لم يشكل الاغتراب عند المغترب "إحسان القطيني" إلا حاجة للعمل، لكن حنينه لأرض الوطن لم يفارقه قط، معتبراً كل إنجاز له في المغترب هو قيمه للرجل السوري الذي يمثل صدقه ومصداقيته داخل الوطن وخارجه، متمنياً أن تكون تلك الإنجازات على أرض قريته "ريمة حازم" في جبل العرب التي هي جزء من وطنه الغالي.

«قبل عقدين سافر شقيقي "احسان" إلى دولة الأمارات المتحدة حاملاً معه تراب قريته "ريمة حازم" مسترشداً بها، يقيناً أن صدقه في وطنه عامة وقريته خاصة سيحقق له ما أراد أن يكون» الحديث كان للأستاذ الصحفي "عبد الله القطيني" شقيق المغترب "إحسان محمود القطيني" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15/8/2012 وتابع بالقول: «منذ أن غادر شقيقي البلاد لم يترك لحظة التواصل بتراب أرضه ومجتمعه، فأقام العلاقات الاجتماعية، وجاهد لإثبات أنه السوري القادر على مواكبة أنظمة المجتمعات الأخرى بثقافته وتعبه، فكانت إرادته أقوى من المعوقات التي اعترضته، لذلك تراه يجيد لغات أجنبية، منفذاً مشاريع كبرى لشركات أجنبية وعربية، بعد أن نال شهادة الخبرة الفنية بصدق تعامله، وانعكس ذلك على قيمة عمله ورصيده المادي والمعنوي، رسخ في داخله حب الانتماء والحنين للوطن، محاولاً استثمار ما جناه في الاغتراب على أرض قريته "ريمة حازم".

قبل عقدين سافر شقيقي "احسان" إلى دولة الأمارات المتحدة حاملاً معه تراب قريته "ريمة حازم" مسترشداً بها، يقيناً أن صدقه في وطنه عامة وقريته خاصة سيحقق له ما أراد أن يكون

وما أود قوله هنا: إن حجم أعداد المغتربين الكبير وخاصة من أبناء محافظة "السويداء" وغيرها من المحافظات يدعونا للتفكير بجدية بكيفية توظيف طاقاتهم ونجاحاتهم في بلدان الاغتراب وننقلها إلى أرض الوطن الأم، إنها طاقات هائلة وكبيرة بلا شك تحتاج إلى جهود خلاقة ولا يكفي أن نقيم المؤتمرات لهم بل الأهم أن نكون مخلصين في استقطابهم جميعاً سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم بالرأي فسورية للكل وهي وطن لجميع أبنائها وهذا ما يجب أن نعمل عليه».

الصحفي عبد الله القطيني وشقيقه المغترب

"إحسان محمود القطيني" حول رحلته مع الاغتراب يتحدث بالقول: «في عام 1963 كانت ولادتي بقرية تبعد عن "السويداء" مسافة لا تتعدى عشرة كيلومترات، إذ بدأت العمل في مجال مقاولات البناء بعد أن نلت الشهادة الثانوية وخدمة العلم، عملت مدة عشر سنوات في أعمال البناء داخل أرض الوطن، وفي عام 1993 كانت الظروف مواتية للسفر إلى دولة الإمارات "أبو ظبي" لكن المفأجاة أثناء وصولي بأن اللغة المتداولة الانكليزية والهندية، وعند وصولي لدى صاحب المنزل لم أستطع اللقاء بأشخاص يتكلمون العربية، وخلال عملي مع شركة التنمية الحديثة للمقاولات بوظيفة مشرف بناء وبعد عامين ونصف أتقنت اللغة الإنكليزية والهندية واتبعت العديد من دورات الكمبيوتر حتى أصبحت واحداً منهم كتابة ومحادثة.

بقيت لمدة 11 عاماً نفذت خلالها نادي الغولف الدولي في "أبو ظبي" وغيرها من الأعمال وبعد أن نلت الثقة من أصحاب الشركة، لشعوري بأن على السوري إثبات صدقه ليبرهن ثقافة بلاده وعاداته وتقاليده الحقيقية، بتنفيذي مشاريع عديدة بأقل التكاليف والزمن ما جعل دار الإنشاءات للمقاولات "جنرال فورمول" تقوم بتعييني مشرفاً عاماً على مشاريعها لخمس سنوات حيث تم إنشاء قصور للشيوخ والأمراء، وبعد 20 عاماً عملت في شركة "لندنبيرج الإمارات" ومازلت أعمل بها مشرفاً عاماً وهي المعنية بمجال محطات تحويل الطاقة الكهربائية وخطوط المياه الرئيسية في المدن».

المغترب احسان القطيني امام مشروعه الزراعي

وحول الحياة الاجتماعية والمشاريع المستقبلية في أرض الوطن أوضح المغترب "القطيني" بالقول: «لم نكن في بلاد الاغتراب نفقد الحنين لأرضنا وعاداتنا ذلك لأننا كنا نساهم مع الجالية العربية بترسيخ مبدأ القيم السورية وعاداتها، مشاركين بعضنا بعضاً بالأفراح والأتراح ناقلين ما حملنا من بلادنا من الحنين والارتباط، وبعد أن كونت ثروة مالية أول ما تبادر إلى ذاكرتي قريتي "ريمة حازم" التي أقمت بها منزلاً، ومشروعاً استثمارياً يعمل على خلق فرص عمل بالتوازي مع نشر العلم والمعرفة لأبناء القرية، ذلك لأنني مؤمن بأن المال الذي ليس في بلدك ليس لك ولا لولدك، واليوم نأمل أن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل عمل الاستثمار في البلد ونقل ما جنيناه من ثروة لاستثمارها وتحقيق التنمية المستدامة لبلاد أحببنا فيها ترابها وشعبها، وهي سورية الأم الرؤوم».

المغترب احسان القطيني امام منزله