في مواضيعها أفكار امرأة عشقت الفن في تفاصيله، ودرّبت عليه طلابها بشغف، عاشت تجربتها في "الإمارات العربية" التي احتضنت فنها، فقدمته في خامات مختلفة بمعارض ومشاركات أظهرت خبرتها واختلافها، زينت مشاركاتها الفنية بخامات متنوعة، ومالت للمجسمات كونها مناسبة لنقل مشاعر الأنثى الفنانة، التي حاولت استضافة الجمال ونشره لمن أحاطوا بها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 13 نيسان 2020 مع الفنانة "أنسام العوام" التي قالت: «الجمال هو أول الاهتمامات الفطرية للمرأة بشكل عام، فكيف إذا امتلكت الموهبة الفنية لتترجم إحساسها وتنسج من الألوان صوراً واقعية لأحلامها وتطلعاتها وكل ما يدور حولها، فيكون بذلك لأعمالها حضوراً أعمق وأقرب للمتلقي، فأي فنان لا يضع إحساسه بصدق في لوحته لن يؤثر في من ينظر إليها.

فنانة مجتهدة شاركت في العديد من فعاليات النادي التشكيلية، منها معرض يوم المرأة العالمي الذي يقام سنوياً، وفي احتفالات اليوم الوطني لدولة "الإمارات" السنوي، حصلت على العديد من الشهادات لتميز أعمالها، وهي تجمع بين الرسم والنحت، ولها أعمال بالخزف متميزة بالموتيفات الشرقية. أقام النادي الثقافي العربي معرضاً شخصياً لها نال إعجاب الحضور والفنانين التشكيلين، وانتهت بجلسة حوارية حول تجربتها، حيث أشاد الفنانون بأنها باحثة جادة في تجربتها التشكيلية، وتمتلك رؤيا فنية خاصة بها. تعالج كل موضوع بما يناسب التقنية الخاصة به، وتميل إلى التجسيد في معظم الأحيان، والفنان عموماً هو أقدر المعلمين على توصيل المعلومة الفنية والمحافظة على صفة الإبداع عند الطفل، لأنه ينقل الإحساس أولاً ثم تقنيات الرسم من دون قوانين

موهبتي ظهرت منذ الطفولة، وتطورت من خلال دراستي في معهد إعداد المدرسين قسم التربية الفنية، ثم في معهد "الشارقة" للفنون؛ حيث تلقيت فيه دورات تدريبية مكثفة في الرسم والخزف، وبدعم من المعهد والدكتور "رياض المعتوق" أستاذ قسم الخزف فيه، وبالتعاون مع رئيس اللجنة الفنية "أحمد حيلوز" في النادي الثقافي العربي في "الشارقة" تم التنسيق لعمل معرض فني مشترك للطالبات الموهوبات بالمعهد، وكان هذا المعرض هو أول خطوة لي في طريق الفن.

الفنانة أنسام العوام

ولا أنكر أن التدريس للفن ساعدني، فكثيراً ما أرى طفولتي وموهبتي في عيون طلابي، فهم في نظري نواة الفن الأصيل الصاعد، أعمل على دعمهم قدر المستطاع، ورعاية مواهبهم، وبهذا الصدد أقمت لهم معرضاً فنياً خاصاً بالتنسيق مع "النادي الثقافي العربي" في "الشارقة" بمناسبة العيد الوطني لدولة "الإمارات"، بالتزامن مع إقامة معرض فني خاص بفنانين كبار للمناسبة نفسها بالنادي، حيث كان لعرض أعمالهم بجانب معرض الفنانين وقع كبير في نفوس الأطفال، ما أعطاهم دعماً وثقةً بأنفسهم وموهبتهم، وهذه من التجارب التي أسعدتني كثيراً وكأنه معرضي الشخصي».

