استطاعت "لمى نصر" أن تثبت موهبتها بالعزف منذ طفولتها، وبإصرارها أصبحت تنشر الفن والتراث السوري للوطن العربي؛ فهي الفنانة التي تبحث عن التعلّم المستمر لنشر رسالة الفن السامية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 17 كانون الأول 2018، مع "لمى فارس نصر" المقيمة في "الإمارات"، التي حدثتنا عن مسيرتها، فقالت: «ولدت في قرية جميلة اسمها "نجران" في "السويداء"، نشأت ضمن أسرة تعشق الفن، فالراحل والدي كان شاعراً وعازفاً على آلة "المجوز"، وكان يغني أيضاً.

أتمنى نشر رسالة السلام عبر الموسيقا، لأنها لغة مشتركة بين الناس، وهي المحبة والسلام

وكل شخص في العائلة لديه اهتمامات ثقافية وفنية وإبداعية، كالعزف والغناء والكتابة والشعر، وغيرها من الفنون، فتأثرت بالأجواء الفنية التي غمرتني.

"نصر" أثناء مشاركتها مع براند عالمي في"أبو ظبي"

في عمر الخامسة حملت العود خلسة خوفاً من أخي "غالب" الذي كان يحذرني دائماً بألّا ألمسه لكوني صغيرة ويخاف أن أكسره، وعندما حملته أول مرة وبدأت العزف، عزفت عليه أغنية "أم كلثوم" "بعيد عنك".

كان أخي نفسه يشاهدني لتتحول تحذيراته إلى تشجيع، عندما تفاجأ بأنني أعزف تلقائياً، فكان الداعم الأول لي، وبدأت المشاركة في الحفلات المدرسية بالغناء والعزف.

خلال عزفها في المستشفى

كان لديّ اهتمام بالرياضة والرسم، وشاركت في مسابقات رياضية، وكنت ضمن فريق كرة الطائرة الذي حصل على المركز الأول على مستوى المحافظة، وقمنا بالمشاركة على مستوى القطر.

لكن النصيب الأكبر في قلبي كان للعزف والغناء، وقد حصلت على المراكز الأولى في المسابقات التي كانت تقام على مستوى المنطقة والمدينة، وعند حصولي في الصف الأول الثانوي على المركز الأول في الغناء على مستوى "السويداء"، تم تحديد موعد للمسابقة على مستوى القطر، ويا للأسف، لم أستطع المشاركة بسبب ظروف خاصة، وضاعت عليّ الفرصة، كذلك قمت بالمشاركة بعدة حفلات غنائية مع نقابة الفنانين في "السويداء"».

الفنان "عبود بشير"

وتابعت: «انتسبت إلى معهد "بيت العود العربي" في "أبو ظبي" لدراسة العزف على آلة "العود" بإشراف الفنان الكبير "نصير شمة".

أما عن عملي الحالي كمنتج منفذ للبرامج في قناة "الفجيرة" الفضائية في "الإمارات"، فهو عبارة عن إدارة البرامج على الهواء، إضافة إلى تدريب الموظفين في قسم الإعداد، والمذيعين وطلاب الجامعات الذين ترسلهم بعض الجامعات قبل تخرّجهم في قسم الإعلام، وأعمل أيضاً على إطلاق أفكار جديدة للبرامج التلفزيونية.

بالنسبة للغربة، فهي تصقل شخصية الإنسان وتزيده إحساساً بالمسؤولية، خاصةً أن أهلي منحوني الثقة الكاملة في تحديد مسيرة حياتي، وهذا أمر في غاية الصعوبة وأنا بعيدةً عنهم، لكن دائماً كنت أستمدّ قوتي من والدتي التي تشعرني بالأمان بدعائها لي أينما كنت».

وعن أعمالها قالت: «كانت لدي تجربة عزف جميلة وتركت أثراً في نفسي، حيث قمت بالعزف في أحد مستشفيات "أبو ظبي"، وكان أثره في المرضى رائعاً وخاصة الأطفال منهم، فعندما كانوا يدخلون وعلامة المرض والتعب تظهر عليهم سرعان ما كانوا يبتسمون، أحسست بأنهم ينسون قليلاً من آلامهم عند سماع الموسيقا بطريقة لطيفة، فكان الأطفال المرضى ينصتون ويحاولون الاقتراب مني ويحاولون العزف معي، لقد كان لهذه التجربة بالفعل وقع خاص في نفسي، فغادرت المكان وأنا سعيدة؛ وقد أحسست بأنني قدمت شيئاً ولو بسيطاً لتخفيف آلام الناس».

وأضافت: «أطلقت أغنيتي الأولى بعنوان: "يا شام" منذ عام ونصف العام، وبثّت على المحطات السورية، وهي من كلمات الدكتور "إياد قحوش"، وألحان الأستاذ "ميشيل شلهوب"، وتوزيع الأستاذ "محمد عصفور"، وإخراج الأستاذ "سامر برقاوي"، أهداني زوجي الشاعر "لورنس مراد" قصيدتين، وقد لحنهما الملحن السعودي الكبير "إبراهيم الدخيل".

أيضاً أهداني الشاعر "هايل مراد" قصيدة، وقام بتلحينها "الدخيل" أيضاً.

وهناك أغنية أيضاً من كلمات الشاعرة "رنا حميدان" وألحان الأستاذ "علي سرحان".

لديّ العديد من شهادات التقدير من مختلف الجهات التي أقوم فيها بنشاطات فنية، فأنا أقوم بممارسة العزف والغناء في دولة "الإمارات"».

وختمت: «أتمنى نشر رسالة السلام عبر الموسيقا، لأنها لغة مشتركة بين الناس، وهي المحبة والسلام».

الفنان "عبود بشير" قال عنها: «"لمى نصر" فنانة نشيطة تربت ضمن عائلة فنية عريقة، ومن المعروف أن أبناء منطقة "السويداء" متأثرين بـ"أسمهان" و"فريد الأطرش"، عندما أتت إلى "بيت العود" في "أبو ظبي"، كانت لديها الرغبة في صقل موهبتها بالتعليم؛ فهي طموحة ومثابرة، وعند تعاملي معها اكتشفت أنها إنسانة جدّية جداً في العمل عندما تضع هدفاً أمامها، ولديها الإصرار على تحقيقه، فطريق الفن ليس سهلاً، وفيه العديد من العقبات، هي تطلب التعلّم دائماً وتسعى إلى تطوير معرفتها، وحالياً تحضّر لإصدار عدة أغانٍ أتمنى أن ترى النور».

يذكر، أن "لمى نصر" من مواليد عام 1975، درست لغة إنكليزية في "دمشق"، وتقيم في "الإمارات" منذ 18 سنة، وانتسبت مؤخراً إلى أكاديمية "الفجيرة" للفنون الجميلة في قسم الغناء.