برعت "مجد رضوان" في اللغة العربية والفرنسية والصحافة، وكتبت الشعر باللغة الإنكليزية في سباق مع الزمن لخوض تجارب واكتساب مهارات الحياة من كتابة وترجمة وتحليل نصوص واستبيان جماليات اللغة.

"مجد رضوان" التي نشأت في بيئة ثقافية، على يدي أب عشق القراءة والعلم وسارت على ذات الطريق، كما أخبرت مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 6 تشرين الأول 2020وقالت: «أحب أنني ولدت لأب يعشق الفكر واللغة والحرية، ولأم تعشق الحق والحكمة والموسيقا، إنه مزيج رائع لعالمين يكملان بعضهما البعض، ما زلت أذكر كيف كان جسدي يقشعر لكل فكرة عظيمة يتحدث عنها المرحوم والدي، ومن الطبيعي أن أتأثر بعائلتي، خاصة أن إخوتي وأخواتي جميعهم قد درسوا اللغات وآدابها، فقد كانت اللغة زادي للمستقبل الصحفي والأدبي.

الاغتراب في عمقه هو تغيير، وكل تغيير يحمل معه شيئاً من الخوف والفوضى والقلق، لكنّ الحماس والرغبة بتأمين حياة كريمة كفيلان بتحويل الرحلة لمغامرة ممتعة بكل ما فيها، لا أحبذ فكرة التكلم عن المشاق والمصاعب بهدف إثبات فكرة أننا نتعب ونضحي لأجل من نحب، بل أفضل أن أعدّ هذا التعب جزءاً لا يتجزأ من تجارب حياتنا التي بلا شك تعلمنا منها الكثير، وقادتنا نحو خيارات أفضل واكتساب مهارات ومعرفة أكبر وخبرات صنعتنا

بدأت علاقتي بالصحافة فور تخرجي من الجامعة، إذ عملت مع الوكالة السورية للأنباء "سانا" كمحررة صحفية للأخبار السياسية والترفيهية والرياضية، عشقت فن صياغة الخبر فأتقنته، ثم انتقلت مع عائلتي بعد أربع سنوات للعيش في "السعودية"، أكملت دورة في الصحافة مع "المعهد الإيرلندي للعلاقات العامة"، وبدأت بكتابة المقالات التي تتحدث عن مواضيع قريبة لقلبي كالوعي، وتطوير الذات والسلوك الإنساني».

مجد رضوان أثناء حفل توقيع ديوانها الأول

درست اللغة الفرنسية فاكتسبت ثقافتها، وتعلمت الإنكليزية لاكتساب مهارات جديدة وتقول: «درست اللغة الفرنسية في جامعة "دمشق"، وذلك بتشجيع من أخي الذي كان قد أنهى دراسته الجامعية في "الجزائر"، في جامعة ناطقة باللغة الفرنسية، وجدتني معجبة بأناقة هذه اللغة وطريقة التعبير فيها، ففتحت لي باباً واسعاً لتعلم الفلسفة القديمة، وطرق الترجمة وتحليل النصوص.

منذ أيام المدرسة بدأت بتعلم اللغة الإنكليزية بمفردي، حيث كنت أفتح القاموس وأحفظ الكلمات ومعانيها، كما كنت أتابع الأفلام وأقرأ الكتب، ومع الحياة الأجمل مع أولادي تابعت كتبهم المدرسية، لأتقنها كما أحببت، مؤخراً قمت بتأليف ونشر أول ديوان شعر لي باللغة الإنكليزية تحت عنوان "Momentums" وتم عرضه في معرض "الشارقة" الدولي للكتاب عام 2019.

شهادات واكتساب مهارات

لا شك أن تعلم أكثر من لغة قد ساعدني في التعرف على ثقافات وطرق تفكير متنوعة، ما زلت أذكر دهشتي مثلاً من فكرة أن القمر لدى الفرنسيين يمثل رمزاً للبرود، فيما نصف المرأة الجميلة بالقمر في لغتنا! لكنني وللأسف، لا أستخدم اللغة الفرنسية في عملي، وأحرص دائماً على قراءة الروايات الفرنسية، أقول بصدق، لم أتعرف على اللغة العربية أو أتعمق بها بحق، إلا حين تعرفت على اللغات الأخرى، فبانت معاني الكلمات أعذب من أي وقت، وأصبح لدي أكثر من مصدر لمقارنة أشكال التعبير والوصف، اللغة ساعدتني أيضاً على معرفة الناس بشكل أعمق، ويكفي أن نراقب مفردات من نتحدث إليهم، وكيف تشكّل هذه المفردات حياتهم».