وعن عملها الفني منذ سفرها وما حققت من نتائج متميزة تضيف: «عملي بالتعليم كان خطوةً كبيرةً منذ وصولي إلى "الإمارات" عام 2003، وقد حصلت على شهادات تقديرية ودروع في عدة مشاركات فنية، وبعد أن التحقت بمعهد "الشارقة" للفنون، واتبعت دورات متقدمة على يد نخبة من المدرسين والفنانين المحترفين، كانت لي عدة مشاركات في معارض فنية داخل وخارج "الإمارات"، تطورت بعد العام 2017 بشكل لافت منها: معرض مشترك بعنوان "خزفيات" في النادي الثقافي العربي في "الشارقة"، المشاركة في مهرجان "انعكاس" الفني في "القصباء"، معرض فني مشترك بعنوان "أمي قلب التسامح" في مركز "المشاعر الإنسانية لرعاية أصحاب الهمم" في "دبي"، المعرض الفني التشكيلي العالمي الأول لدعم مرضى السرطان بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي، كما تم اختياري من قبل الرابطة الدولية للفن والثقافة في "فنزويلا" لإقامة معرض للأطفال في دولة "الإمارات"، والمشاركة في معرض "السلام العالمي" الذي يقام بالتزامن بين أكثر من مئة دولة حول العالم تحت عنوان "عالم آخر ممكن إلى الأبد"، واشتركت فيه لسنتين على التوالي 2019، 2020».

من الأعمال المجسمة التي قدمتها

المجسمات وسيلتها الأجمل للتعبير، وقالت عن ذلك: «عندما تكون لدي فكرة فنية أريد تنفيذها أفكر في المجسمات أو الرسم العادي، وأختار الأنسب الذي يساعدني أكثر في إيصال ما أريده طالما أني أُجيد الطريقتين، وبشكل ذاتي استمتع أكثر بالمجسم أو الريليف، فالأعمال تخرج معي بتلقائية أكثر.

ومن أحب الأعمال لروحي لوحة "الكارما"، وهي أول لوحة نفذتها بعد انقطاع طويل بسبب ظروف الحياة والغربة، فقررت أن أُخرج هذا الحلم القابع منذ زمن في العتمة إلى النور، ورمزت له بالحصان الأبيض.

الفنان أحمد حيلوز

بعدها بفترة بدأت تنفتح أمامي فرص جديدة، وكذلك لوحة "رقصة فرس"، وهي رمز لرقصة هذا الحلم على أرض الواقع، و"جدارية وطن" التي تجسد كل معاني الوطن من ألم ومعاناة وغربة وأمل وحنين بأسلوب تعبيري بسيط، ومع هذه الأعمال مجموعات قدمتها في مناسبات عدة في محاولة للجمع بين عدة تقنيات؛ أعترف أني مهما تطورت بها دائماً يقودني إليها التجريب في بحث عن أجمل ما لدي مهما اختلفت الظروف».

الفنان والنحات "أحمد حيلوز" واحد من مؤسسي الحركة التشكيلية في "الإمارات"، وعضو مجلس إدارة في النادي الثقافي العربي تحدث عن اجتهاد "أنسام" وتميز أعمالها وقال: «فنانة مجتهدة شاركت في العديد من فعاليات النادي التشكيلية، منها معرض يوم المرأة العالمي الذي يقام سنوياً، وفي احتفالات اليوم الوطني لدولة "الإمارات" السنوي، حصلت على العديد من الشهادات لتميز أعمالها، وهي تجمع بين الرسم والنحت، ولها أعمال بالخزف متميزة بالموتيفات الشرقية.

أقام النادي الثقافي العربي معرضاً شخصياً لها نال إعجاب الحضور والفنانين التشكيلين، وانتهت بجلسة حوارية حول تجربتها، حيث أشاد الفنانون بأنها باحثة جادة في تجربتها التشكيلية، وتمتلك رؤيا فنية خاصة بها.

تعالج كل موضوع بما يناسب التقنية الخاصة به، وتميل إلى التجسيد في معظم الأحيان، والفنان عموماً هو أقدر المعلمين على توصيل المعلومة الفنية والمحافظة على صفة الإبداع عند الطفل، لأنه ينقل الإحساس أولاً ثم تقنيات الرسم من دون قوانين».

ما يجدر ذكره أنّ "أنسام فضل الله العوام" من مواليد "القريا" في "السويداء" عام 1978.