بنى مشروعه على أرض الوطن على قاعدة العمل والاجتهاد، وما اكتسب من خبرات بعد رحلة اغتراب، يقر المغترب "غسان حمد" بأنها هيأته للانطلاق في تجربة استثمارية فردية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 كانون الأول 2013 حاورت الأستاذ "غسان حمد" للتعرف إلى تجربة عملية لشاب غادر الوطن بحلم النجاح وعاد محملاً بالأمل والمحبة، ما دفعه إلى الاستقرار في وطنه ومدينته "السويداء" مطلقاً عدة مشاريع يعتبرها بداية لعمل رسم له خارطة زمنية يجتهد لإنجاحها.

كنت على تواصل دائم مع المهندس "غسان حمد" خلال فترة الاغتراب ومن خلال معرفتي به والجهود التي بذلها للوصول إلى النجاح الذي حققه فقد كان مخلصاً مجداً وضع نصب عينيه الاغتراب لفترة محددة واستثمر سنوات الغربة بعمل أسس لقاعدة جيدة مادية ومعنوية، وبقي وفياً لوطنه وأسرته، وعندما عاد إلى الوطن ورغم الصعوبات التي كانت كفيلة باعتراض مشروعه وإيقافه تابع وتحدى كل ما أعاق عمله وأنجز مشروعه الذي يستعد اليوم لإطلاقه، وبقي كعادته نشيطاً متابعاً ويقدم النصيحة إلى كل الشباب المغتربين للعودة والاستقرار في وطننا

حول تجربة الاغتراب والعودة إلى الوطن دارت محاور الحديث، وهذه أهم التفاصيل:

شهادات التقدير التي نالها من إدارات وجهات قدرت عمله

  • عملت في عدة مجالات اتجهت بعدها إلى الاغتراب حدثنا عن هذه المرحلة؟
  • ** بعد تخرجي في المعهد الهندسي للكهرباء ولصعوبة الحصول على وظيفة حكومية قررت الالتفات إلى الأعمال الحرة الخاصة، وقد عملت بعدة أعمال متنوعة أذكر منها مندوب شركة مبيعات وتعهدات وغيرها، ولم تستهوني كثيراً لعدد ساعات عملها الطويلة وأصبح عندي دخل جيد، لكن مستلزمات الحياة كثيرة، وأنا كأي فرد في المجتمعات كافة حلمي أن يصبح لدي منزل وزوجة وسيارة، وهذه الأمور لا تتحقق إلا بمردود وفير وعلى هذا الأساس قررت اختبار العمل خارج "سورية" ولكن بشرط أن تكون الدولة التي سأسعى للذهاب إليها دولة عربية، لأن هدفي واضح ومرسوم نصب عيني فأنا لا أريد البقاء طوال عمري خارج وطني وبعيداً عن أهلي وأصدقائي فهم الهواء الذي أتنفسه والدم الذي يجري في عروقي بعدها بدأت التحرك باتجاه المكاتب المتخصصة بالسفر وسجلت اسمي وأوراقي في الكثير منها على أمل أن أحظى بفرصة واحدة فقط ولكن هذا لم يمنعني من الاستمرار بالأعمال التي أقوم بها وبعد طول انتظار تم الاتصال بي من قبل أحد المكاتب ليخبرني بأن هناك شركة تابعة لكهرباء المملكة العربية السعودية قد وافقت على منحي فيزا للعمل لديها بمهنة فني كهرباء على أساس شهادتي، لم أتوقف لحظة واحدة عند طبيعة العمل أو المرتب لأنني أرى أن بالعمل أملاً وأنني قادر على إنجاز أي عمل مهما كان وبإتقان.

    غسان حمد أثناء العمل والإشراف الميداني على الورش

  • تعتبر التصميم والإرادة محرك النجاح كيف طبقت ذلك على أرض الواقع؟
  • ** عندي إيمان كامل بأنني أنا الذي أصنع الأحداث ولا أنتظر الأحداث كي تصنعني، ومنذ بداية رحلتي والعمل عام 2003 بدأت رحلة الاغتراب وبدأت حياتي العملية مع الفرق العاملة الميدانية بكامل حيويتي ونشاطي وآذاني المصغية ولم يمض فترة بسيطة حتى أصبحت مسؤولاً عن جميع الفرق وتم تعييني رئيساً لقسم القدرة الكهربائية والتركيبات رغم أن هذا المنصب يجب أن يشغله مهندس وشاءت الظروف بعدها أن رئيس قسم المحطات والأعمال الهوائية أتاه أمر طارئ في بلده الأم وعليه مغادرة المملكة لإنهائه، لكن الشركة لم تسمح له بالمغادرة حتى تأمين البديل وامتنع جميع المهندسين عن استلام قسمه لأسباب عملية ومادية عندها تبرعت أنا باستلام القسم لحين عودته فوافق المدير على أن أتحمل كامل المسؤولية عن أي خطأ أو تأخير يترتب على الأقسام جميعها، ومرت الشهور دون وقوع أية أخطاء والحمد لله أو تقصير بالعمل، ومع مرور الأيام ودون أي تخطيط أصبحت مسؤولاً عن 60 بالمئة من أقسام الشركة ولا يتم إتمام أي عمل إلا بعد الرجوع إلي، هذا كله دون أي مطالبة بزيادة للراتب أو إجازة بعدها قررت إدارة الشركة تعييني من بين 40 مهندساً كمدير لفرع المدينة وأرسلت الإدارة خطاباً لشركة الكهرباء بتعديل وصفي من فني كهرباء إلى مهندس كهرباء لأستوفي الشروط اللازمة لإدارة الفرع وبفضل من الله ونعمة تمت إدارتي للفرع بنجاح تام وقمت برفع ميزانية الفرع من 400 ألف ريال إلى 3 ملايين ريال شهرياً وتم احتساب نسبة على الإنتاج لي، لا أريد الإطالة أكثر من هذا ولكن إدارتي لفرع شركة تابعة لشركة كهرباء السعودية أعطتني مزيداً من المعرفة والطموح وقامت بصقل شخصيتي على جميع الصعد الإدارية والفكرية والعملية والاجتماعية والأخلاقية والمادية، فشهادات الخبرة والثناء التي حصلت عليها من كافة الدوائر والمؤسسات تدل على الإنجازات التي قمت بها.

