هو رجل الظل في الغربة على الرغم من حداثة سنه، وصاحب أكبر مشروع يمكن لشخص واحد أن يديره، وبتواضع الكبار يفكر بكل خطوة في الخارج بما يعادلها في الداخل، فاكتسب احترام الناس، وأسس موطئ وردة في قلوب أهالي قريته "طربا".

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاب المغترب "فرزان أبو صفا" أثناء زيارته لأهله في قرية "طربا" يوم الأحد 16 تشرين الثاني 2014، فتحدث عن عمله الحالي، وعلاقته مع المغتربين في الخارج: «أعمل على حسابي في المملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة في المقاولات التي أصبحت فيها ذا خبرة ودراية تامة، وهي السوق التي تجذب الكثيرين من الناس لما تحققه من أرباح، وقد قمنا منذ مدة ليست بالقصيرة بإنشاء صندوق للجالية السورية؛ حيث اشترك فيه ثلاثة آلاف سوري، وهو نموذج مهم للديمقراطية في التعامل والانتخاب والترشح حيث يتم الترشح وانتخاب مجلس إدارة، ومجلس أمناء بكل ما للديمقراطية من معنى، ونجتمع بشكل دوري ونتخذ كل القرارات التي تهم الجالية والصالح العام، وفي البداية كان عمل الصندوق ينصب على مساعدة المغتربين في السعودية ممن أصيبوا بحادث، أو توفوا هناك حيث وصل المبلغ المدفوع لأهل المتوفى 50 ألف ريال، وكل من يصاب بحادث يقوم الصندوق بالعلاج وأجور المستشفى ومصاريف المصاب الشخصية، إضافة إلى ما يتم الاتفاق عليه من أجل خدمة أهلنا في الداخل من مساعدات طبية وعينية، حيث تتم دراسة كل حالة على حدة، وهنا لا أحد من المغتربين ينظر إلى المبلغ أو يعترض عليه، فهم يعرفون جميعاً إلى أين يصل. وفي الظروف الحالية نسخر كل إمكانياته لمصلحة الهلال الأحمر العربي السوري من خلال رفده بالمال وتوزيع السلل الغذائية على المحتاجين والمهجرين؛ بوجود شخص من مجلس الإدارة يشرف على التوزيع بعد حصر القوائم عن طريق الجمعيات الأهلية والمخاتير ورؤساء البلديات، وقد وصلت هذه المساهمة إلى ثمانية آلاف أسرة».

أنا أعمل في العقارات، ومهنتي في البلد هذه المصلحة، فهي القطاع الأوسع والأشمل الذي يشغّل اليد العاملة بصورة كبيرة، والذي لا يعلم مدى ما يقوم به المغترب للدفاع عن الوطن بطرائق شتى هو هذا الأمر، فنحن نقوم بسحب الأموال من الخارج وإيداعها في الداخل من أجل العمل ودعم البلد بالعملة الصعبة، وأغلبنا يقوم بتحويل العملات المختلفة إلى دولار وتصريفه في الداخل، وهي مبالغ كبيرة جداً، وتسند الاقتصاد الوطني

وتابع حديثه عن مساهمته في القرية التي انطلق منها: «أنا فرد من 116 شاباً يعملون في السعودية، همومنا وأفراحنا واحدة، والجميع قلبهم وعقلهم مع الوطن، وفي الصندوق الذي أسس هناك كنت لسنة كاملة رئيساً لمجلس الإدارة، وهذه السنة كنت عضو المجلس، ولا يهم المنصب طالما انتخبت لأخدم أبناء الجالية وأهلي في "سورية". على المستوى الشخصي كانت أحلامي تنصب على تحقيق حياة كريمة، وقد نشأت في منزل يحب العمل والتعاون، وقد رعانا والدنا الراحل "قاسم أبو صفا" حتى اشتد عودنا، ونحن نعمل لكي تفخر روحه بنا، فخدمة الناس هو المشروع والهاجس الدائم الذي أعيش من أجله، وما زلت في بداية الطريق، فما أقدمه لأهل قريتي على الرغم من بساطته هو واجب، وكما أنا أقدم يقوم إخواني المغتربون في السعودية والخليج وليبيا بتقديمه، والهدف حماية القرية من أعداء الوطن الذين يحاولون سلخنا من جذورنا وزرع الفتن في الأرض، ولكننا واعون تماماً لما يجري منذ البداية وأهلنا منذ البداية واعون لما يخطط لهم، وهم المتجذرون بالأرض كما هو صخر البازلت».

شهادة تقدير يقدمها "الخطيب" باسم الجمعية.

أما عن العمل في البلد نتيجة الاغتراب، فأضاف: «أنا أعمل في العقارات، ومهنتي في البلد هذه المصلحة، فهي القطاع الأوسع والأشمل الذي يشغّل اليد العاملة بصورة كبيرة، والذي لا يعلم مدى ما يقوم به المغترب للدفاع عن الوطن بطرائق شتى هو هذا الأمر، فنحن نقوم بسحب الأموال من الخارج وإيداعها في الداخل من أجل العمل ودعم البلد بالعملة الصعبة، وأغلبنا يقوم بتحويل العملات المختلفة إلى دولار وتصريفه في الداخل، وهي مبالغ كبيرة جداً، وتسند الاقتصاد الوطني».

وقد تحدث الأستاذ "نعيم الخطيب" عضو الجمعية الخيرية في قرية "طربا" عن السيد "فرزان أبو صفا" بالقول: «يعد الشاب "فرزان" من خيرة شباب الوطن لما يقوم به من أعمال جليلة تهدف لخدمة أبناء القرية والبلد عامة، فهو مساهم أساسي في كل المشاريع الخيرية هنا، وداعم لعمل الخير، ودائم التبرع للفقراء والمحتاجين، ويمثل مع رفاقه المغتربين حماية حقيقية للقرية من خلال دعمهم للمجموعات الساهرة على أمن القرية، وتراه دائماً مندفعاً للمصلحة العامة، ونحن نفخر به وبرفاقه الذين يمدونا دائماً بالحب والعطاء، وفي الحقيقة هو من أوائل المتبرعين للجمعية الخيرية منذ انطلاقها، وقد ساهم مع مغتربي القرية بدعم جمعية "الوفاء" لذوي الاحتياجات الخاصة، وجمعية "أصدقاء السرطان" في "السويداء"».

مع أصدقائه وأهله.
في مضافة فوزي سلام يجتمع الأهل.