أحبَّ الطبّ فأبدع، واختار مبادرة الأمل لزرع الحياة، غامر بإجراء عملية جراحية وزرع قلبٍ لطفل، تجاوزت عملياته الألف عملية جراحية في بلاد الاغتراب، وهو يحلم بأن يقدم خبرته لوطنه الأم "سورية".

حول مسيرة الاغتراب وإنجازه العلمي الطبي مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 25 شباط 2020 التقت الدكتور "منصور ريكان الشاعر" عبر الانترنت وبيّن قائلاً: «يعود تاريخ نسب العائلة وأصلها إلى إحدى قرى "جبل العرب" في "السويداء" وهي قرية تسمى "بوسان" الضامة بين حجارتها تاريخ وعراقة ورجالات تزخر بمواقفهم الذاكرة الوطنية، لكن نتيجة سفر والدي إلى مدينة "باركيسيميتو" في "فينزويلا" كانت ولادتي فيها، حيث أمضيت طفولتي وجزءاً من شبابي هناك، وبسبب حرص عائلتي على تربية أبنائها على قيم وأخلاق المجتمع السوري، كانوا مصرين على دمجنا بالمجتمع وإتقان اللغة العربية، فعدتُ إلى الوطن الأم "سورية" وفي "السويداء" حصلت على الشهادة الإعدادية ودرست الصف الأول والثاني الثانوي في ثانوية الشهيد "نايف جربوع"، ثم عدت إلى" فنزويلا" لأنال الشهادة الثانوية، وبعد اجتياز هذه المرحلة تعززت في داخلي النزعة إلى مساعدة الناس وتقديم العون لهم انطلاقاً من عاداتنا وتقاليدنا والنشأة والتربية التي جذّرها في نفوسنا آباؤنا وأخصُّ بالذكر والدي "ريكان منصور الشاعر" وأعمامي "صياح ونايف وعماد منصور الشاعر"، الذين كان لهم الدور الأساسي في إصراري على المضي قدماً في تحقيق هدفي، انتقلت إلى" كوبا" لأبدأ رحلتي في مجال الطب البشري في الجامعة "الأمريكية-اللاتينية" للعلوم الطبية في مدينة "هافانا"، وهنا بدأت مسيرتي مع الطب وتخرجت بدرجة امتياز عام 2013، وهنا زاد إصراري على تحقيق حلمي، لانتقل إلى "ريو دي جانيرو" البرازيلية لمتابعة الدراسة في مجال الجراحة العامة، وكانت رغبتي بالاتجاه إلى الجراحة التجميلية ولكن بعد خوض عدة عمليات جراحية أثناء دراستي تبيّن لي أن طموحي يكمن بمحاولة إنقاذ النفس البشرية بعون من الله وليس بتجميل الجسد خارجياً، وبعد سنتين قدمت رسالة التخرج في مستشفى "كارلوس كاغاس" الجامعي وكان لزوماً علي الالتحاق بالمعهد الوطني للجراحة في مدينة "ريو دي جانيرو" لدراسة اختصاص ثانٍ في جراحة القلب والأوعية الدموية لمدة ثلاث سنوات، وبعدها بدأت باختصاص جراحة القلب والأوعية الدموية للأطفال والعلاج الجراحي للتشوهات الخلقية للخدج والبالغين».

شكّل الدكتور "منصور الشاعر" رغم حداثة سنه موقفاً إنسانياً، بتعامله وإصراره العلمي بتطبيق رسالته في إنقاذ حياة العديد من الأطفال، في المشافي التي يعمل بها، وهو من أصغر أطباء الجراحة السوريين في بلاد الاغتراب برصيده الطبي وإنجازه العلمي في اختصاصه، وطموحه أن يتوسع ليبني مستشفى خاصاً به في وطنه الأم "سورية" ويعالج به الأطفال المحتاجين، بعد أن بات رصيده المعرفي غنياً وزاخراً في هذا المجال العلمي الطبي

وتابع الدكتور "منصور الشاعر" بالقول: «في عام 2018 بدأت بدراسة الرعاية الصحية في معهد "جيتوليو فارغاس" وحصلت على درجة الماجستير، ومع نهاية عام 2019، أجريت أكثر من ألف عملية موزعة بين الجراحة القلبية والجراحة العامة للأطفال والبالغين في عدد من المستشفيات العامة والخاصة في "البرازيل"، وأول عمل جراحي قلبي صادفني في مسيرتي لطفل صغير واحتمال الإنقاذ في مثل هذه العمليات يعتمد على الدقة والتكنيك العالي من قبل الجراح للحفاظ على حياة الطفل، طبعاً العملية كانت بمساعدة أستاذي، واعتبر أنها أكثر العمليات تميزاً بالنسبة لي وتركت في قلبي أثراً كبيراً وشعوراً لا يوصف من الفرح حتى أنّ السعادة التي انتابتني جعلت عيوني تذرف دمعاً لأنّ رسالتي منذ صغري تحققت بالجانب الأهم منها وهي أن تهب الحياة لشخص مهدد بفقدانها، وأحلامي وطموحاتي العلمية مذ دخلت مجال الطب تجسدت واقعياً من خلال إجراء عملية زرع قلب بالإضافة لإجراء جراحات قلب للأطفال، وبعد نجاح العملية تولدت في نفسي فكرة اختصاص الجراحة القلبية للأطفال التي أتممتها بنجاح وتميز وما زلنا نسعى نحو التطور والحداثة في هذا المجال مواكبة للعلم الذي لا ينتهي هادفين نحو نشر هذا الاختصاص في بلدنا الأم "سورية" وكلّ الدول التي لم يصلها بعد».

الدكتور سلمان دوارة

الدكتور "سلمان دوارة" الذي درس الطب إلى جانبه بالقول: «شكّل الدكتور "منصور الشاعر" رغم حداثة سنه موقفاً إنسانياً، بتعامله وإصراره العلمي بتطبيق رسالته في إنقاذ حياة العديد من الأطفال، في المشافي التي يعمل بها، وهو من أصغر أطباء الجراحة السوريين في بلاد الاغتراب برصيده الطبي وإنجازه العلمي في اختصاصه، وطموحه أن يتوسع ليبني مستشفى خاصاً به في وطنه الأم "سورية" ويعالج به الأطفال المحتاجين، بعد أن بات رصيده المعرفي غنياً وزاخراً في هذا المجال العلمي الطبي».

يذكر أن الدكتور "منصور الشاعر" من مواليد عام 1988.

مع الطفل الذي أجرى له العملية وأمه
د. منصور يقدم محاضرة