رغم صعوبة استخدام اللغة العربية بعد عودتها من "فنزويلا"، إلا أنها تفوّقت وحققت حلمها بدراسة الهندسة المدنية في جامعة "دمشق"، لتصبح بعد ذلك أستاذة في إحدى الجامعات الأمريكية الأكثر تميزاً من خلال مشاركتها بمعارض علمية.

أستاذة الهندسة الإنشائية في جامعة "FSCJ" بولاية "فلوريدا" "ليلى القاضي" كانت قد ولدت في مدينة "ماراكايبو" في "فنزويلا" عام 1982، ضمن أسرة اغتربت وحملت في وجدانها الحنين الوطني، وزرعت في أبنائها أهمية العلم منذ الصغر، درست "ليلى" المرحلة الابتدائية في "فنزويلا"، ثم عادت إلى "سورية" برغبة من رب الأسرة الذي أصرّ على الارتباط بجذور الوطن فعلياً، حينها دخلت المرحلة الإعدادية مباشرة دون خسارة أي سنة دراسية وبدأت رحلة المعاناة بسبب عدم إتقانها للغة العربية، ولكن رغبتها الكبيرة بالتفوق جعلتها تحصل على الشهادة الإعدادية وتكون من الأوائل على محافظة "السويداء"، مشيرة إلى أن الفضل الأول في ذلك يعود لدعم وجهد والدتها وتشجيع والدها. وبحسب ما تذكر لمدونة وطن «تابعت الدراسة الثانوية في مدرسة المتفوقين، وحصلت على علامات تؤهلني دخول الجامعة بالفروع الهندسية، حيث درست الهندسة المدنية بجامعة "دمشق" وتخرجت منها عام 2006 وحصلت على شهادة الدبلوم ثم الماجستير بالهندسة الإنشائية من جامعة "دمشق"، وبعد التخرج تدربت وعملت مع خالي المهندس "منير البحري" الذي أشرف على متابعتي بشكل علمي، وقمنا بتصميم العديد من الأبنية والأبراج في "السويداء"». وتضيف «تزوجت من الدكتور "بحر رامز المحيثاوي"، وأقمنا في "السعودية" بمدينة "الرياض" لمدة خمس سنوات، فهو يعمل طبيب أسنان مختصاً بزراعتها في أحد أشهر المراكز الطبية في "الرياض"، ولدينا ثلاثة أولاد، في عام 2017 هاجرنا إلى "الولايات المتحدة الأمريكية" وأقمنا في ولاية "فلوريدا" مدينة "جاكسونفل"، ولطالما كان حلمي التدريس بالجامعة ومتابعة التحصيل العلمي، وبفضل دعم زوجي وتشجيعه المستمر على تحقيق هذا الحلم التحقت ببعض الدورات والفصول التدريبية (online) في أساليب التعليم عن بعد، واجتزت هذه الدورات بنجاح، واليوم أنا أستاذة تشييد المباني في الهندسة الإنشائية في جامعة "FSCJ" وهي من أفضل الجامعات في ولاية "فلوريدا"، وأقوم بتدريس المواد العلمية الهندسية الإنشائية، منها الرسم الهندسي والأتوكاد وكود فلوريدا وعلم المساحة والتربة والأساسات.

تسعى لتحقيق الأفضل دائماً في حياتها، شخصية علمية وسامها التفوق والإبداع بالعمل، نجحت منذ بدايتها العلمية العملية في مكتب خالها الذي مدها بأسس وقواعد متينة بالهندسة المدنية ومداخل وأخلاقيات العمل المهني، ولم تبخل بجهدها فقامت بعدة أعمال هندسية مميزة في "السويداء" قبل سفرها

ولأن التميز هاجسي وأرغب بتمثيل بلدي في الدراسات والبحوث كان لعملي العلمي في السنة الماضية قيمة علمية، الأمر الذي دفع اللجنة العلمية إلى تكليفي بتمثيل الجامعة في معرض هندسي يضم العديد من الفعاليات الهندسية في شمال "فلوريدا"، وهذا المعرض يشارك فيه باحثون قدموا أبحاثاً علمية جديدة في مجال الهندسة الإنشائية، وأسعى جاهدة لترسيخ أهمية الارتباط بالهوية والجذور في نفوس أبنائنا».

المهندسة هيلين مراد

المهندسة المعمارية "هيلين مراد" زميلة "القاضي" في جامعة "دمشق" أثناء الدراسة عنها تصفها بأنها «تسعى لتحقيق الأفضل دائماً في حياتها، شخصية علمية وسامها التفوق والإبداع بالعمل، نجحت منذ بدايتها العلمية العملية في مكتب خالها الذي مدها بأسس وقواعد متينة بالهندسة المدنية ومداخل وأخلاقيات العمل المهني، ولم تبخل بجهدها فقامت بعدة أعمال هندسية مميزة في "السويداء" قبل سفرها».

من جانبه الإعلامي "عبد الله قطيني" الموثق للمغتربين يذكر أن المهندسة "ليلى القاضي" استطاعت أن تشكل نموذجاً للعمل والاجتهاد، وعنها يقول: «بعد معاناتها في دراسة مرحلتي الإعدادية والثانوية اختارت لنفسها طريقاً منهجياً، فاتبعت دورات علمية بالهندسة قبل بلوغها مرادها في الدراسات العليا على المنصات العلمية، ودخلت الجامعة "الأمريكية" في ولاية "فلوريدا" واثقة من خطواتها، وباتت الأستاذة الأكاديمية السورية التي تمثل الجامعات الأجنبية داخل بلادهم، خاصة بعد إنجازها أبحاثاً علمية هامة، عبرت بها عن هوية المبدع السوري وإصراره على النجاح أينما توجه».

الأستاذة ليلى القاضي

يشار إلى أنه تم التواصل مع المهندسة "ليلى القاضي" عبر الإنترنت بتاريخ 25 تشرين الأول 2020.

مع أسرتها