يكفي أن تستقصيَ عبرَ محركاتِ بحثِ محرك البحث "غوغل" عن اسم الدكتور "نسيب الشبلي" طبيبِ الجراحةِ العامة، لتطالعَ مسيرةً حافلةً بالعطاء، عبر تقديم استشاراتٍ وإجاباتٍ مجانيةٍ تفوق ستة آلاف إجابةٍ منشورةٍ وموثّقةٍ وعشر مقالات علمية قرأها الآلاف، اتكأت على خبرةٍ كانت ثمرةَ خمسِ شهادات زمالة.

في رحلة هذا الطبيب الإنسان محطاتٌ يصدقُ وصفُها بالمعارك لأجل النجاح، والقتال لإثبات الذات كونه الطبيب الذي تخرّج من جامعة "دمشق" ممتلكاً العلم لكن للمتابعة في بلاد الاغتراب لا بدّ من تحديات يفندها بحديثه لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 10 أيلول 2019 وقال: «سافرت إلى "المملكة العربية السعودية" عام 2004 بعد أسبوعين من التسريح من خدمة العلم، ولأنّي درستُ الطبَّ باللغة العربية، فقد واجهت صعوبات كثيرة لا بدّ من مواجهتها بالعلم أيضاً، عندها قررت وبدأت دراسة الطبِّ باللغة الإنكليزية بجهود شخصية وأنا على رأس العمل. كانت رحلة متعبة لكنّها مفيدة أثمرت خيراً لأمتلك معارف جديدة طورتها بشهادات علمية من جامعات أوروبية وأمريكية.

لم أتأخر عن أيّ فرصة للدراسة والبحث فبعد الزمالة من الكلية الملكية الإيرلندية باشرت بامتحانات الزمالة البريطانية، وحصلت عليها في العام نفسه من "لندن"، من بعدها تابعت مسيرة الامتحانات وتقدمت لامتحانات "البورد" العربي، وحصلت عليها من المجلس العربي للتخصصات الطبية من مدينه "عمّان" وتمّ استلام الشهادة من مقر "البورد" العربي الرئيسي في "دمشق" عام 2014، وطبعاً تمّ تعديل شهادة الاختصاص السورية الحاصل عليها في عام 2001 إلى البورد السوري في العام التالي

ففي العام 2010 كنت أول طبيب سوري يحصل على شهادة الزمالة الإيرلندية بالجراحة، من الكلية الإيرلندية للجراحين في "دبلن" بعد امتحانات على ثلاثة أجزاء والجزء الثالث السريري، عبارة عن ثلاثة أجزاء معقدة تمكنت من النجاح في اجتياز امتحاناتها، قناعتي هي أنّ العلم هو السبيل الأمثل لبناء الشخصية، لنتمكن من ترك بصمتنا الخاصة في الوسط الطبي والعلمي والمساعدة بناءً على خبرة علمية وثقة كبيرة بالنفس».

الدكتور نسيب الشبلي يرفع علم سورية في حفل تخرج البورد الأمريكي

مسيرة علمية غنية توّجها بشهادات رفيعة يحدثنا عنها بالقول: «لم أتأخر عن أيّ فرصة للدراسة والبحث فبعد الزمالة من الكلية الملكية الإيرلندية باشرت بامتحانات الزمالة البريطانية، وحصلت عليها في العام نفسه من "لندن"، من بعدها تابعت مسيرة الامتحانات وتقدمت لامتحانات "البورد" العربي، وحصلت عليها من المجلس العربي للتخصصات الطبية من مدينه "عمّان" وتمّ استلام الشهادة من مقر "البورد" العربي الرئيسي في "دمشق" عام 2014، وطبعاً تمّ تعديل شهادة الاختصاص السورية الحاصل عليها في عام 2001 إلى البورد السوري في العام التالي».

مسيرة دراسية غنية واسعة الطيف لم تكن لتحصيل الشهادات بقدر الحصول على معرفة لفتح أبواب العطاء ونشر الخبرة والمساعدة كما يضيف الدكتور "الشبلي": «في الأوساط العلمية يرتبط الظهور والنشر في وسائل الإعلام بشروط معقدة ودقيقة أهمها الوثوقية والدقة، لأحاول إنجاز أبحاثي الخاصة التي نشرتها في مجلات علمية دولية مرموقة لها مرجعية طبية عالمية، أولى مقالاتي البحثية نشرتها في مجلة دولية اسمها "المجلة الدولية للأدوية والعلوم الأساسية" "International Journal of pharaceutical and Basic Science" بعنوان "تدرن الثدي" بناء على دراسات مكثفة لحالة تمّ اكتشافها ومتابعتها حتى الشفاء، وتمّ توثيق كل خطوة بالتحاليل والصور، الحدث كان مهمّاً لأنّ مثل هذه الحالات نادرة جداً في مجال التشخيص والمعالجة وعليه وفي العام 2017 وحتى الآن تلقيت عشرات الدعوات لحضور مؤتمرات دولية وعلى حسابهم الشخصي كاملة كمتحدث في "ألمانيا" و"إيطاليا" و"بريطانيا" و"أمريكا" مرتين.

