دكتوراه في العلوم الهندسية وثانية في العلوم التكنولوجية، ومشوار طعمه الدكتور "رأفت العفيف" بعشر شهادات لأبحاث ما بعد الدكتوراه من "ألمانيا" و"النمسا" في أبحاث الطاقة المستدامة والغاز الحيوي، وتخريج عدد من الطلبة المولعين بالعلم.

مسيرة علمية غنية اقترنت بأبحاث وعلوم أنجزها في الخارج، لبَّت بعض طموحاته في البحث وتطوير مهاراته البحثية بعد نيل الشهادات العليا في بلده، والتدريس في جامعاتها، وبقي على صلة بحكم عمله كمنسق علمي بين جامعة "دمشق" و"فيينا"، ليقدم من ذخيرة البحث لطلاب المعاهد البحثية ما استطاع بهدف تخريج طلاب جدد يحملون طموح البحث العلمي، وفق حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 تشرين الثاني 2017، وقال: «البحث في مجال الطاقة الحيوية والطاقات البديلة والمستدامة مشروع علمي أخذني بمساراته الغنية إلى دراسات استهلكت الكثير من الوقت، وأثمرت أبحاثاً ودراسات أعدّها بذوراً لمشاريع قادمة أطمح إلى تطبيقها.

بمساعدة الزملاء الجدد في جامعات "فيينا"، تمكّنا بنجاح من تطوير الأبحاث -ليس فقط خطة العمل المتوقعة- والحصول على نتائج جديدة تم عرضها في عدة مؤتمرات علمية، منها: "المؤتمر الدولي الثالث عشر لتكنولوجيات مراقبة غازات الاحتباس الحراري" GATT-2016"، "لوزان"، "سويسرا"، و"المؤتمر الدولي للطاقة المستدامة وحماية البيئة" "سلوفينيا SEPE 2017-10th"، و"المؤتمر الدولي للفحم البيولوجي 2017 Alba" في "إيطاليا"، وتم نشر المقالات العلمية ذات الصلة في مجلات عالمية محكمة

فبعد مرحلة من العمل التنسيقي بين جامعة "دمشق" وجامعة "فيينا"، بدأت مرحلة جديدة فرضتها حاجة متابعة الدراسات والأبحاث لأحط الرحال في "النمسا"، وأستقر فيها وفق مقتضيات العمل، وهي أهم المراحل التي أكملت فيها مشروعي العلمي، مرحلة كانت فيها الظروف في "سورية" غير مهيأة لذلك، لتبقى لدي رغبة العودة وتقديم منتج أبحاثي لخدمة الوطن من خلال تنسيق وتواصل حرصت على المحافظة عليه كل هذه السنوات.

الدكتور رأفت العفيف

هذه التطورات هي ترجمة لطموحي وقناعتي أن الشهادات العلمية العليا لا يمكن أن تقف عند حدود، وكنت دائم البحث عن كل ما يتفق مع غايتي في أن للعلم لمسات يجب أن تظهر على أرض الواقع، ولثقتي أننا بالعلم نبدأ باستثمار ما لدينا من طاقات.

ومن خلال فرصة التواصل مع جامعة "فيينا"، كان السعي لإنجاز الأبحاث العلمية، ووضع خارطة بحثية وجدتها منسجمة مع تخصصي، وكانت البداية من محور إمكانية الاستفادة من المخلفات الزراعية وتحويلها إلى مجموعة من المنتجات ذات الصلة بالطاقة: الحرارة، والكهرباء، والوقود الصلب أو الغازي، التي نحن أحوج ما نكون إليها اليوم.

الدكتور يونس علي

فالتعامل مع مخابر وجهات بحثية عالمية طبع شخصيتي بصفات جديدة أخذت أسلوب التنقيب عن كل ما هو جديد واستثمار الوقت، وفي مراحل سابقة كنت أتنقل لأيام متقطعة بين البلدين والعمل متصل، فلم تكن رحلة العودة لعدة أشهر إلى الوطن إجازة، بل تنسيق ودعم الحالة البحثية في جامعة "دمشق" مع عدد من الباحثين المتخصصين».

