دخلت "بادية خير الدين" مجال الطهي في دولة "الإمارات" لتنمي موهبتها وتنجح في التعلم والتعليم، بتركيز خاص على الأمهات والأطفال، حيث أصدرت كتابين حققا الرواج إلى جانب المشاركة في ورشات وأنشطة عالمية مميزة.

"بادية خير الدين" التي شاركت زوجها الموهبة وتابعت الدراسة بهدف التخصص، انتقلت للتدريس في الجامعة لفنون الطهي وانطلقت إلى عالم ابتكار الوصفات للطفل والأم، كما تحدثت من خلال مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 9 كانون الأول 2019 وقالت: «علاقتي مع الطهي قديمة لأني أعشق أفكار الطهي والترتيب للمائدة، لكن هذه الموهبة لم تتطور إلا بعد القدوم إلى "الإمارات" وكنت قريبة جداً من أجواء الطهي وعلومه من خلال زوجي الشيف "ماجد الصباغ" لأتابع معه الدارسة في الجامعة لعامين متصلين وأحصل بعدها على شهادة الدبلوم، إلى جانب ورشات متعددة تابعتها لفترات طويلة، لأكتسب خبرة وأتدرب على أدق التفاصيل وكانت تشغلني محاولة الحصول على أكبر قدر من المعلومات، والمشاركة العملية والتطبيق في مجال تنوعت اختصاصاته وتطور بشكل كبير في العالم.

درست في مركز "الشيف الدولي" للتعليم والتدريب الفندقي وكنت من طالبات الشيف "بادية" معلمتنا التي لم تبخل علينا بأي معلومة بالعكس قدمت معلومات إضافية بمحبة وروح مرحة تجعل الدروس عبارة عن رحلة ممتعة وغنية، ست سنوات نهلت من تجربتها التي كونتها بجهدها الخاص وعلمتنا أن الطهي علم وفن يحتاج للدراسة والاهتمام، وهي من المختصين القلائل الذين تميزوا بوقت قصير تبعاً لمشاركاتها القيمة في الورشات التخصصية التي تحظى بالاهتمام. تميزها الأكاديمي جعلها الأولى في إدارة ورشات مع الوزارات وكل من اهتم بشؤون الأغذية الصحية، من كتابيها استفدت الكثير ونفذت الجزء الأكبر من الوصفات التي أكدت قولها بأن لا مستحيل أمام الإرادة ورغبة التعلم والنجاح

بعد الدراسة ونيل الشهادة تابعت التدريس بالجامعة، لأنتقل لتعليم تخصصات الطهي التي حاولت الإلمام بها لغاية التطور وعدم التوقف عند مرحلة، فهذا المجال فيه الكثير من الفرص المناسبة للإبداع، ومن خلال مركز "الشيف الدولي" للتعليم والتدريب الفندقي الذي أسسناه وجدت فرصة جديدة للتعامل مع الأطفال، وتقديم وصفاتي للأمهات في رؤى جديدة تجعل الطفل مشاركاً في إعداد الطعام وخوض التجربة تحت رعاية الأم».

الشيف بادية خير الدين

قناعتها أن مشاركة الطفل فرصة لبناء أجساد سليمة والتعرف على غذاء صحي وسليم هو ما أخبرتنا به وتضيف: «عندما أتعامل مع الأمهات أنقل رسالتي للأم أولاً بأن تعطي بعض الوقت للطفل كي نكسر معه حاجز الخوف من التعامل مع أدوات المطبخ والتعامل مع المطبخ بشكل عام، وأن نعطيه مساحة ليدخل ويعد طعامه ويجرب تصنيع شيء لذيذ فقد درّست أطفالاً بعمر الست سنوات وحتى الإحدى عشرة سنة، وكانت النتائج مميزة، فقد استطاعت الأيدي الصغيرة أن تقدم وصفات رائعة، وأساليب مميزة أظهرت استيعاباً ودقة أفتخر بها وبطلابي الصغار الذين تابعتهم عندما أقاموا ورشات لينقلوا رسالتي لهم لتحضير غذاء سليم وصحي، ويتمكنون من بناء أجسادهم بالاعتماد على أنظمة غذائية متوازنة وسليمة.

التجربة التي أعلق عليها آمال كبيرة عملت على تطويرها في مجالات شتى، أولها جمع ما أعددته من وصفات وأفكار في كتاب صدر العام الفائت بعنوان "من مطبخ بادية كوكيز وبسكوت" تضمن أكثر من 50 وصفة قدمتها للشابات وربات المنازل، في رسالة أخبرهم من خلالها أن لا شيء مستحيل وأن كل شخص قادر على تطبيق الوصفات التي يرغب بها، وقد حرصت على تقديم مجموعة وصفات طبيعية طعمتها بالزعتر والشمندر وتشكيلات غذائية أعرف فائدتها لصحة الجسم».

مع زوجها الشيف ماجد الصباغ وطلابها

نتيجة لتعاملها مع عالم أغذية الأطفال ومشاركة الطفل كان إصدارها الثاني وتقول عنه: «هو نوع من الوصفات التي تعلم الطفل طريقة الاعتماد على الذات وطرق مختلفة لتحضير الطعام، بعنوان "من مطبخ بادية للأطفال" لنساعد الطفل على امتلاك معرفته الخاصة في هذه المواضيع ولأجيبه على سؤال: جاء وقت الفطور ماذا نعد؟ أصدقائي في زيارتي ماذا أعد لهم؟ وأسئلة كثيرة حاولنا أن نجيب عنها بتقديم طرق سلسة وبسيطة.

