حققت المهندسةُ المعمارية "أمل جربوع" نجاحاً كبيراً، وحصلت على أفضل الجوائز الأمريكية في التصميم المعماري، مجسدةً نماذج معمارية أظهرت قدراتها الهندسية وتصاميم تحدثت عنها وسائل الإعلام الغربية.

انتقلت إلى الولايات المتحدة مع زوجها في رحلة اغتراب طويلة لتبدأ مشروع العمل والدراسة، وقالت لمدوّنةِ وطن "eSyria" التي تواصلت معها بتاريخ 16 كانون الثاني 2020 عن بدايات رحلتها: «بمساعدة زوجي حصلت على قبول علمي في "الولايات المتحدة" في العام الذي تخرجت به من جامعة "دمشق" كلية الهندسة المعمارية، وكنت في مرحلة تحفيز ورغبة كبيرة في خوض تجربة الدراسة، والحصول على معلومات جديدة وبداية مرحلة في بلد آخر.

بمساعدة زوجي حصلت على قبول علمي في "الولايات المتحدة" في العام الذي تخرجت به من جامعة "دمشق" كلية الهندسة المعمارية، وكنت في مرحلة تحفيز ورغبة كبيرة في خوض تجربة الدراسة، والحصول على معلومات جديدة وبداية مرحلة في بلد آخر. واجهت ما يواجه أي طالب في بلاد الاغتراب، لكن دعم زوجي ومساندته مكناني من إكمال الدراسة، التي كانت عبارة عن ثلاث سنوات، وجاءت كافيةً لأخرج إلى سوق العمل وأتولى مهماتٍ جديدة، بعمل كان خطوتي الأولى للحياة العملية، واختبرت من خلاله ما حلمت به طويلاً

واجهت ما يواجه أي طالب في بلاد الاغتراب، لكن دعم زوجي ومساندته مكناني من إكمال الدراسة، التي كانت عبارة عن ثلاث سنوات، وجاءت كافيةً لأخرج إلى سوق العمل وأتولى مهماتٍ جديدة، بعمل كان خطوتي الأولى للحياة العملية، واختبرت من خلاله ما حلمت به طويلاً».

المهندسة أمل جربوع

العمل الهندسي والأولاد مغامرة حقيقية وتحدٍّ دائم تتحدث عنه وتقول: «تعيش الأمّ مرحلة اختيار خطرة بين الأطفال والعمل، كلام كنت أسمعه وتفهمت معناه الحقيقي عند التجربة، فعندما رزقت بولديّ التوءم "جاد" و"راين" بعد ابنتي الكبرى؛ كنت قبلها قد مارست العمل لفترة في كبرى شركات في "دالاس"، ولاقت مشاريعي النجاح، وحصلت على عدة جوائز، وحتى في ظروف الأزمة الاقتصادية عام 2009 وبعد الاضطرار لترك الشركة، فقد تدبرت أمري وعملت بشكل فردي وأكثر مرونة، لكن بحكم الإنجاب تجسد هذا التحدي، ولمست صعوبة الاستمرار في عملي والاهتمام بعائلتي، وسعيت بمحاولة حثيثة للوصول إلى معادلة متوازنة أتمكن فيها من العمل وإنجازه بالجودة نفسها، والاهتمام بأسرتي.

بعد فترة وجدت الفرصة بالعودة للجامعة عام 2012، وحصلت على شهادة بالعمارة البيئية، إلى جانب إتقان برنامج رسم جديد، وقررت أن أفتتح مكتبي الخاص، وبدأت رحلةً جديدةً كان دليلي فيها الصبر والعمل والتركيز لأقدم الصورة الأفضل لخبرتي بعدة مشاريع أعتز بها، وقد عرضت تصاميمي في مجلات عالمية متخصصة مثل "Mayfair international"، وهي مجلة بريطانية متخصصة، وكان المشروع "La Foy Place" من تصميمي وتنفيذي، لأنّني أضفت للتصميم أعمال التعهدات ما تطلب تأسيس شركة ثانية أكملت العمل ووسعت طاقم التنفيذ. تحت الاسم "MJR Design and Development" وخلقت بين الشركتين تكاملاً بالعمل، وفي إحدى مجالات البناء في "دالاس" استقطب بيتٌ من تصميمي الأضواء، كما كنت ضيفةً في موقع "Houzz" الشهير لتصميم المنازل.

