استقبلت "السويداء" على مدى الأيام الماضية ما يقارب مئتي مغترب، قدموا من بلاد الاغتراب للمشاركة في فعاليات مؤتمر الاستثمار للمنطقة الجنوبية الذي أنهى فعالياته يوم الخميس الواقع في 27/5/2010.

حيث وجد المغتربون من خلال هذا المؤتمر فرصة لطرح آرائهم ومشاريعهم ورؤيتهم المستقبلية للعودة إلى الوطن والاستفادة من التشريعات والقوانين الجديدة والتسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية.

هي فرصة طيبة لنلتقي مع الإخوة والأصدقاء لنناقش واقع العمل والاستثمار في القطر، وأعتقد أن الاقتصاد السوري يمشي بخطا حثيثة نحو الأمام، وعلى المستثمرين التقاط الفرصة جيداً في بلد تحكمه تشريعات جديدة وواعدة ومنضبطة، ويتمتع بالكثير من الفرص الخام التي تحتاج من يستغلها لخدمة الاقتصاد الوطني

وفي حديثهم لموقع eSuweda كان التفاؤل عنواناً لبدء مرحلة جديدة من الاستقرار بعد سنوات من الغربة، حيث أكد السيد "سامر دنون": «لا شك أن المنطقة الجنوبية بشكل عام و"السويداء" بشكل خاص تعتبر بيئة مناسبة للاستثمار باعتبارها أرضاً بكراً في هذا المجال، فالاستثمارات فيها محدودة جداً على الرغم من توافرها على إمكانيات مفتوحة لنجاح الاستثمار، ونعني بذلك أن الاستثمارات فيها تكون منتجة بما يرضي حاجة المستثمرين وخصوصاً بالمجال السياحي، حيث تعتبر "السويداء" من أنظف البيئات الطبيعية وفقاً للدراسات العالمية المختصة في هذا المجال، كما أنها قريبة من العاصمة وتتميز بانخفاض تكاليف البنى التحتية لوجود اليد العاملة الخبيرة والمدربة القادرة على تلبية حاجات الاستثمار.

السيدان سامر دنون وأحمد الكوسا

ولكن ما يحد من الاستثمارات الواسعة فيها ضعف الترويج الإعلامي لمميزاتها السياحية، وبوجود كم هائل من المواقع الأثرية التي لم تأخذ حقها من التطوير ليتم إبرازها بالوجه الأمثل، وإن انعقاد هذا المؤتمر خطوة على الطريق الصحيح لتعريف المغتربين والمستثمرين بالمشاريع الهامة والحيوية، والتي تفيد في دعم عجلة الاقتصاد الوطني، وهي دعوة للمغتربين للاستفادة من هذا المناخ الاستثماري الآمن من خلال التشريعات الجديدة الداعمة والضامنة للاستثمار».

المستثمر القادم من دولة الامارات العربية المتحدة الدكتور "غسان مراد" الذي شُمّل مشروعه الجديد عن طريق هيئة الاستثمار السورية (النافذة الواحدة) قال للموقع عن مشروعه الجديد: «نحن بصدد إنشاء معمل تجفيف الفواكه والعصائر الطبيعية وصناعة الشيبس من الفواكه، ونظراً للظروف الماسة التي تصحب تصريف الإنتاج، فإن هذا المشروع يعتبر بمنتهى الأهمية لأنه يستوعب كميات كبيرة من إنتاج المحافظة في عملية التصنيع وبالتالي الاستفادة من القيمة المضافة وفتح خطوط تصديرية إلى خارج القطر، علماً أن المعمل يشغل 28 يداً عاملة إضافة إلى العمال الموسميين، وتصل كلفته الإجمالية إلى 100 مليون ليرة سورية، وقد أتيت من الخارج مقتنعاً بأهمية أن نساهم في دعم اقتصاد الوطن».

الدكتور جمال الشريطي يشمل مشروعه

المغترب ورجل الأعمال المعروف "غسان قرضاب" قال: «إن انعقاد المؤتمر في المنطقة الجنوبية خطوة رائدة ومتقدمة، ومن البداية ساد التفاؤل والخير ونتمنى أن يستمر ويكون على أرض الواقع مشاريع قائمة، وفي الحقيقة نتمنى من القائمين على العملية الاقتصادية في سورية العمل على إلغاء الروتين الممل، والعمل على تحسين واقع الموظفين العاملين بالدورة الاستثمارية ككل.