الكتاب الذي تم توقيعه بمعرض "الشارقة الدولي للكتاب" هذا العام، لاقى استحسان الأمهات والأطفال فقد قدمت من خلاله حوالي 22 وصفة بجزئين عربي ومترجم للإنكليزية، وتضمن وصفات لسلطات وعصائر طبيعية، وقد أدخلت في الوصفات مواد طبيعية مثل دبس التمر بالاعتماد على أكلات تراثية تطبق في "جبل العرب" ووصفات بسيطة للسندويش تناسب المدرسة والعمل بهدف التعريف بما لدينا من مواد غذائية طبيعية، يمكن الاستفادة منها وتعويد أولادنا منذ الصغر على تحضيرها».

الشيف مريم المري

الكتب والورش ومشاركات عالمية دعمت مشروعها بطموح للأفضل كما تتابع وتقول: «إصدار كتابين خطوة نجحت بشكل واضح وطبعاً هذه البداية لأنني أستعد لسلسة من الإصدارات ضمن تخصصي في مجال السلطات والسندويش، وهو من التخصصات المطلوبة التي أجتهد في دراستها ونشرها، إلى جانب مشاركتي في أنشطة الطهي المباشر في مهرجانات في "الشارقة" و"أبو ظبي" وورشات كبيرة مع وزارة الصحة والسياحة والمعارض تضمنت لقاءات مباشرة إلى جانب الظهور في برامج متعددة ودورية على المحطات وهي فعاليات حرضتني على بحث جديد تبعاً لما يوجه لي بشكل مباشر من استشارات أعتز بالإجابة عليها وتقديم الحلول بمحبة. وقد كانت لي مشاركة مميزة العام الفائت في "ماليزيا" مع عدد كبير من الطهاة حول العالم، وقدمت خبرة مميزة في مجالات هامة وأيضاً عرضت تجربتي وما استطعت الحصول عليه من معارف».

نجاح في تقريب الطهي لكل من تابعها وفق "ربا حديفة" مهتمة بالطهي ومحاسبة في شركة مقاولات في "الشارقة" وقالت: «قدمت من "سورية" إلى "الإمارات" بعقل منفتح وهمة للعمل ومساندة زوجها في عمل أحبته، نقلت عاداتها وتقاليد منطقتها بالطبخ والتحضير لأشهى الوصفات الشعبية والعصرية، وقد حققت شهرة ونجاحاً.

الشيف "بادية خيرالدين" تميزت ونجحت في تقديم عدد من أصناف الحلويات المبتكرة وقدمت نفسها بثقة كبيرة وولع بالعلم والبحث الدائم، حضورها مميز بالورش المختلفة متحدية كل الصعاب، وتعرف بأسلوبها المميز بوضع وصفات طبيعية، عادت بنا لأساليب الغذاء الطبيعي السليم، ففي كتبها نجد وصفات متنوعة بطرق غير اعتيادية لإدخال نكهات جديدة لم نجدها في وصفات غيرها ما ميزها بشكل كبير.

تجربة الشيف "بادية" تستحق التعريف بها، ففيها كثير من الجد والعمل ورحلة اغتراب مميزة وهي أم لثلاثة أولاد، تنظم وقتها بشكل دقيق لتحافظ على عملها وأسرتها وتتميز في مجالها وتحقق شهرة كبيرة، هي معلمة الطهي التي تطلب من السيدات والشابات والأمهات إلى جانب براعتها بتعليم الأطفال وتخصصها في هذا المجال».

الشيف "مريم المري" ابنة "الإمارات" وإحدى طالباتها وتقول: «درست في مركز "الشيف الدولي" للتعليم والتدريب الفندقي وكنت من طالبات الشيف "بادية" معلمتنا التي لم تبخل علينا بأي معلومة بالعكس قدمت معلومات إضافية بمحبة وروح مرحة تجعل الدروس عبارة عن رحلة ممتعة وغنية، ست سنوات نهلت من تجربتها التي كونتها بجهدها الخاص وعلمتنا أن الطهي علم وفن يحتاج للدراسة والاهتمام، وهي من المختصين القلائل الذين تميزوا بوقت قصير تبعاً لمشاركاتها القيمة في الورشات التخصصية التي تحظى بالاهتمام.

تميزها الأكاديمي جعلها الأولى في إدارة ورشات مع الوزارات وكل من اهتم بشؤون الأغذية الصحية، من كتابيها استفدت الكثير ونفذت الجزء الأكبر من الوصفات التي أكدت قولها بأن لا مستحيل أمام الإرادة ورغبة التعلم والنجاح».

ما يجدر ذكره أنّ "بادية سلام خير الدين" من مواليد "السويداء" قرية "الكفر" عام 1977 درست في المعهد الزراعي، ومنذ وجودها في "الإمارات" منذ عام 2000 تابعت دراسة الطهي ونالت الدبلوم وهي اليوم مسؤولة الفعاليات بمركز "الشيف الدولي" لتدريب وتعليم الطهي كُرمت ونالت عدة جوائز في مجال الطهي ووقعت كتابين في معرض "الشارقة الدولي للكتاب" لعاميين متتالين.