عن رحلة الاغتراب التي بدأت منذ عشرين عاماً قالت: «الاغتراب في عمقه هو تغيير، وكل تغيير يحمل معه شيئاً من الخوف والفوضى والقلق، لكنّ الحماس والرغبة بتأمين حياة كريمة كفيلان بتحويل الرحلة لمغامرة ممتعة بكل ما فيها، لا أحبذ فكرة التكلم عن المشاق والمصاعب بهدف إثبات فكرة أننا نتعب ونضحي لأجل من نحب، بل أفضل أن أعدّ هذا التعب جزءاً لا يتجزأ من تجارب حياتنا التي بلا شك تعلمنا منها الكثير، وقادتنا نحو خيارات أفضل واكتساب مهارات ومعرفة أكبر وخبرات صنعتنا».

مايا مظلوم

عشقها للكلمة جعلها متنوعة العطاء غنية التجربة في الشعر والصحافة وفن الحياة كما تابعت بالقول: «أعلم تماماً أن التركيز على نشاط واحد أفضل بالتأكيد من توزيع التفكير والطاقة بين أكثر من مشروع، ولكن كيف أقنع قلبي بهذا؟ فهو يهوى كل ما يتعلق بالكلمة، ولكن أعود لأقول بأن كتاباتي، سواء كانت الشعرية أم النثرية أم جلسات التأمل، كلها تصب في خانة تطوير الذات والوعي والسلوك الإنساني. هذا يريحني نوعاً ما، بالإضافة إلى يقيني بأن الطبيعة تفضل الشجاعة كما يقال. أعمل حالياً على تأليف كتابي الثاني وأيضاً على كتابة وتسجيل جلسات التأمل. هناك دوماً أفكار لمشاريع أخرى ولكن كلٌّ شيء في وقته.

قناعتي أن أكثر المهارات أهمية بالنسبة لي هي ربما تلك التي لم أتعلمها بعد. أثق تماماً أن من يتقن أمراً ما هو تلميذ في أمر آخر. وأجمل ما في الحياة هو أن رحلة المعرفة لا تنتهي بشهادة أو تجربة أو بكتاب. عملي الحالي هو كتابة المحتوى والترجمة. وقد سعيت للحصول على شهادة (مدربة حياة) من باب المعرفة لا أكثر، فأنا مهتمة جداً بعلم النفس والروحانيات التي لم تخذلني مرة، فهنا أجد كل الإجابات على أسئلتي الكثيرة. أجد نفسي حالياً مهتمة بالشعر النثري والتأمل».

"مايا مظلوم" مدربة حياة تصف طموح "مجد" وعشقها لتطوير الذات وقالت: «معجبة بالأدوار العديدة للصديقة "مجد" في الصحافة أو الكتابة والنثر والشعر أو حتى الترجمة إلى اللغة العربية، فكتاباتها تحاكي الواقع الذي نحن بحاجة لأن نضع نقاطاً على الحروف لنتمكن من فهمه.

وكونها ضليعة باللغة العربية وتغوص بمعانيها الحقيقية والمجازية، نشعر أنها تكتب من روحها وتعبر عن أحاسيس داخلها تعرّف عن واقع أي إنسان بشكل انسيابي. ورغم تنوع المجالات لكنها مجالات متداخلة بطريقة تكمل بعضها.

فيها أرى الإنسان المبدع الذي يكبر بعمله لأنه يحب ما يقوم به، ويخلق إبداعه الخاص كل يوم مع كل شمس جديدة، فهي لا تؤمن بالفشل. كفراشة تطير لنور جديد إلى جانب كونها أتقنت مهارات الحياة كمدربة، وهذا ما أضاف لتجربتها الكثير، بالإضافة إلى تسليح نفسها بالقوة الداخلية التي يحتاجها كل شخص ليأخذ القرارات التي تخدمه بهذه الحياة».

ما يجدر ذكره أن "مجد رضوان" كاتبة وصحفية من مواليد "السويداء" عام 1971. حاصلة على شهادة أدب فرنسي من جامعة "دمشق". عملت محررة واغتربت منذ عام 2000 إلى "المملكة العربية السعودية"، وعملت كمدرّسة للغة الإنكليزية، انتقلت إلى دولة "الإمارات العربية المتحدة" عام 2015، تعمل ككاتبة محتوى ومترجمة ونالت شهادات في التدريب على الحياة والعلاج بالتنويم المغناطيسي تخولها للعمل كمدربة حياة، وتم نشر مقالاتها في مجلة "يوغا لايف الشرق الأوسط"، وتنشر في عدة مواقع عربية وأمريكية.