ونحن في شركة البحر المتوسط نعمل على طرح مشروع تلفريك من "ظهر الجبل" إلى بلدة "قنوات"، وهو يعبر محمية "الضمنة" إلى "تل الأحمر"، ونعمل مع عدد من الشركات في الخارج وعدد من البنوك في سورية على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجه العمل، فتكلفة المشروع تتجاوز خمسة مليار ليرة سورية بشكل مبدئي، ونتمنى أن يرى المشروع النور هذه السنة بعد المرسوم الذي أصدره السيد الرئيس "بشار الأسد"».

المستثمر أحمد الكوسا

المغترب الدكتور "جمال الشريطي" أضاف: «لقد قمت بتشميل مشروع معمل كونسروة عن طريق النافذة الواحدة، ونظراً لتوافر مادة البندورة في محافظتي "السويداء" و"درعا"، فقد تقدمنا بإنشاء معمل لإنتاج رب البندورة يكون مقره بالقرب من قرية "خربا" التي تقع بين المحافظتين، وهو معمل يوفر فرص عمل جيدة، ويصرف الإنتاج البالغ 30 ألف طن من إنتاج المحافظة عدا إنتاج محافظة "درعا" وبتكلفة تصل إلى 70 مليون ليرة، وهو مشروع مشترك مع مغتربين سوريين في دولة الإمارات العربية المتحدة».

المغترب "طلال الحكيم" القادم من بلجيكا قال: «هي فرصة طيبة لنلتقي مع الإخوة والأصدقاء لنناقش واقع العمل والاستثمار في القطر، وأعتقد أن الاقتصاد السوري يمشي بخطا حثيثة نحو الأمام، وعلى المستثمرين التقاط الفرصة جيداً في بلد تحكمه تشريعات جديدة وواعدة ومنضبطة، ويتمتع بالكثير من الفرص الخام التي تحتاج من يستغلها لخدمة الاقتصاد الوطني».

المغترب العائد بقوة إلى الاستثمار السياحي في سورية السيد "رشيد سلوم" رئيس مجلس إدارة الفندق السياحي (مكان انعقاد المؤتمر) قال: «على الرغم من الفترة التحضيرية القصيرة التي عملنا بها إلا أننا عملنا ما بوسعنا لجعل المؤتمر ناجحاً، وهو فرصة طيبة حتى نتباحث مع المسؤولين في الحكومة سبل تطوير قطاع الأعمال والاستثمار المجدي في الوطن، واعتقد بعد عودتي من الخارج أن ما قمت به من استثمار في المحافظة وضع في المكان الصحيح، والدليل أن "السويداء" بدأت بإقامة مؤتمرات بحجم هذا المؤتمر بعد غياب تجاوز عشرين عاماً».

رجل الأعمال السوري "أحمد الكوسا" القادم من محافظة "حلب" قال عن المؤتمر: «إن انتقال الاقتصاد السوري إلى مرحلة اقتصاد السوق هو من أهم الخطوات التي تمت على المستوى الاقتصادي في سورية، وقد شكلت مناخاً جديداً للاستثمارات المفيدة التي تعيد الاقتصاد السوري إلى أن يكون اقتصاداً منتجاً وليس مجرد سوق لاستهلاك منتجات الآخرين، خصوصاً أن للسوريين خبرات كبيرة في مجالات الصناعة والتجارة على مستوى المنطقة والعالم.

وقد جاء إصدار التشريعات التي تؤمن الاستقرار القانوني للمستثمرين ليشكل الأرضية المناسبة للاستثمار ومنها مرسوم تشجيع الاستثمار رقم 8 لعام 2007.

ويأتي هذا المؤتمر خطوة هامة في السياق العام لدفع التحول إلى اقتصاد السوق، وقد تم عرض مشاريع هامة للاستثمار يستفيد منها المستثمر لجهة توافر المواد الأولية ولجهة استثمار الموارد البشرية واليد العاملة، وتكون الفائدة محققة في هذا المؤتمر في حال تم الالتزام الجدي من قبل الجهات المعنية في تقديم التسهيلات المعلن عنها».