من مشاريعها البيئية

حالياً أعمل على عدة مشاريع في مجال التصميم معظمها سكني، وكتل كبيرة ومترابطة لها متطلبات تصميمية مختلفة وفي مجال البناء أنفذ مشروع "Munger Block"، وهو ست كتل سكنية على وشك الانتهاء، ورشح لمسابقة في التصميم آمل الفوز فيها، هذه المشاريع حققت لي الكثير من الراحة والثقة، بأن القادم سيكون أكثر أهمية رغم زيادة المسؤوليات، وكبرها لكن الخبرة أيضاً وتطورها يمدني بأفق واسع أستثمره بكل طاقتي لأقدم نفسي في كل مرحلة بأفكار جديدة، وتوافق تصاميمي احتياجات العصر».

المهندسة الشابة نفذت مشاريع ضمن تخصصها البيئي، وزارت "سورية"، والتقت بخبرات هندسية قالت عنها: «صيف العام الفائت كنت في زيارة إلى الوطن، وبالتنسيق مع الأصدقاء قدمت محاضرة في نقابة المهندسين فرع "السويداء" عن مفهوم العمارة البيئية، وهذا طبعاً يتلاقى مع حلمي أن أنقل خبرتي ومعلوماتي بالعمارة البيئية إلى وطني، وأعلم أن الظروف الآن لا تساعد وهناك معوقات، لكن هدفي كحد أدنى بالوقت الحالي أن يكون المهندسين على دراية بهذه المفاهيم والتصميم بمعايير مراعية لها وخلق رغبة لديهم بالتجربة وطرح أفكار متطورة في هذا المجال.

مع مارن مورا صديقتها

وبالنسبة لعملي حالياً ليس لدي مشروع بيئي بمعنى الترخيص، ولكن بشكل دائم تعودت أن أراعي معايير البيئية من خلال التصميم أو من ناحية اختيار المواد، وكنت قد نفذت مشروعاً مرخصاً بيئياً منذ سنتين كان مشروع "energy star certified"، ولاقى النجاح والتميز».

وعن غربتها تضيف: «قدمت لنا فرصة الاغتراب الكثير في المجال العملي والحياتي والإنساني، وكانت فرصة الاطلاع واسعة لا تتطلب إلا الجهد والعمل، لكن تبقى عيوننا شاخصة إلى بلدنا حيث الأهل والأصدقاء، ونتمنى أن نكون يداً للعون والمساعدة، وبالنسبة لي فإن طموحي أن أتمكن من ترك بصمة في المجال الإنساني والاجتماعي مثل رعاية المسنين وتأسيس ما يخصهم من دار رعاية أو أنشطة تساعدهم على الاستمتاع بسنوات العمر الباقية هو حلم يضاف إلى أحلامي مع عائلتي وتربية الأولاد على ما تربيت عليه من قيم زرعها والدي في نفسي جعلتني أتابع دراستي وأختار طريق العمل والمعرفة».

تعيد "مارن مورا" وهي مغتربة مستقرة في "الولايات المتحدة" تعمل في مجال الديكور وصديقة للمهندسة "أمل" تفاصيل جمعت بينهما وتقول: «جذبت انتباهي بما امتلكت من طاقة كبيرة للحياة والعمل، وحاولت تطوير ذاتها بعدة طرق ووسائل، أولها أنها أكملت تعليمها لتكون قادرة على ممارسة العمل الهندسي، وتابعت رغم تحملها لمسؤوليات كبيرة ومسؤولية الأسرة، وعادت ودرست تخصصات جديدة إلى جانب التخصص البيئي، مهندسة ناجحة لم تتوانَ عن تقديم أفضل ما لديها، وحققت الكثير من الشهرة في بلد أجنبي والمنافسة كبيرة.

في عدة مراحل اطلعت على عملها، ونمط التصاميم التي تقدمها وما حاولت وضعه من أفكار جديرة بالاهتمام وفي كثير من المراحل نستشيرها في مجال البيئة والعمارة، ودائما لديها الرؤية المناسبة.

مسكونة بهاجس الوطن، وترغب أن تكون مساعدة للمهندسين في "سورية"، وحاولت تقديم بعض الأفكار محاولة نقل الخبرة، وأتوقع أنّها اليوم على عتبة نجاحات كبيرة تضاف لما سبق في مجالها ولديها مشاريع يتوقع لها نجاح كبير وهي اليوم اسم معروف ومتألق في مجال هندسة العمارة».

ما يجدر ذكره أنّ المهندسة "أمل جربوع" من مواليد "الكويت" عام 1976، تعود أصولها إلى محافظة "السويداء"، تخرجت عام 2001، وانتقلت بعدها للولايات المتحدة، ونالت جوائز هامة واليوم مرشحة لإحداها.