنات وصبي واحد.

زوجته انعام عزي تعمل مديرة مدرسة حران الابتدائية وتعاون الاثنان على بناء اسرة متعلمة ومنتجة فابنته الكبرى مدرسة علوم وهي التي اهدته اول حفيد في الاسرة، والثانية حاصلة على ليسانس تجارة وموظفة في هيئة تخطيط الدولة وهي الآن تدرس على حساب الدولة في جامعة برلين بألمانيا ومتخصصة في الاقتصاد الدولي.

والثالثة خريجة ادب انكليزي وسنة ثالثة في جامعة عريقة قسم التاريخ وهي الاولى على كليتها حتى الآن.

والرابعة خريجة ادب انكليزي وتنتظر نتيجة مسابقة التعليم والخامسة خريجة معهد صف خاص ومازالت تتعلم للحصول على معلم صف. والسادسة في الصف التاسع، واخيرا ولي العهد يحضر للثانوية العامة بكل دأب حتى لا يكون اقل من أخواته.

يقول الاستاذ وجيه: نحن اسرة كادحة امتهنت الزراعة وتربية الماشية حتى نعيل اسرتنا الكبيرة فترانا ايام الحصاد نذهب الى الارض في الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ونعود في السادسة حيث نطعم الماشية ونحلبها وفي السابعة نذهب الى اعمالنا. ونحن كأي اسرة في هذا البلد الصامد نكدح ونعمل حتى نحافظ على كرامتنا ولا نفكر في مد اليد الى الحرام.

وعن الادراة اعتبر الاستاذ وجيه انها مسؤولية كبيرة وليست منصباً.

فهو موظف في مديرية التجارة الداخلية قبل ان يصبح مديرا ويعرف كل تفاصيل المديرية وموظفيها: ولهذا تجدني اتعامل معهم كأخ كبير ومرشد وليس كمدير، فأنا واضح في علاقاتي مع الآخرين بلا مواربة او مجاملة وامارس عملي بكل شفافية وانا اسعى لتطبيق القوانين والانظمة بالشكل الذي يليق بالموظفين والمستهلكين على حد سواء، فالادرة عمل دؤوب وصادق وهمّ بنفس الوقت، فالاستمرار في العمل حتى وقت متأخر من النهار واحيانا العمل في الليل والمشاكل التي تصادفك في العمل لا حصر لها ولكن اعتقد ان المعالجة الدقيقة والمتوازنة وخدمة الناس هي التي تخفف من الضغوط.

ويقول: ان عملنا هو مراقبة كل ما يمس الناس من سلع وهذا الامر عبء كبير على الموظفين واحيانا نكون مستهدفين في سلوكنا وبشكل عام ابناء محافظة السويداء سلوكهم وتربيتهم لا تسمح لهم بأن يمدوا يدهم أو يرتشوا وهم كغيرهم من ابناء الوطن الصامد من طبقة كادحة وهم يهتمون بالسمعة الحسنة وبكرامتهم.

وانا كمدير بامكانك ان تسأل من تشاء من اهل السويداء سواء أكانوا مواطنين ام تجاراً عن سلوكي وسلوك عائلتي. فانا اذهب الى دمشق لكي اشتري ما احتاجه حتى لا احرج أحداً أو أحد يحرجني لكوني مديرا للتموين.

يعتز السيد وجيه مرشد بوفائه لأصدقائه وبعائلته التي يفتخر بها ويعتبرها الكنز الذي اكتسبه بمساعدة زوجته ابنة المدينة التي تلاءمت مع واقعه الريفي والزراعي بلا شكوى وامتعاض.

وهو يعتز بانتمائه الى بلده الذي سيبقى صامدا في وجه الطغاة مهما تجبروا.

فنحن خير امة في هذه الارض ولا يمكن ان ننحني إلا لله...