مع الدكتور محمد عبد الرازق وفريق طبي

والمقال البحثي الثاني كان بعنوان : "انثقاب الجزء الثاني من الأمعاء الدقيقة كإصابة وحيدة معزولة بعد حادث سير تمّ تشخيصها سريرياً وشعاعياً قبل فتح البطن".

طبعاً تبع هذا المقال مجموعة مقالات باللغة العربية، وعددها عشر مقالات سجلت إحداها أكثر من 320 ألف مشاهدة».

من محطات العمل في مشافي السعودية

بالتزامن مع هذه الأبحاث كان التخطيط لنيل الزمالة الأرفع كما أضاف بالقول: «مع الطموح الكبير لتحقيق الأفضل تقدمت للزمالة الأمريكية واجتزت امتحاناتها خلال عامين متواصلين من العمل والدراسة، لأنال شهادة الزمالة الأمريكية هذه الزمالة وهي الخامسة والشهادة الأجدر والأقوى بالشهادات العالمية بالجراحة من أعرق كلية في العالم، حيث تمّ تخريج 1970 طبيباً جراحاً من "الولايات المتحدة" و"كندا" لوحدهما و73 طبيباً جراحاً من مختلف دول العالم.

كنت الطبيب الوحيد من "سورية" للعام الماضي وقد كان وجود العلم السوري حاضراً في قاعه الاحتفال والمراسم، حيث تمّ رفعه أمام المتخرجين والمدعوين من خريجي السنوات السابقة، في مقر حفل تخرج الكلية الأمريكية في "بوسطن"، حلم تحقق بالعمل، ليكون أحد المراحل المفصلية في حياتي العلمية والإنسانية التي حرصت أن تتكلل بعلم بلادي».

ناشط على الإنترنت لكي يقدم الاستشارات الطبية بالمجان عبر أقنية مختلفة كما أخبرنا وقال: «استشارات مجانية نقدمها على محرك البحث "غوغل" لأناس لا نعرفهم من خلال أكبر موقع طبي عربي يقدم الاستشارات المجانية على مدار الساعة، يتابعه أكثر من 45 مليون مشاهد، من أجل نشر المعرفة الطبية وخدمة الإنسان أينما كان، إضافة لتأسيسي مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي مع زميلين لي، تضم 250 طبيباً جراحاً عربياً من مختلف الدول العربية متخصصة فقط في حلّ أسئلة الجراحة العامة للذين يتقدمون لامتحانات الهيئة السعودية بالجراحة العامة وذلك لصعوبة الامتحان على النظام الحديث "بيرسون فيو" والآن وبفضل هذه المجموعة ارتفعت نسبة النجاح بنسبه كبيرة.

الطموح أن نتمكن من إيصال المعلومات الطبية على أكبر نطاق مجاناً كي نفتح الأبواب أمام الطلبة، وكل من يحتاج لاستشارة دون أن تثقل التكلفة المادية كاهلهم».

‎الدكتور "محمد عبد الرازق" استشاري وأستاذ جامعي مساعد في "الرياض" كلية الطب، حائز على الزمالة الأمريكية والبريطانية والإيرلندية بالجراحة وقال: «تلاقينا على العمل المشترك، والطموح المتشابه والشغف بالجراحة، والعمل العلمي، رفيقي في المشوار الشاق للحصول على الزمالة الإيرلندية بالجراحة وبعدها زمالة كلية الجراحين البريطانية، وزمالة كلية الجراحين الأمريكية ووقف إلى جواري حاملاً علم بلاده في يده وفي قلبه.

‎ملتزمٌ ومنضبطٌ ومحبٌّ لبلده "سورية" ووطنه العربي الكبير، ‎كان خير عونٍ ليس لي فقط، بل لجميع الأطباء الجراحين من كلّ أنحاء الوطن العربي، اشتركنا معاً في إنشاء مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدة الأطباء الجراحين المقبلين على اختبارات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وأيضاً مجموعة أخرى لمساعدة الجراحين في النجاح والحصول على زمالات كليات الجراحين الملكية البريطانية، وقد أثمر هذا العمل وساعد العديد من الأطباء وإلى الآن مستمر كشعلة نشاط وبركان عطاء.

الدكتور "نسيب" شخصية سورية معطاءة ومؤثرة في حياة جميع كلّ من حوله من الأطباء العرب، متميز لا تنكره عين، صديق الجميع لا يبخل بعلمه وماله ووقته».

ما يجدر ذكره أنّ الدكتور "نسيب الشبلي" من مواليد قرية "عريقة" في محافظة "السويداء" عام 1971 خريج جامعة "دمشق" عام 1995 وخريج مشفى "المجتهد" باختصاص الجراحة العامة عام 2001، نال خمس زمالات مرموقة هي الإيرلندية البريطانية والأمريكية والسورية والعربية، آخر مقالاته كانت عبر المجلة الدولية للأبحاث الحديثة.