مهندس ميكانيك ارتقى بموهبته الفنية لمصاف التشكيليين الأكاديميين، تميز بعجينة لونه السميكة التي ميزت لوحاته بالجرأة والثقة، وأول من طرق تجربة معارض المدينة الجامعية مع أحد أصدقائه، ليعرض لوحاته لاحقاً في دول عدة.

الفنان "أيمن الصغير" المقيم حالياً في "كندا" قال لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 9 كانون الأول 2019 عن مرحلة الطفولة التي كانت حافلة بالإبداعات من عمر صغير: «موهبتي في الرسم بدأت منذ الطفولة من خلال مشاركات في رواد الطلائع، طورت موهبتي بمفردي وما زلت أدين بالشكر والامتنان للمدرس "مزيد نعيم" الذي دعمني من خلال إعطاء الملاحظات، رسمت أول لوحة زيتية في الصف السابع، وفي الصف الثامن أقمت معرضاً فردياً في المركز الثقافي في "السويداء" عام 1984، وافتتحه المحافظ في ذاك الوقت، المعرض الثاني كان في الصف العاشر، وبيعت منه أربع لوحات، وشاركت أيضاً في الصف العاشر بمسابقة فنية، بالإضافة إلى المشاركات في المعارض في الثانوية».

في المركز الثقافي الفرنسي أقمت معرضين مع "فيصل الحسين" رسام الكاريكاتير، وكان لدينا معارض في المدينة الجامعية أيضاً، ففي كل فصل لدينا لوحات جديدة، وخلال فترة الجامعة أقمت 7 معارض فردية في المركز الثقافي الروسي، آخر معرض كان عام 2009 مع الفنان "منير العيد" كما أقمت معرضاً فردياً في المركز الثقافي الفرنسي عام 1995

وتابع بالقول: «درست في الجامعة الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة "دمشق"، وكنت وزميلي "رامز العلي" أول من طرق تجربة المعارض في المدينة الجامعية، وحقق نجاحاً وأصبح يقام بشكل سنوي، ففي العام الأول والثاني من دراستي الجامعية، درست في مركز "أدهم اسماعيل" للفنون، وقدمت أعمالي إلى نقابة الفنون الجميلة، وانتسبت لها عام 1992، وفي السنة الثالثة في الجامعة أقمت معرضاً في المركز الثقافي الروسي ضم لوحات للحارات الدمشقية، هذا بالإضافة إلى مشاركاتي بشكل شبه دائم بمعارض نقابة الفنون الجميلة، والمعرض السنوي لفناني القطر».

"أيمن الصغير"

أما بالنسبة للمعارض الفردية، فهي عديدة أثناء فترة الدراسة الجامعية، وعنها أضاف: «في المركز الثقافي الفرنسي أقمت معرضين مع "فيصل الحسين" رسام الكاريكاتير، وكان لدينا معارض في المدينة الجامعية أيضاً، ففي كل فصل لدينا لوحات جديدة، وخلال فترة الجامعة أقمت 7 معارض فردية في المركز الثقافي الروسي، آخر معرض كان عام 2009 مع الفنان "منير العيد" كما أقمت معرضاً فردياً في المركز الثقافي الفرنسي عام 1995».

عن مرحلة الاغتراب قال: «بعد التخرج؛ دخلت مجال العمل في الاتصالات، وأوفدت إلى "بريطانيا" بدورة تدريبية، وأقمت المعرض الفردي الأول خارج القطر في "غلاسكو" في "اسكوتلندا"، وبيعت جميع اللوحات، وفي عام 1999 سافرت إلى "دبي" ضمن عملي في الاتصالات، وأقمت معرضاً في "الشارقة".

من أعماله التشكيلية

أقيم في "كندا" منذ خمس سنوات، وطرحت مبادرة بتأسيس المجلس السوري الكندي للفنون، وتمت الموافقة عليه، وهو تجمع للفنانين السوريين، حيث أقيم معرضان في هذا العام بيعت جميع اللوحات المعروضة، كما شاركت بستة أعمال في معرض نقابة فناني "تورنتو"، وشاركت بمعرض الفنانين القادمين الجدد بـ"كندا"، والذي شهد حضوراً وإقبالاً واسعاً على اقتناء الأعمال، بالإضافة إلى مشاركات في معارض في "أمستردام" و"فرانكفورت" و"جينيف"».

تتسم لوحات "أيمن الصغير" بالتفرد وتندرج بين الواقعية وتجريد الواقع، وعن ذلك قال: «بدأت برسم الحارات الدمشقية والأحياء والقرى القديمة في "السويداء"، وأقمت أكثر من معرض ضم أعمالاً واقعية، لكن التجارب الحديثة تدفع الفنان لطرق أبواب جديدة في الفن، حيث بدأت بتجريد الواقع، بدراما لون متجددة نتيجة الظروف والحالة النفسية.

لوحة البطيخة المكسورة

ما يهمني في اللوحة هو اللون، البحث عن اللون وإيجاد لون جديد للعمل، أعمل بالألوان الدسمة وأعشق عجينة اللون السميك، أعمل بالسكين بسماكات لونية ملحوظة، فرسمت البورتريه والمرأة، وطرقت موضوعات عديدة أيضاً».

"فيصل الحسين" رسام كاريكاتير وصديق "الصغير" تحدث عنه قائلاً: «بدأت صداقتي مع "أيمن" عام 1992، هو فنان بالفطرة من أخمص القدم إلى قمة الرأس، رسم البورتريه ورسم التصويري والانطباعي من خلال محاكاة الطبيعة في بيئة "الجبل" حيث الجذور، وعبر عن الطبيعة بمختلف فصولها، وهو ملون بامتياز ولديه هارموني لوني مدهش من الألوان وخلطات اللون، يتعامل بفهم مع اللون، ولديه خبرة واسعة وألوانه تشبهه، وهو ملم بأساسيات اللوحة، خطه جريء وقوي وتكوينه الفني متماسك.

"أيمن الصغير" صنع هويته الفنية بالعمل والاجتهاد والمعرفة، فالهوية لدى الإنسان هي ابتكار هام ودائم، يمتلك خفة دم في ريشته، ففي أحد المرات رسم بطيخة مكسورة، وهذا تهكم على الواقع الحقيقي، وبما أنه يحب رسم المرأة بكافة تجلياتها والخيول بما بينهم من تشابه بالشكل الانسيابي، وهناك تشابه غريب بين الجموح والحرية، هنا تقمصت ريشته رقة وانسيابية الشكل وجمال المضمون.

هو فنان يستخدم عقله وقلبه بنفس القدر والكمية، يعلم أين يضع ريشته وأين يمزج ألوانه لكي يصنع منها أجمل الإبداعات اللونية، بالإضافة إلى موهبته المميزة فهو مهندس ومصمم ديكور ومبتكر لأصناف عديدة من الديكور الداخلي والخارجي بلمساته الإبداعية».

بقي أن نذكر أنّ الفنان أيمن الصغير من مواليد "السويداء" عام 1970 وهو حالياً بصدد الإعداد للدكتوراه في هندسة الميكانيك بعد تعديل الماجستير في "كندا".