حمل حبَّ العلم والمعرفة واغترب، وحين حقق النجاح بات أستاذاً أكاديمياً في طب الأطفال، فأسس منظومة متكاملة من الاتحادات التي تربط المغتربين بوطنهم، وحرر عدداً من المجلات العلمية والثقافية ليكون أحد السوريين المبدعين علماً وعملاً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 30 آب 2020 تواصلت مع المغترب الدكتور "نبيل الصفدي" ليتحدث عن مسيرته العلمية فقال: «كبرت في بلدة "القريا"، وعند دخولي ثانوية "شكيب أرسلان" الشهيرة في مدينة "السويداء" شاءت الظروف أن تبدأ رحلة البعد عن الوطن إلى "فنزويلا" مع أسرتي، كان ذلك عام 1970، ومنذ خمسة عقود بدأت معركة الهجرة والصراع مع الذات والمجتمع الجديد المختلف تماماً بعاداته ولغته وتاريخه.

يعدُّ الدكتور "نبيل الصفدي" واحداً من الشخصيات السورية الاغترابية في "أمريكا اللاتينية" التي حققت نجاحاً وتميزاً كبيرين، إضافة لكونه أستاذاً أكاديمياً في طب الأطفال فقد شيّد مشفىً خاصاً، وبات من أهم المؤسسات الصحية في منطقته، وكان لي شرف لقائه والتعرف عليه عن كثب، وزيارته في بيته بـ"فنزويلا" وفي المشفى الذي أقامه في مدينة "مركايبو"، فهو يحمل قيم المغترب السوري الناجح الذي ظل بعد خمسين عاماً من الغربة سورياً بامتياز، ومحباً لأهله ووطنه الأم، وربما ما قام بإنجازه في نشر ثقافة الارتباط والانتماء بين الجالية السورية عاملاً هاماً في تكوين رؤية تفاعلية بينه وبين وطنه ومكان إقامته في بلاد الاغتراب

حرصت على حمل كتبي وأوراقي المدرسية لمتابعة الدراسة، كان ذلك غير طبيعي في تركيبة الجالية السورية آنذاك، لأن السائد من الهجرة العمل وتحسين المستوى المعيشي فقط، وبدعم الأهل والإصرار استطعت إنجاز المعادلة وإتمام الثانوية بمعدل ممتاز رغم صعوبة اللغة، وبدأت المرحلة الجامعية في جامعة "السولية" لدراسة الطب البشري، وفي عام 1982 حصلت على شهادة الطب، وخلال ممارسة المهنة عشقت علاج الأطفال، وبتُّ الإخصائي في طب الأطفال في مشفى "التشيكينكيرا" الذي ما زلت أعمل به حتى الآن، وبه مارست علاج الخدج في آخر ستة عشر عاماً، ما سمح لي الالتحاق بالتدريس الجامعي بهذه المادة للأطباء الذين يدرسون طب الأطفال في القطاع العام.

الإعلامي عبد الله قطيني

أما في القطاع الخاص فقد كانت أمنيتي بناء مشفى خاص، وتم بناؤه في عام 2001، وهو اليوم من المشافي الخاصة المهمة في المنطقة الجنوبية من مدينة "مركايبو" حيث يعمل به ما يقارب الستين طبيباً من الاختصاصات الطبية كافة، بالإضافة إلى قسم الإسعاف والعناية المشددة والجراحة والأشعة والمخبر وكل ما يلزم لعناية المريض، وتحقق هذا الحلم الذي ما زلت أشرف على إدارته رفقة ابني "أيهم"، كما أعمل في عيادتي الخاصة بشكل يومي بعد الظهر بقيمة رمزية، هذا من الناحية المهنية، أما في المجال الشخصي فقد كان لرفيقة العمر زوجتي "إيمان فارس عبيد" منذ ثلاثة وثلاثين عاماً الدعم الذي كان وما زال عاملاً أساسياً في النجاح والتميز».

وتابع عن نشاطاته الأخرى بالقول: «أما ما يخص الأنشطة في الحقل الاجتماعي على مستوى الجالية العربية والمجتمع، فقد شاركت بتأسيس اتحاد الشباب العربي الفنزويلي عام 1978 الذي سمي فيما بعد "النادي العربي الفنزويلي" في "مركايبو" والذي ترأسته لعدة دورات ومن خلاله كنا نحيي المناسبات الاجتماعية مثل أعياد الأم، الأب، والطفل، والمناسبات الوطنية كعيد "الجلاء" السوري، وذكرى وفاة "سلطان باشا الأطرش"، وعيد استقلال "فنزويلا"، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والرياضية، وكذلك شاركت باللجنة التنفيذية لاتحاد الأندية والمؤسسات العربية "فيا آراب"، وبمركز نائب رئيس وسكرتير عام لدورتين، ومن خلاله قدمنا نشاطات عدة على مستوى المؤسسات العربية لتوطيد العلاقات العربية الفنزويلية، وفي عام 1982 شاركت بتأسيس الاتحاد الوطني الديمقراطي الذي كان هدفه الأساسي العمل الوطني لدعم القضايا العربية، وكذلك قمت بتأسيس اتحاد الخريجين الجامعيين من أصل عربي، وكنت سكرتير الوفد الذي زار الوطن عام 1986، وعملت على تحرير ونشر مجلة "النداء العربي"، ومجلة "أفق بلادي"، ومجلة "فيروز"، وأجريت أكثر من خمسين مقابلة تلفزيونية وإذاعية وصحافية من أجل نشر الحقيقة حول قضايا الوطن، والأهم كانت المشاركة بالكلمة الرئيسية في جلسة المجلس التشريعي في ولاية "السولية" المخصصة لدعم "سورية" في أزمتها الراهنة».

الدكتور نبيل الصفدي وزوجته

الإعلامي "عبد الله قطيني" الموثق لأخبار المغتربين قال عنه: «يعدُّ الدكتور "نبيل الصفدي" واحداً من الشخصيات السورية الاغترابية في "أمريكا اللاتينية" التي حققت نجاحاً وتميزاً كبيرين، إضافة لكونه أستاذاً أكاديمياً في طب الأطفال فقد شيّد مشفىً خاصاً، وبات من أهم المؤسسات الصحية في منطقته، وكان لي شرف لقائه والتعرف عليه عن كثب، وزيارته في بيته بـ"فنزويلا" وفي المشفى الذي أقامه في مدينة "مركايبو"، فهو يحمل قيم المغترب السوري الناجح الذي ظل بعد خمسين عاماً من الغربة سورياً بامتياز، ومحباً لأهله ووطنه الأم، وربما ما قام بإنجازه في نشر ثقافة الارتباط والانتماء بين الجالية السورية عاملاً هاماً في تكوين رؤية تفاعلية بينه وبين وطنه ومكان إقامته في بلاد الاغتراب».

الجدير بالذكر أنّ الدكتور "نبيل الصفدي" من مواليد بلدة "القريا" 5 آذار عام 1955.