مثّل المغترب "بديع غانم" بإخلاصه لمجتمعه ولوطنه، إشكالية ثقافية انتمائية، وساهم مع المغتربين في خلق مبادرات إنسانية وخيرية بغية تخفيف آلام المرضى والمحتاجين من أبناء وطنه، وخلق فرص عمل في بلاد الاغتراب.

حول حياة ومسيرة الاغتراب ومعاناتها، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 20 أيار 2017، التقت المغترب "بديع غانم"، الذي بيّن قائلاً: «تتميز قريتي "مفعلة" بمناخ جبلي وتضاريس جبلية لها المكانة المرموقة في حياتي؛ فعلى أرضها كانت ولادتي في الثامن من تشرين الأول عام 1963، وبين بيادرها وكرومها وأشجارها المثمرة أمضيت شقاوة الطفولة، حتى نلت الشهادتين الابتدائية والإعدادية في بلدة "قنوات" بالقرب من قريتي "مفعلة"، لأبدأ مشوار السفر إلى بلاد الاغتراب طالباً العيش الكريم، وطامحاً سد فراغ المعاناة الذي شكل في ذاكرتي لحظات مؤلمة وقاسية منذ صغري عن طبيعة الحياة واستمرارها. ولعل قساوة الطبيعة والحياة دفعتني إلى إطلاق أحكام ذاتية على نفسي في إيجاد علاقة تشاركية بين قيمة العمل في المجتمع الذي سافرت إليه وبين المجتمع الذي انتمي إليه، وبالفعل قمت بالعمل ضمن مشاريع مقاولات عمرانية، ونهلت من معين هندسة العمارة التي اكتسبتها من أبنية دمشقية وجبلية، والخصوصية في جمال النقوش. وقمت ببناء قصور ومشاريع تنموية اقتصادية، والكثير من تلك المشاريع سببت بخلق العديد من فرص العمل، والأهم وبصحبة الإخوة المغتربين من أبناء الوطن قمنا بتكوين نواة لمجموعة شباب يعملون بصمت في نشر ثقافة العمل التطوعي والإنساني والخيري، لغاية سامية هي مساعدة المحتاجين والفقراء ومن ابتلاهم الله بأمراض مختلفة. وتم العمل على تأسيس صندوق خيري تكافلي يحمل أهدافاً إنسانية واجتماعية وأخلاقية وانتمائية وطنية، منها مساعدة مرضى السرطان جراء ما يعانوه من آلام ومعاناة في توفير الأدوية العلاجية لهذا المرض، جاء تأسيس هذا الصندوق الجماعي بعد أن وصلنا أصداء الأعمال الخيرية لجمعية "أصدقاء مرضى السرطان" وما تقدمه من خدمات للمرضى بنزاهة وإصرار على الرغم من الضغوطات الاقتصادية الجائرة وارتفاع أسعار الأدوية، ولمسنا مساعدة العديد من المرضى على أرض الواقع؛ الأمر الذي شجع المتبرعين على دعم الجمعية والوقوف إلى جانب إدارتها، ولعل العمل الإنساني التطوعي وخاصة في الاغتراب كوّن دوافع ونوازع خاصة في نفوس الكثيرين لخلق علاقة حنين وارتباط أكثر في الجذور الانتمائية».

ساهمت بتنفيذ مشاريع متعددة ومتطورة، وكان لعملي الرؤية والوقوف أمامه باحترام من جهات عديدة، فمثلاً: أقمت مشروعاً لبناء قصر بطريقة جبلية حاملة للنقوش والزركشات المهمة، وكنت أحمل في داخلي أن العلم والوطن هما شيئان مقدسان، وربما جاء ذلك مني بعد ما لمست اندفاع الكثيرين أمامي من الإخوة المغتربين، لأنهم استطاعوا أن يكوّنوا ثقافة معرفية جمعية بهم، وبقيمة عملهم، ونالوا ثقة المجتمع في البلدان العربية، وأنا واحد من هؤلاء، الذين حينما يسمعون عن موقف وطني أو شخصية من أبناء الوطن تحتاج إلى مساعدة تراهم يندفعون بغيرة وحماسة وطنية لا مثيل لهما لدفع الضرر عن المحتاج وتقديم المساعدة المناسبة له، حيث أثبت المغترب السوري أنه النموذج القويم في العمل التطوعي ونشر ثقافته

وتابع عن مشاريعه في الاغتراب بالقول: «ساهمت بتنفيذ مشاريع متعددة ومتطورة، وكان لعملي الرؤية والوقوف أمامه باحترام من جهات عديدة، فمثلاً: أقمت مشروعاً لبناء قصر بطريقة جبلية حاملة للنقوش والزركشات المهمة، وكنت أحمل في داخلي أن العلم والوطن هما شيئان مقدسان، وربما جاء ذلك مني بعد ما لمست اندفاع الكثيرين أمامي من الإخوة المغتربين، لأنهم استطاعوا أن يكوّنوا ثقافة معرفية جمعية بهم، وبقيمة عملهم، ونالوا ثقة المجتمع في البلدان العربية، وأنا واحد من هؤلاء، الذين حينما يسمعون عن موقف وطني أو شخصية من أبناء الوطن تحتاج إلى مساعدة تراهم يندفعون بغيرة وحماسة وطنية لا مثيل لهما لدفع الضرر عن المحتاج وتقديم المساعدة المناسبة له، حيث أثبت المغترب السوري أنه النموذج القويم في العمل التطوعي ونشر ثقافته».

المهندس أمين غزالي

المهندس "أمين غزالي" من أهالي مدينة "السويداء"، وأمين صندوق جمعية أصدقاء مرضى السرطان، بيّن قائلاً: «عرف المغترب "بديع غانم" بحبه وإخلاصه للعمل، حيث كان في الاغتراب يمزج بين علاقته بالانتماء الجغرافي للمكان والمتمثل بالوطن الأم، وبين إظهار قيمة المواطن السوري وإخلاصه للعمل؛ وهذا ما انعكس عليه في تنمية العمل والمشاريع التنموية، ولأنه حمل معه معاناة الإنسان الكادح المكافح، اتخذ مع ثلة من المغتربين موقفاً إنسانية ومبادرة أخلاقية انعكست قيمتها على العديد من المحتاجين والفقراء من أبناء الوطن، وخاصة مرضى السرطان، حيث كان للمغتربين في الدول العربية كافة، الدور الفعال في التخفيف من أعباء المرض، وتكاليفه الباهظة على الساحة الإنسانية، من حيث تأمين الدواء للعديد من المرضى ومستلزماته العلاجية؛ الأمر الذي ولّد عن الكثيرين من أقرانهم المبادرة ومساندتها، والعمل على نشر ثقافتها محلية ووطنياً داخل بلاد الاغتراب وخارجه، وهذا الفعل المنعكس كان له الأثر الإيجابي في نفوس أفراد المجتمع في قريته "مفعلة"، وغيرها من أبناء "السويداء"، حيث مثّل المغترب "غانم" وأمثاله ثقافة العمل الخيري والمبادرة الإنسانية في بلاد الاغتراب».

المغترب بديع غانم في عمله