    جانب من مشروعه السياحي تاج القمر

  • رافقك حلم العودة ولم تبتعد عن قرار العمل في الوطن رافضاً مغريات النجاح متى كان قرار العودة وكيف؟
  • ** رغم النجاحات المتكررة والفائدة المعنوية والمادية كل هذا لم يثنني عن القرار الذي اتخذته سابقاً بأن العودة هي أمر أساسي لا رجوع فيه فأنا الآن على استعداد لتقديم ولو شيء بسيط إلى بلدي وأهلي عمل يستفيد منه الجميع فقمت بتقديم طلب استقالتي من الشركة حيث تم رفض الطلب وقاموا باستدعائي إلى الفرع الرئيسي بـ"جدة" لمفاوضتي على الراتب والنسب لكن قراري لم يتغير حيث قاموا بالموافقة مجبرين، ورجعت إلى بلدي الحبيبة "سورية" بتاريخ 2 آب 2010 وكلي أمل وتفاؤل ومخيلتي ملأى ببحر من الأفكار التي أسعى إلى تحقيقها فلدي الركيزة الإدارية اللازمة والمادية فقررت الخوض في مجال العقارات والتعهدات ولكن هذا الأمر لم يرض طموحي فأنا أريد أن أطبع بصمة باسمي يذكرني المجتمع من خلالها، ولكي أكافئ نفسي ولو بشيء بسيط عن سنوات التعب والإجهاد الفكري والعضلي، ولأخبر جميع المغتربين بأن الاغتراب مرحلة وليست حياة وحيث إنه لا قيمة للحياة إذا لم يكن هناك هدف نسعى إلى تحقيقه مع أو بين من نحب، فعتبي وأسفي كبير على من باع وطنه واستغنى عن ذكرياته وماضيه وأهله من أجل حفنة نقود لن تزيد من قيمته شيئاً ولكن بالفعل سوف تنقص من عمره ولن ينفع الندم بعد حين.

    وعندها قررت أن أقوم بإنشاء مجمع سياحي متكامل يضم سلسلة مطاعم وشقق مفروشة ومحلات تجارية في موقع وفي منطقة من أجمل المناطق في العالم بنظري هي منطقة ظهر الجبل وبما أن لدي ابنتان اسم الأولى "تاج" والثانية "قمر" قررت أن أسمي المجمع "تاج القمر" ورغم الصعوبات التي واجهتني وعدم مساندتي ودعمي إلا أنني أصريت بمعونة من الله وفضله على إتمام المشروع وإنهائه حيث أنجزت المشروع بما يتوافق مع حلمي لكن بعض الظروف أخرت الانطلاق بالعمل، وبقناعة كاملة أؤكد أنني سأتابع العمل ليكون من بين المشاريع الاستثمارية والسياحية على ساحة المحافظة التي تساهم في بناء "سورية" وعودتها إلى حالة الاستقرار من جديد، وليس هذا المشروع الوحيد فقد باشرت بخطوات حديثة ترتبط بالعقارات والأبنية كمشاريع صغيرة جعلتني أكثر ارتباطاً بالوطن الذي احتضن أحلامي بعد رحلة قد لا تكون طويلة من حيث الزمن وبالمقارنة مع رحلات كبار المغتربين لكنها كبيرة بما قدمت لي من خبرة أعتز بها لأعود حاملاً الخير إلى وطني الحبيب.

    ومن رفاق الدرب السيد "وفيق طحطح" مالك "باريس مول" وهو مغترب رافق "غسان حمد" سنوات الغربة وتحدث عن رحلة عمل ودأب أسست لنجاح هذا الشاب وقال: «كنت على تواصل دائم مع المهندس "غسان حمد" خلال فترة الاغتراب ومن خلال معرفتي به والجهود التي بذلها للوصول إلى النجاح الذي حققه فقد كان مخلصاً مجداً وضع نصب عينيه الاغتراب لفترة محددة واستثمر سنوات الغربة بعمل أسس لقاعدة جيدة مادية ومعنوية، وبقي وفياً لوطنه وأسرته، وعندما عاد إلى الوطن ورغم الصعوبات التي كانت كفيلة باعتراض مشروعه وإيقافه تابع وتحدى كل ما أعاق عمله وأنجز مشروعه الذي يستعد اليوم لإطلاقه، وبقي كعادته نشيطاً متابعاً ويقدم النصيحة إلى كل الشباب المغتربين للعودة والاستقرار في وطننا».

    الجدير بالذكر أن "غسان حمد" من مواليد 1979 قرية "امتان"، اغترب قرابة عشر سنوات ولديه اليوم عدد من المشاريع على ساحة المحافظة.