إن التوجه الدولي إلى أبحاثه العلمية فيما يتعلق بالمنشورات والمشاريع والتعاون وتبادل الخبرات، أعطاه مكانة استشارية مميزة في هذا المجال، حيث عرض لنا جانباً من أبحاثه ما بين "النمسا" و"ألمانيا"، وقال: «لن أدخل كثيراً في تفاصيل الأبحاث التي أجريتها، لكن سأورد جانباً مما تضمنته مقالة تناولت تجربتي العلمية في "النمسا"، التي نشرت على صفحة "هيئة التبادل الأكاديمي النمساوي" بتاريخ الرابع من الشهر السابع لهذا العام، حيث جاء فيها: فقد انصب العمل على تنمية القدرات الإبداعية للطلاب والمهندسين في تطوير تكنولوجيات الطاقة المستدامة باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنتاج الفحم البيولوجي من التحلل الحراري للمخلفات الزراعية، وبحث أمثلة المعالجة الكيميائية والحرارية لإنتاج الغاز الحيوي من حطب القطن، وعدة أبحاث سجلت وأخذت طريقها للتطبيق، مثل: إنتاج الغاز الحيوي من تفل الزيتون باستخدام مخمر التحريك المستمر (CSTR) في معهد "ليبنز" للهندسة الزراعية، و"بوتسدام بورنيم" في "ألمانيا"، وتأثير المعالجة الأولية بثاني أوكسيد الكربون الحرج على إنتاج الغاز الحيوي من حطب القطن، وزيادة فعالية إنتاج الغاز الحيوي من تفل الزيتون باستخدام مخمر التدفق العلوي "UASS" في بحث متكامل في معهد "ليبنز" للهندسة الزراعية أيضاً، وبحث بعنوان: تأثير المعالجة الميكانيكية الأولية على إنتاج الغاز الحيوي من حطب القطن. إلى جانب أبحاث الهضم اللا هوائي لمخلفات صناعة السكر، وتأثير تخمرها المشترك مع نباتات الطاقة ومخلفات المواشي بإنتاج الميثان، وكان أيضاً لمصلحة جامعة "فيينا" للمصادر الطبيعية والعلوم التطبيقية، وسلسلة من المواضيع البحثية.

ولغاية هذه المرحلة أعرف أن أمامي عملاً كبيراً لا بد من متابعته، فالحاضر يفرض تحديات كثيرة على مستوى رفع كفاءة استثمار طاقة الكتلة الحيوية، وما توصلنا إليه من نتائج يدفعنا إلى الأمام لمواصلة البحث لأمثلة عمل تقنيات إنتاج الطاقة النظيفة».

وعن آخر الأعمال وما وُثِّق في المجالات العلمية، يضيف: «بمساعدة الزملاء الجدد في جامعات "فيينا"، تمكّنا بنجاح من تطوير الأبحاث -ليس فقط خطة العمل المتوقعة- والحصول على نتائج جديدة تم عرضها في عدة مؤتمرات علمية، منها: "المؤتمر الدولي الثالث عشر لتكنولوجيات مراقبة غازات الاحتباس الحراري" GATT-2016"، "لوزان"، "سويسرا"، و"المؤتمر الدولي للطاقة المستدامة وحماية البيئة" "سلوفينيا SEPE 2017-10th"، و"المؤتمر الدولي للفحم البيولوجي 2017 Alba" في "إيطاليا"، وتم نشر المقالات العلمية ذات الصلة في مجلات عالمية محكمة».

مشاركة علمية متميزة تحدث عنها الدكتور المهندس "يونس علي" مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة، وقال: «لا شك أن سفر الدكتور "رأفت" ووجوده حالياً خارج الوطن حرمنا من التواصل المباشر معه، وقد شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية التي أقيمت في "سورية" وخارجها، حيث قدم خلالها الأبحاث والدراسات المنجزة من قبله، وهو محكم معتمد لدى عدد من المجلات العلمية العالمية المعنية في مجال الطاقة أو طاقة الكتلة الحيوية، وقام بنشر عدد كبير من المقالات العلمية المحكمة في مجلات خارج "سورية"، وهو من أبرز المختصين الأكاديميين في مجال طاقة الكتلة الحيوية.

ولقد تم التعاون معه بإجراء العديد من الدراسات والأبحاث التي كان لنتائجها قيمة مضافة على الصعيد العلمي، وهو دائماً يقدم كل ما بوسعه ولا يبخل بإعطاء الاستشارات والمعلومات التي يراها مناسبة لنا، حيث ساهم في إنجاز بعض الدراسات والأبحاث في إطار التعاون بين "المركز الوطني لبحوث الطاقة" وجامعة "دمشق"، حيث تم تنفيذ دراسة حول إمكانية الاستفادة من طاقة الكتلة الحيوية من المخلفات بكافة أنواعها ومحطات الصرف الصحي لإنتاج الغاز الحيوي».

ما يجدر ذكره، أن الدكتور "رأفت العفيف" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1964، ويعمل حالياً بصفة باحث ومحاضر جامعي رئيس في اثنتين من أهم الجامعات النمساوية؛ معهد الهندسة الكيميائية والطاقة (IVET)، جامعة الموارد الطبيعية وعلوم الحياة، وجامعة فيينا للعلوم التطبيقية، وهو خريج جامعة "دمشق" كلية الهندسة الميكانيكية عام 1986، نال شهادة دكتوراه في العلوم الهندسية من "أوكرانيا" عام 1993، وشهادة دكتوراه في العلوم التكنولوجية من "روسيا الاتحادية" عام 1994، كما حصل على ثلاث شهادات لأبحاث ما بعد الدكتوراه من "ألمانيا"، وسبع شهادات لأبحاث ما بعد الدكتوراه من "النمسا".