حمل معهُ محبّة الانتماء وقيمة الإنجاز، وعمل على إحياء مبادرات إنسانية ذاتية تساعد المريض على الشفاء، والمحتاج للمساعدة لكي ينهضَ من جديد.

حول حياته وسيرته مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 8 تشرين الثاني 2019 تواصلت مع المغترب المهندس "عمر سعيد مقلد" الذي أوضح قائلاً: «ضمن بيئة اجتماعية تُعنى بالعمل وقيمته، وفي قرية "رامي" الواقعة في الجهة الشرقية من "السويداء" كانت ولادتي في العام 1989، درست المراحل الثلاث في مدينة "السويداء"، ولأنني أحبّ الهندسة والمعلوماتية مذ كنت يافعاً، فقد حاولت ابتكار بعض البرامج التي تساعد طلاب الهندسة على العمل، وبالفعل درست هندسة العمارة في الجامعة الأوربية، وتخرجت منها خلال أربع سنوات لأنّ قانون الجامعة يسمح بتقديم مواد إضافية في حال لم يتم حمل أي مادة، لتوفير الزمن. وبهذا الجانب العلمي والحرص على التعليم والمتابعة كان الفضل يعود للوالدة التي رعتني ووفرت لي الوقت المناسب والرعاية الطيبة، ذلك لأن والدي كان يعمل لتلبية احتياجات الحياة اليومية.

حياة العمل فرضت علينا مناخاً جديداً من العطاء بالحركة والإنتاج وتنظيم الوقت، وتوفير مستلزمات العيش اليومي بشكل لائق، ولهذا عمدت إلى القيام باجتهاد شخصي بإعداد برامج ومواقع تواصل لربط العلاقات الاجتماعية بين الناس، وتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين، على أسس علمية وفق رؤى من شأنها توفير الخدمة لأكبر عدد ممكن، وساعدتني على ذلك في "السويداء" خالتي التي تعمل في الشأن الاجتماعي والخيري، وكان لها اليد في توجيه ما أرغب إليه بتأمين المساعدات لبعض المحتاجين

انتقلت إلى حياة جديدة مع مشروع الاغتراب، بعد أن حصلت على فرصة سفر وتقديم ما يلزم من ثبوتيات، وكانت محطتي وانطلاقتي في "نيجيريا" كمهندس في شركة بناء تعود لابن "السويداء" المغترب "علاء الغضبان"، فقد شعرت أن اختصاص العمارة وما يمتاز به من فن راقٍ طوّر إيقاع العمل لدي، وعملت بشغف ومتعة، حتى لا يكاد يخلو يوم دون أن أقرأ أو اطلع على أحدث تطورات علم وفن العمارة، بعد اتقاني للمعلوماتية وما تفرضه من ابتكار أعمال وتقنية إلكترونية تساهم في تنشيط العمل الهندسي والذهني معاً».

سمر بو منذر

وتابع بالقول: «حياة العمل فرضت علينا مناخاً جديداً من العطاء بالحركة والإنتاج وتنظيم الوقت، وتوفير مستلزمات العيش اليومي بشكل لائق، ولهذا عمدت إلى القيام باجتهاد شخصي بإعداد برامج ومواقع تواصل لربط العلاقات الاجتماعية بين الناس، وتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين، على أسس علمية وفق رؤى من شأنها توفير الخدمة لأكبر عدد ممكن، وساعدتني على ذلك في "السويداء" خالتي التي تعمل في الشأن الاجتماعي والخيري، وكان لها اليد في توجيه ما أرغب إليه بتأمين المساعدات لبعض المحتاجين».

"سمر أبو منذر" عضو مجلس إدارة مشروع مشفى "الشفاء" الخيري، أوضحت بالقول: «يعدُّ المغترب الطموح "عمر مقلد" واحداً من جيل الشباب الذين حرصوا على تنمية الطاقة الإنسانية في خلجاتهم، وعمل متطوعاً لتقديم المساعدات لمرضى السرطان، فما أن يسمع عن مريض حتى تراه يتبرع بالخفاء دون إعلان مندفعاً محباً للخير، مبادراً لذلك، فحين طلب منه تنظيم عمل معلوماتي لمصلحة جمعية أصدقاء مرضى السرطان قام بإحداث موقع لها على حسابه الخاص، والأهم وبعد زفافه قرر مع زوجته أن يكون (نقوط) زفافهما تبرعاً لمرضى السرطان، وهي بادرة رائدة ولعلها الأولى في "السويداء"، كما يحرص على تقديم مبالغ مالية لعلاج المرضى وفق الاحتياجات والإمكانيات المتوفرة لديه. اجتهد بعمله العلمي فحقق حضوراً رغم حداثته بالهندسة، واستطاع أن يكتسب الثقة ليصبح أحد أهم الكوادر الفنية المشرفة على أعمال شركات ضخمة في "نيجيريا"، وحين مناقشته تستمع منه مقولة (إيقاع العمارة مَنحني أنغام العمل)، وكأن قيمة العمل لديه متعة ذاتية وارتقاء روحي على موسيقا الحياة وترانيمها نحو المزيد من التقدم».

المهندس عمر مقلد
م. عمر مبرمجاً